تختتم مساء اليوم انشطة الملتقي الثاني لقصيدة النثر الذي أقيم لأربعة أيام بمقر نقابة الصحفيين بمشاركة واسعة للشعراء المصريين والعرب, تحت عنوان قصيدة النثر والتعددية الثقافية, طرح الملتقي هذا العام اسئلة عديدة تتعلق باشكاليات قصيدة النثر والهوية وقضية الأجيال في القصيدة, أجاب عليها النقاد المشاركون بالجلسات النقاشية وسط حضور ضئيل للجمهور وغياب لبعض المتحدثين, إلي جانب تأخر اقامة الندوات عن موعدها. الا ان الأمسيات الشعرية التي بلغ عددها14 أمسية شارك بها أكثر من100 شاعر بالوطن العربي حظت بحضور اوسع, وكان الملتقي قد وزع امسياته بين نقابة الصحفيين واتيليه القاهرة وجاليري مشربية للفنون وجميعها اماكن بمنطقة وسط القاهرة. ضم الملتقي تسع ندوات, شهدت اولاها صباح الاثنين الماضي حضور اثنين فقط من المتحدثين, هما د. وائل غالي ود. محمد زيدان وادار الندوة أيمن بكر بينما ضم الجدول اسماء محمد السيد إسماعيل ويسري عبدالله وحسني عبدالرحيم. قدم د. زيدان ورقة بعنوان نحو بلاغة جديدة للنص الشعري تحدث فيها عن السرد كنوع جديد من البلاغة في النص الشعري وجاء فيها ان النص الشعري والأدب العربي بوجه عام في حاجة ماسة للبلاغة الجديدة التي تنطلق من الأسس المعرفية للبلاغة الكلاسيكية القديمة وأضاف ان النماذج الشعرية التي توفرت له كناقد اشتركت جميعها في التخلي عن تقنيات البلاغة القديمة, فالمجازات قليلة جدا, مستدلا من ذلك علي أن تلك النصوص تشكل نواة جديدة قائمة علي تقنية السرد في الشعر التي اكتشفت في الستينيات. واتبع بان الشعراء استعاضوا بهذا السرد عن الإيقاع الذي استغنوا عنه تماما بما كان يحويه من حركة. وأضاف زيدان انه رغم ذلك مازال هناك شعراء نثر يتمسكون بالشكل الكلاسيكي لأن التفكير بالمجاز مازال مستقرا في التكوين الفني للمبدع والذائقة الشعرية للمتلقي, الا ان هذا لم يوقف شعراء النثر عن الخروج عن المألوف الذي يتمثل في المجاز الجزئي ليشق شعراء النثر طريقا صعبا نحو قصيدة جمالية جديدة. كما قدم د. وائل غالي ورقة بحثية بعنوان قصيدة النثر نوعا مركبا تناول فيها فكرة اقتران النوع بالعديد من الاسئلة المتصلة بالقصيدة وعلاقة ذلك بعنصر النوع في العلوم الطبيعية. مضيفا ان الأدب المعاصر, لم يتخلص بعد من الفروق النوعية, خوفا من الوقوع في فخ الغموض والتباس النص علي المتلقي, قائلا إنه يجب الفصل بين الأنواع التاريخية والأنواع النظرية دون ان يفصل الفرق بين الاثنين وعوامل التلاقي او الاختلاف بينهما. وأضاف ان مصطلح قصيدة النثير لايدل علي مقاربة معينة للشعر أو انه مجرد مصطلح فقصيدة النثر هي نتاج اتحاد مركبين هما القصيدة والنثر ينتج عنه مكون جديد, ولا يمكن أن ننكر ان النقاد النوعيين هم اساس تكفير شعراء النثر, فيجب ان نستبعد بمعايير نقدية واضحة الأشكال الدخيلة, ونفي عن قصيدة النثر صفة الخرس التي الصقها بها الشاعر عبدالمعطي حجازي, لكنها فقط لا تتبع ايقاع( مدينة بلا قلب) وانهي وائل غالي حديثه بالأشارة لقدرة كل نوع أدبي علي ضم أكثر من نوع آخر, مستشهدا بقصيدة النثر كنموذج دال علي عملية اختزال فريدة لا يمكن فهمها او تأويلها وفقا للنظريات القديمة وحدها. ومنذ اليوم الأول بالملتقي بدأت سلسلة الغاءات الندوات والأنشطة أو تأخرها عن موعدها فبسبب غياب الجمهور اعلن القائمون علي الملتقي تأجيل الندوة الثانية التي كان مقررا أن تقام في الواحدة والنصف من ظهر الاثنين إلا أن التأجيل ادي إلي الغاء الندوة تماما, دون الإعلان عن الإلغاء او التأجيل, كما الغي منظمو الملتقي الأمسية الشعرية الثالثة لغياب الشعراء المشاركين ولم تقم الندوة الرابعة التي كان مقررا لها الخامسة من مساءذات اليوم الا في السادسة والنصف. وكانت أنشطة الملتقي قد ضمت عدة محاور من بينها قصيدة النثر واشكاليات الهوية التي تناولت قضية محورية القصيدة الغربية في طرح شعراء قصيدة النثر ومدي قربهم او ابتعادهم عن التبعية, وهل فرضت الهوية نفسها علي روح القصيدة أم لا. وفي اليوم الثالث أمس الثلاثاء عقد ثلاث ندوات تناولت اولاها افاق الشعرية الجديدة وتحولاتها تناولت مشكلات قصيدة النثر الراهنة وقضية حضور النص مقابل محتواه, بالإضافة للاختلاف الذي تطرحة قصيدة النثر من حيث وحدتي الموضوع والشكل, وتقترب هذه المحاور مما طرحه المؤتمر في بعضمن ندواته العام الماضي فيما تناولت الندوة الخامسة الاحتفالية الخاصة التي يعقدها المؤتمر للاحتفاء بالشاعر الكبير الراحل محمد صالح تحت عنوان محمد صالح صائد الفراشات وهو عنوان واحد من اخريات الدواوين التي اصدرها الراحل عام2004.