قال المرشح المصري لجائزة البوكر العربية لهذا العام الروائي خالد البري: إن التجاهل الذي تلقاه بعض الروايات هو طريقة ابتكرها قليلو الحيلة في التكبر فالبعض يري أن بعض الأعمال تستحق الاهتمام لكنهم يتجاهلونها. جاء ذلك في الاحتفالية التي أقامتها دار العين للنشر بمقر الدار يوم الأربعاء الماضي للاحتفال بطبعة ثانية من روايته رقصة شرقية. وأضاف البري أنا لا أتحدث عن روايتي لأنني محظوظ أكثر من الآخرين فقد كتبت عن قضية فاهتم الناس بها ولكن هناك آخرين يكتبون كتابة مبدعة أفضل مني ولا أحد يهتم بهم. تحدث البري الذي يعمل صحفيا بالإذاعة البريطانية عن روايته قائلا: إنها اخذت وقتا كبيرامن حياته فقد كتبهاعلي مدار6 سنوات شهدت تغيرات كثيرة في حياته العملية والشخصية وهو ما انعكس علي الرواية وأدي لشعور بعض القراء باختلاف الأمزجة عبر الرواية, وأشار الي أنه كتب الرواية مرتين حيث كتبها في أول مرة علي جهاز اللابتوب الخاص به وسرق منه فاضطر لإعادة كتابتها ثم كتبها مرة أخري بعد5 سنوات من العمل فيها. وشرح خالد أسباب كتابته لها مرة أخري قائلا شعرت بأن الرواية غير مكتملة وأني لا أستطيع توصيل فكرتي من خلال الراوي العليم فقررت المزج بين الراوي العليم الذي يمكنه معرفة كل الأحداث وبين المتكلم بضمير الأنا( ابراهيم) في الرواية وهو ذو معرفة محدودة بالأحداث ومكنه من توصيل فكرته التي تدور حول الإيمان بشكل أساسي والتي جسدها عبر شخص عادي معرفته محدودة ولكنه يتصل بكيان فوقي يعلم من الغيب ما لا يعلمه الآخرون. وخالد البري من مواليد سوهاج عام1972 وحاصل علي بكالوريوس الطب عام1996 والتحق بالجماعات الإسلامية لسنوات كتبها في كتابه الأول الدنيا أجمل من الجنة الذي صدر في أكثر من طبعة عربية وطبعة انجليزية. وقبل رقصة شرقية كتب البري رواية بعنوان نيجاتيف وذكر البري أن روايته المرشحة للبوكر تدور في لندن إلا أنها ليست عن مغتربين وإنما عن أناس يعيشون علي رقعة جغرافية واسعة تمتد من أسيوط الي لندن فهي مكان واحد وليست أمكنة متعددة وهي عن هذا المزيج الذي يعيش فينا بين طرق التفكير المدينية والريفية. واستعرض البري الاعتراضات علي الرواية فقال إن البعض اعترض علي طول الرواية والبعض اعترض علي استخدام ألفاظ جريئة وعلي سرعة الإيقاع في نهايتها وقال إن هذه وجهات نظر مقبولة ولكنه انتقد غياب النقد الحقيقي الذي يقدم الروايات للقاريء ويساعد الكاتب علي تطوير كتابته فالنقد هو جزء لا يتجزأ من العملية الإبداعية وهو الذي يحدد الأنواع الأدبية مستشهدا بلفظ الانطباعين في الفن التشكيلي والذي أطلقه نقاد بالأساس فهم من فهموا هذه الحركة وساهموا في بلورتها, وانتقد اطلاق بعض النقاد لفظ كاتب جميل علي بعض الكتاب قائلا: أنا لا أفهم هذا الوصف وأتمني ألا يصفني به احد أبدا. وعن اتهام روايته بأنها كتبت لأجل إرضاء الغرب ولذلك وصلت الي البوكر قال البري إن هذا الكلام كله أوهام فنحن مصابون بجنون العظمة ونتوهم بأن الغرب يقرأنا وهذا غير صحيح وتابع قائلا ان الرواية أصلا مكتوبة بالعربية فكيف تكون لإرضاء الغرب. وأعلن البري أن روايته الدنيا أجمل من الجنة ستتحول الي فيلم سينمائي يخرجه مجدي أحمد علي ويكتب له السيناريو محمد رفاعي وفي سياق متصل قال البري إن أكثر من تأثر بهم كانوا من السينمائيين والفنانين التشكيليين وليسوا كتاب روايات ومن جهتهم ذكرت فاطمة البودي مديرة دار العين أن الدار تلقت عرضين لترجمة رواية رقصة شرقية.