حاولت أن أخرج جزءا من المخزون الموجود لدي في هذا الكتاب الصغير في لقطات تجمع بين الروح الروائية والسيرة الذاتية, هذا الكتاب هو سيرة ذاتية ولكنه في نفس الوقت سيرة لجيل بأكملة, جيل في وطن يمر بأزمة هكذا وصف المفكر الاقتصادي الدكتور محمود عبد الفضيل كتابه سيرة جيل وأزمة وطن والصادر أخيرا عن دار العين في الندوة التي عقدت بالدار لمناقشة الكتاب. وقد شهدت الندوة حضورا مكثفا من جانب عدد من المفكرين والإعلاميين, والدكتور حلمي شعراوي مدير مركز الدراسات الأفريقية ومصطفي اللباد مدير مركز الشرق للدراسات الإقليمية والإستراتيجية بالقاهرة. ود. محمود عبد الفضيل هو أحد أهم المفكرين الإقتصاديين وأستاذ الإقتصاد بجامعة القاهرة حصل علي الدكتوراة من كامبريدج وقضي سنوات من حياته العلمية والانسانية في بريطانيا وصدر له أخيرا أيضا النفط والمشكلات العربية المعاصرة في2009 ونواقيس الإنذار المبكر في2008 وكلاهما صادر عن دار العين. تحدث الدكتور محمود عبد الفضيل عن أهم لقطات شهدها جيل الستينيات وذكر منها مؤتمر المبعوثين الذي عقد عام1966 فقال تم عمل مؤتمر المبعوثين, بالتنسيق بين وفد موسكو, ووفد لندن, ووفد فرنسا, ووفد أمريكا, شكلت الوفود الأربعة رأس الحربة, واضاف صنعنا تاريخ ماقبل الهزيمة, ماقبل67. وأشار الي ان قصة المؤتمر بدأت حين كان المشير عامر في زيارة لباريس ووجه بعض الطلاب المصريين الحاضرين نقدا للنظام في مصر وانزعج المشير من هذا واعتبر ان الطلاب قد خرجوا عن الطوع فقرر الرئيس جمال عبد الناصر عقد مؤتمر للمبعوثين في مصر لتعريفهم بانجازات النظام وجري نقاش بين المبعوثين وبين الرئيس. واعتبر عبد الفضيل انه رغم ان النقاش لم يكن جديا حول الأزمات المطروحة الا ان مجرد النقاش كان علامة علي تطور النظام السياسي المصري. وعاد عبد الفضيل للقول: كنت خارج مصر وقت هزيمة67 وشعرت بالهزيمة وبشماتة الجالية اليهودية التي كانت هناك مؤكدا ان جيل الستينيات شعر بالإنكسار لان كل امالنا العريضة التي رسمناها وخططنا لها تمنينا ان ننفذها حين نعود للوطن تحطمت بفعل هذه الهزيمة التي تسبب فيها الانتهازيون الذين حاولوا ركوب الموجه وأوقعوا البلاد في تلك الهزيمة. وانتقد عبد الفضيل نظام التعليم في مصر وقال ان وجود جامعات فرنسية وألمانية وإنجليزية لا يمكن ان ينتج نظاما تعليميا متجانسا. وقال ان الهزيمة كان يمكن ان تمر إلا أن سياسة الانفتاح الإقتصادي أوقفت التصنيع الثقيل وقطعت الطريق علي البلاد كما ان الهجرة للخليج كانت سببا من أسباب الإنتكاسة التي نمر بها. وتحسر علي آمال جيله التي كان يبنيها وقال انه لولا اجهاض ماكنا نحلم به لكنا بنينا بلدا قويا اما الدكتور حلمي شعراوي خبير الشئون الإفريقية فقد أكد ان الزعيمين عبد الناصر ونهرو كانا مهتمين بالتنمية إلي حد بعيد, وكان ناصر يلتقي الكثير من العلماء من أجل تحليل الأوضاع. بالتعاون مع مجموعة من كتاب مجلة الطليعة. وقال د. محمود عبد الفضيل ان البعض يلومه علي صغر حجم الكتاب إلا ان ذلك كان بسبب الأزمة الصحية التي ألمت به وقال انه قد يكمل الكتاب في المستقبل اذا سنحت له الفرصة.