منذ عام2002 اودعت الولاياتالمتحدةالامريكية محمدو صلاحي معسكر الاحتجاز في خليج جوانتانامو بكوبا, كل هذه الاعوام الماضية لم توجه له واشنطن اتهاما بارتكاب أي جرائم, وحكم القضاء الفيدرالي باطلاق سراحه في مارس2010, ولكن الحكومة الامريكية حاربت هذا القرار, ولا توجد أي إشارة تدل علي وجود خطط أمريكية للإفراج عنه. وبعد ثلاثة اعوام من احتجازه بدأ صلاحي في كتابة مذكراته, وكتب عن حياته قبل أن يختفي داخل المعتقل الامريكي. كما عرض صلاحي خلال كتابه( يوميات جوانتانامو) رحلته داخل العالم الذي ينتهي من الاحتجاز والتعذيب, وحياته اليومية كسجين داخل جوانتانامو. مذكرات صلاحي ليست مجرد دليل علي اخطاء العدالة الامريكية, ولكنها ايضا مكتوبة بروح الدعابة السوداء والرعب, وهي مذكرات تاريخية بلاشك. وأي أمريكي سيقرأ هذه المذكرات حتما سيشعر بالخجل خاصة مع النداء الذي أطلقه صلاحي خلال مذكراته بضرورة تطبيق العدالة التي تعني في الحقيقة الحكم علي مستقبل الديمقراطية في الولاياتالمتحدةالامريكية. مذكرات صلاحي إنما تذكر واشنطن بفهمها الخاطئ لحقوق الانسان وازدواجيتها عندما يتعلق الامر بمواطنيها في الداخل, وتكشف المذكرات مدي المحنة التي يواجهها نزلاء جوانتانامو.. ولد صلاحي في بلدة صغيرة في موريتانيا عام1970 وحصل علي منحة الي ألمانيا وعمل هناك لعدة سنوات كمهندس وعاد الي موريتانيا عام2000, وفي العام التالي اعتقل من جانب السلطات الموريتانية بناء علي طلب من الولاياتالمتحدة, ثم تم نقله الي السجن في الاردن ثم الي قاعدة باجرام في أفغانستان وأخيرا انتقل الي جوانتانامو ليبقي هناك بلا نهاية في الافق. والمذكرات عبارة عن قصة من الحبس الانفرادي والاستجواب القسري والاعترافات بالإكراه, والتعذيب وسوء المعاملة, قصة من التعذيب الجسدي والتعذيب النفسي والتعذيب الجنسي والضرب والقاء مكعبات الثلج علي المتهمين, والحرمان من النوم, والاجبار علي تعاطي المخدرات. إنها قصة من التعصب الديني والثقافي, من الإساءة اللفظية, وحرمان الأسري من احتياجاتهم الأساسية, مثل الصابون وورق التواليت, وممارسة الرياضة, وقد تم انتهاك اتفاقية جنيف للاسري يوميا تقريبا مع صلاحي وغيره من السجناء. صلاحي كان واحدا من اثنين من سجناء جوانتانامو اللذين أطلق عليها دونالد رامسفيلد( مشاريع خاصة) حيث وافق علي التعامل معها معاملة قاسية تشمل الحرمان من النوم والتحرش الجنسي والبقاء في غرف شديدة البرودة, وزاد في الحقيقة ارث الرئيس الامريكي السابق جورج بوش ونائبه ديك تشيني ووزير دفاعه رامسفيلد.