في كثير من المسلسلات الأجنبية تشعر للوهلة الأولي أن كاميرا الدراما تحولت بنظرة فنان وبعين مصور مبدع وكلمة مؤلف واع إلي أفضل وسيلة لتسليط الضوء علي ما يتمتع به موطنها من جمال, وفي مصر تجد من يتمسك بالبقاء في أحضان ما تتمتع به من جمال وتاريخ وحضارة ومناظر قد لا تجدها إلا في المحروسة ولكن من يحرصون علي ذلك تجدهم قليلين أو قل نادرين إذ يجمع المخرج شتات فريقه الفني وينطلق إلي أمريكا أو أوروبا وغيرها بحثا عن منظر مختلف وكأن بلادنا عقمت من الجمال ومناظره الخلابة. وبالاقتراب من المسلسلات المصرية التي يستعين القائمون عليها بالتصوير خارج حدود مصر وجدنا أن هناك من يتمسكون بذلك لوجود أسباب مختلفة, فبعضهم يري في ذلك نوعا من التجديد وآخرون يرونانها إضافة إلي العمل, وفريق ثالث يتمسك بالتصوير داخل مصر إيمانا بوجود أماكن جميلة يتوجب التصوير فيها لإظهار الجانب الجمالي الذي لا يعرفه البعض, بالرغم من الصعاب التي يواجهونها في استخراج تصاريح, وتكليف مالية باهظة, وفي حين يري الآخرون أن التصوير خارج أو داخل مصر ليس مهما فالاهم هو المحتوي الدرامي للعمل,.. وان المناظر لابد أن تكون موظفة بشكل جيد في إطار محتوي العمل, وبين هذا وذاك نعرض بعض هذه الأعمال, والآراء والمطالب التي يتمناها فنانو ومبدعو مصر. ومن الأعمال التي من المقرر تصويرها في الدول الأوروبية المسلسل الكوميدي الكبير أوي حيث يفاضل النجم أحمد مكي في الاختيار بين ألمانيا وتركيا لتصوير المشاهد الخارجية المسلسل بطولة النجمة دنيا سمير, وهشام إسماعيل, ومحمد شاهين, ومحمد سلام واخرج أحمد الجندي, وإسلام خيري. أما مسلسل مولانا العاشق للنجم مصطفي شعبان الذي تدور أحداثه في إطار اجتماعي إنساني يطرح عددا من قضايا المجتمع علي رأسها قضية الإرهاب, فمن المقرر ان يقوم المخرج عثمان أبو لبن بتصوير المشاهد الخارجية الخاصة به في عدد من الدول الأوروبية, وهو بطولة نيكول سابا, ومحمد لطفي, ومحمد الشقنقيري, وخالد سرحان, وسامي مغاوري, وسارة سلامة, ومن تأليف أحمد عبد الفتاح. ويعود النجم أحمد السقا للدرما الرمضانية بعد عامين من تقديمه مسلسل خطوط حمراء هذا العام بمسلسل ذهاب وعودة الذي من المقرر أن يتم تصوير مشاهده الخارجية به في قبرص, وبلجيكا, وهو من بطولة مجدي كامل, وياسر جلال, فريال يوسف, وانجي المقدم,ولقاء سويدان, واسلام جمال تأليف عصام يوسف, ومن إخراج احمد شفيق. أما المسلسلات التي فضل القائمون عليها البقاء داخل مصر وإبراز المناظر الجميلة بها منهم المخرج إبراهيم فخر مخرج مسلسل حالة عشق بطولة النجمة مي عز الدين,الذي قال انه لن يستعين بالتصوير خارج مصر ولكنه سوف يقوم بإبراز الأماكن الجميلة في مصر من خلال المسلسل, وهو من تأليف محمد صلاح عزب, وبطولة النجم خالد سليم, وحازم سمير, ومحمد صيام, وعمر مصطفي متولي, وهند رضا. و مسلسل ألف ليلة وليلة بطولة شريف منير ونيكول سابا من تأليف محمد ناير, فقد اختار له المخرج رءوف عبد العزيز عدد من المدن المصرية الساحلية بينها مدينتا طابا ودهب. أما مسلسل ساحرة الجنوب للمخرج أكرم فريد فقد استعان بأكثر من مكان داخل مصر لتصوير مشاهد مختلفة منها منطقة دهشور الأثرية ومدينة الأقصر, وغيرها من الاماكن السياحية, المسلسل بطولة حورية فرغلي, وسوسن بدر, وصلاح عبد الله, ومها أبو عوف وتأليف سماح الحريري. وفي هذا الصدد يقول الفنان رياض الخولي: لاشك أن احتواء الأعمال علي المناظر الطبيعية يجذب جانبا كبيرا من الجمهور ويعد هذا احد الأسباب الذي يجذب المصريون لمشاهدة الدراما التركية بالرغم من أن معظمها لا يتفق مع عادتنا وتقليدنا وديننا, وأيضا وجود بعض العراقيل التي تواجهنا في أثناء التصوير داخل الأماكن السياحية أو مطار القاهرة أو بعض الأمان الأخري, واتمني تسهيل مهمة الفنان ومساعدته في أداء عمله وإزاحة العراقيل بوجود تعاون بين جمع مؤسسات الدولة والمؤسسة الفنية لتحقيق دعاية للسياحة المصرية من خلال إبراز المناطق الجميلة, والبعد عن الأماكن الثابتة التي مللنا رؤيتها في معظم الأعمال الفنية. أما الكاتب الكبير مصطفي محرم, فيؤكد أن الأعمال الهادفة المتكاملة التي تحتوي علي الفكر والإبداع لابد أن تقدم من خلال رؤية فنية وإبداعية توضح وتبرز الجانب الجمالي من خلال أدوات الفنية متعددة, ولكي نري العمل الفني المتكامل لابد أن يتم تذليل العقبات التي تواجه الفنانين, والمبدعين أثناء عملهم بالتعاون مع الجهات المسئولة, ذلك بالإضافة إلي وجود شركات إنتاج كبيرة لتوفيرالعناصر المختلفة التي يحتاجها العمل ككل. ويقول المخرج محمد سامي إن المخرج يسعي دائما لخلق أفكار جديدة تشد الجمهور وتجذب انتباهه, واستثمار الطبيعة والجمال احد أهم هذه العناصر, ويضيف إن هناك بعض الصعوبات التي تواجهنا كمخرجين وهي تكمن في استخراج التصاريح التي تمكنا من استكمال التصوير في أماكن معينة, وفي مواقف مختلفة, في الوقت الذي تسعي فيه كثير من الدول الخارجية لجذب الفنانين من إنحاء العالم من اجل التصوير داخلها بتكلفة أقل, وذلك ما يجذب عددا كبيرا من المخرجين للسفر إلي بعض الدول العربية أو الأوروبية لقلة التكاليف.