استمرارا لتحرك وزارة الخارجية, لعرض موقف مصر للتطورات المتلاحقة التي تشهدها المنطقة وتحركاتها للقضاء علي الإرهاب وكافة التنظيمات الإرهابية عقدت الخارجية لقاءات مكثفة أمس مع سفراء الدول الأوروبية والأمريكتين المعتمدين بالقاهرة كما تعقد لقاء مع سفراء الدول العربية اليوم. أوضح السفير حاتم سيف النصر مساعد وزير الخارجية خلال لقاء سفراء الدول الأوروبية أن الاجتماع يأتي في توقيت حرج يقف فيه المجتمع الدولي أمام لحظة فارقة في تاريخ البشرية والقييم الإنسانية تشهد اتساع نطاق الإرهاب وتنفيذ عمليات إرهابية, آخرها العمل البربري الذي ارتكبته عناصر تنظيم داعش في ليبيا. وذكر أن العمليات العسكرية الناجحة للقوات الجوية المصرية ضد مواقع تنظيم داعش جاءت انطلاقا من حق الدفاع عن النفس وحماية المواطنيين المصريين وفقا لميثاق الأممالمتحدة. وفي الوقت الذي وجه فيه السفير مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية الشكر علي بيانات الإدانة التي أصدرتها الكثير من الدول الأوروبية, شدد علي أهمية تأكيد تضامن الدول الأوروبية مع مصر بالأفعال في حربها علي الإرهاب. وأضاف أن مصر التي تشارك في عضوية التحالف الدولي ضد داعش تطالب المجتمع الدولي والدول الأوروبية وخاصة أعضاء الناتو بتحمل مسئولياتها في القضاء علي الإرهاب والتنظيمات الإرهابية في ليبيا وكافة الجماعات الإرهابية الأخري آخذا في الاعتبار انتماء تلك التنظيمات إلي ايديولوجية واحدة تقوم علي الفكر المتطرف والتحريض علي الكراهية وارتكاب الأعمال البربرية. وشدد علي ضرورة حذف مصطلح التراخي من قاموس المجتمع الدولي في ظل تلك الظروف والتهديدات الإرهابية التي يواجهها, مضيفا أن الجميع مطالب بما في ذلك الدول الأوروبية باتخاذ التدابير اللازمة لمنع التنظيمات الإرهابية في ليبيا من الاستمرار في ممارساتهم دون رادع, ودرءا لمزيد من التدهور وحالة الفوضي التي تسعي إلي إحداثها, وبما يعكس الإرادة الدولية البازغة للقضاء علي الإرهاب أيا كان مكانه. وطالب السفير المساعد في هذا الصدد الدول الأوروبية برفع حظر السلاح عن الحكومة الليبية الشرعية التي تحظي باعتراف دولي لدعمها في جهودها الرامية إلي القضاء علي الإرهاب وإعادة الاستقرار والأمن إلي البلاد. وأكد السفيرمحمدفريدمنيبمساعد وزير الخارجية لشئون الأمريكتين خلال لقاء مع سفراء دول أمريكا الشمالية واللاتينية المعتمدين بالقاهرة علي ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسئولياته من خلال التحرك الفوري والفعال ضد التنظيمات الإرهابية التي تشترك فيما بينها في تبني ذات الأيديولوجية المتطرفة وتحقيق نفس الأهداف الخبيثة. وأكدمنيب مسئولية المجتمع الدولي إزاء التعامل مع الأوضاع المتدهورة في ليبيا, بالإضافة إلي قيام بعض الدول بالتهوين من الوضع هناك ووصفه علي أنه مجرد نزاع سياسي وليس انتشارا لجماعات إرهابية تحاول السيطرة علي مقاليد الأمور في ليبيا, بالإضافة إلي عدم أخذ هذه الدول برؤية مصر بضرورة التعامل مع هذه الجماعات بدون انتقائية باعتبارها تتبني نفس الفكر المتطرف.