لاشك أن هناك ارثا من الخلاف الهاديء بين واشنطن والمملكة العربية السعودية وأن واشنطن ستحتاج لبذل مجهود دبلوماسي في الفترة القادمة لرأب الصدع في العلاقات الامريكية السعودية. وذكرت صحيفة( نيويورك تايمز) الامريكية أن الملك السعودي الجديد, سلمان-79 عاما- يرث كل السياسات التي وضعها الأخ الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز الملقب ب( حكيم العرب) كما انه ورث معها الصراعات التي ميزت العلاقات مع واشنطن في السنوات الأخيرة خاصة فيما يتعلق بالقضايا البارزة مثل الملف الايراني والربيع العربي, وسوريا والقضايا الداخلية في المملكة العربية السعودية مثل جلد أحد الصحفيين مؤخرا, حيث كانت هناك اختلافات كبيرة بين المسئولين الأمريكيين والعائلة المالكة في السعودية. العلاقات الوثيقة التي بنيت بين المملكة وواشنطن في ظل إدارة الرئيس الامريكي السايق جورج بوش قد أفسحت الطريق لشكاوي من السعوديين حول سياسات أوباما التي جعلته لا يفعل سوي القليل لقلب نظام حكم الرئيس بشار الأسد من سوريا بينما أسرعت للاطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك من مصر. كما أن السعودية وجهت انتقادات لواشنطن ازاء اتفاقها النووي مع ايران بعدما أدت السياسات الامريكية في العراق الي دعم الوجود الايراني بها, الي جانب التواجد الايراني الاخير في اليمن من خلال ذراعها المتمثل في الحوثيين, علاوة علي الدعم الايراني لحزب الله في لبنان الذي تدخل لمناصرة الرئيس السوري بشار الاسد بشكل علني. ولاشك ان خفض السعودية لاسعار النفط كان سلاحا موجها ضد كل من روسياوايران الداعمين الرئيسيين للرئيس السوري بشار الاسد. وقد أثبتت المملكة العربية السعودية في عهد الملك الراحل انه لا تزال قادرة علي إدارة تغيير الاقتصاد العالمي في وقت حاسم من خلال إغراق أسواق النفط, والحفاظ علي انتاج النفط مرتفع وهذا ساعد أوباما علي عدد من الجبهات وذلك من خلال الضغط علي أسعار النفط لأن تلك الأسعار ساعدت علي الضغط علي ايران بسبب طموحاتها النووية وروسيا بشأن عدوانها علي أوكرانيا. ونتيجة لذلك, فان مسئولون في إدارة أوباما يتعاملون بحرص حتي تنقل هذه السياسة النفطية في الخلافة السعودية الجديدة. ونقلت نيويورك تايمز عن مسئولين في البيت الابيض قولهم انهم واثقون من أن الولاياتالمتحدة والسعودية سوف يواصلان العمل معا بشأن مجموعة من القضايا, بما في ذلك الكفاح ضد ما يسمي بتنظيم الدولة الإسلامية( داعش) وتوتر الاوضاع في اليمن عقب استيلاء الحوثيين علي القصر الرئاسي, وأضافوا أن العلاقة تحسنت في الأشهر الأخيرة جزئيا بسبب قرار أوباما اطلاق الضربات الجوية ضد داعش والتي ليس من المتوقع أن يعرقلها الملك الجديد.