يبدو أن البعض لم يعجبه حالة الترحيب في الشارع المصري بما قاله البابا شنودة في حواره الأخير الذي نزع فتيل الأزمة, فأراد أن يعكر الامر, وقام بتسريب خبر عن أن البابا لن يستقبل المسلمين في احتفالات أعياد الميلاد, وهو الأمر الذي نفته كل المصادر الكنسية وعلي رأسهم البابا, فالبابا كما ذكرت من قبل هو رمز مصري يحترمه ويقدره كل المصريين, وفي حديثه الذي نزع فتيل الأزمة كان يتحدث عن مصر, و المصريين جميعا أقباطا ومسلمين ويوجه الحديث إليهم جميعا. البابا شنودة هو رمز مصري, و في بعض الأحيان تكون حكمة عقلاء الأمة ورموزها هي التي تصنع الحل الوحيد للأزمات, فهذه الحكمة هي التي تنزع فتيل الأزمة الذي يشتعل, و الأزمة التي اشتعلت أخيرا بسبب مجزرة كنيسة القديسين بالإسكندرية كان كافيا أن يخرج البابا ليوجه حديثه بحكمته التي عرف بها إلي كل المصريين, المسلمين منهم والأقباط, يطالب الجميع بالهدوء لمواجهة عدو واحد يتربص بنا, وهنا أورد بعض ما ذكره في اللقاء الذي أجريته معه والذي يكفي للرد علي أي شائعات. أرجو من أبنائنا أن يهدءوا.. فالمشكلات تحل بالهدوء وليس بالعصبية والانفعال. التفجيرات أصابت الجميع بالفزع سواء من المسلمين أو من الأقباط. الكثيرون ركبوا الموجة واشتركوا في الهتافات وهم بعيدون كل البعد عن المسيحية. بعض الأشخاص اندسوا في المظاهرات وتكلموا باسم الأقباط وهتافاتهم تجاوزت حدود الأدب. بعض المندسين دعوا لاستعمال العنف, والعنف ليس من المسيحية. هناك عدو مشترك يريد أن يزلزل سلام هذا البلد, ونحن لن نسمح بهذا نحن نؤمن بسيادة القانون وأي دولة ليس بها قانون تختل. سنحتفل بعيد الميلاد المجيد, لأنه حدث مهم بالنسبة لكل المسيحيين. عدم الاحتفال بالعيد يعني تحكيم التعصب وليس العقل والحكمة. عدم الاحتفال بالعيد يعني تصعيد الامور إلي منطقة خطرة لا توصل إلي نتيجة. الشراكة بين أبناء الوطن أمر مهم. ينبغي علي أقباط المهجر ان يتبعوا الكنيسة الأم. علي الدولة أن تحل مشكلات الأقباط, حتي لا تتزايد. بعض الصحف تلجأ إلي عنصر الإثارة من أجل تحقيق مكاسب خاصة بها. بعض الصحف تهتم بسرعة السبق في النشر دون التحقق من صحة الخبر. يجب علي الإعلام أن يلعب دوره في ترسيخ قيم الوحدة الوطنية.