يبدو أن شدة الأنواء آخذة في ازدياد حول القيادة التركية, فبعد مظاهرات الداخل المستمرة وانقلاب الرفقاء في حزب العدالة والتنمية الحاكم, والخلافات الأوروبية مع أنقرة والأوضاع الملتهبة في كل من سورياوالعراق وانهيار حلم الخلافة العثمانية للسلطان أردوغان, وإيقاف أرمينيا تطبيع علاقاتها مع تركيا, بدأت الأزمة التركية الكردية تطل للواجهة من جديد في انتظار الانفجار في وجه أردوغان المتطلع لإضافة صلاحيات تنفيذية لمنصبه الرئاسي في يونيو المقبل. فأمس طالب أكراد تركيا باتخاذ خطوات ملموسة لدفع عملية السلام إلي الأمام واتهموا حزب العدالة والتنمية الحاكم بالمماطلة وحذروا من أن المفاوضات يمكن ان تنهار. وجاء رد رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو سريعا أمس في مؤتمره الصحفي حيث طالب الأكراد الذين يسعون للانفصال بنبذ الصراع المسلح الذي تعتبره الحكومة مطلبا رئيسيا من الحكومة من أجل تقدم المحادثات قبل الانتخابات العامة التي تجري في يونيو. كانت الآمال قد زادت في الأسابيع الأخيرة في أن يدعو الزعيم الكردي السجين عبد الله أوجلان الي إنهاء الصراع المسلح المستمر منذ ثلاثة عقود وأسفر عن مقتل40 ألف شخص وأعاق تنمية المناطق ذات الأغلبية الكردية في جنوب شرق البلاد, لكن يبدو أن لحزب العمال الكردستاني قولا آخر حيث صرح في بيان علي موقعه علي الانترنت أمس ان علي حزب العدالة والتنمية ان يظهر انه صادق. وقال: يتعين علي حكومة حزب العدالة والتنمية( الحاكم) اتخاذ خطوات ملموسة وإلا دخلت عملية السلام مرحلة دقيقة للغاية وخطيرة تقارب النهاية. وأطلقت الحكومة التركية محادثات سلام مع أوجلان المحبوس في سجن بجزيرة قريبة من اسطنبول منذ عام2012 ونتيجة لذلك أعلن حزب العمال الكردستاني- الذي تصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جماعة إرهابية- وقف إطلاق النار وبدأ الانسحاب إلي معسكرات في شمال العراق حيث معاقل مقاتليه. ومع أن المشاركين في المحادثات لم يكشفوا عن تفاصيل بشأن ما دار فيها خوفا من تقويض احتمالات التوصل إلي اتفاق نهائي, إلا أن مطالب الأكراد معروفة وتتلخص في الإفراج عن أوجلان وصدور عفو عن مقاتليهم واتخاذ خطوات نحو حكم ذاتي. ومن المؤكد أن عدم التوصل الي اتفاق سيتسبب في مشكلة للرئيس رجب طيب أردوغان فهو يحتاج الي حصول حزب العدالة والتنمية الذي أسسه علي أغلبية كبيرة في الانتخابات العامة التي تجري في يونيو لإقرار خطط لمنح الرئيس صلاحيات تنفيذية. أردوغان في كلمة ألقاها في أنقرة لم يشر إلي بيان حزب العمال الكردستاني لكنه تحدث عن أمثلة علي تطوير البنية الأساسية نفذت في جنوب شرق البلاد تحت قيادة حزب العدالة والتنمية.