حكاية لها ذكري حدثت منذ سنوات مضت.. بعد أن هدأت الضجة التي أثارها ظهور النجم الهندي أميتاب باتشان في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في إحدي دوراته.. واستقبال الجماهير للنجم الهندي بضجة لم يكن يتخيلها النجم نفسه.. وقد قوبلت هذه الضجة بكثير من النقد..وأيده من أيده..وكانت السينما الهندية تقدم نوعية من الأفلام..إعترف بها أميتاب باتسان..بأنه يقدم سينما للتسلية وليس له ذنب في أن يكون له معجبون يحبونه..وكانت درجات النقد عالية ضد اميتاب لأنه يقدم أفلاما ليست علي المستوي المطلوب..وصاح أحد النقاد معترضا نفسي أعرف من الذي أدخل السينما الهندية إلي مصر؟! قلت له..أنا أعرف من الذي أذخلها الي مصر..وكيف تم ذلك!! انتبه الجميع..ليسمعوا الإجابة عن السؤال..وهي لها حكاية غاية في الطرافة..وطبعا دخول الفيلم الهندي إلي مصر ليس جريمة.. فهي سينما نراها علي الشاشة ولكل مشاهد له الحق في قبولها أو عدم مشاهدتها شأنها شأن أي سينما تعرض علي الشاشة المصرية!! ولم تكن السينما الهندية قد وصلت الي بوليود العصر..كسينما هوليوود العصر..الآن وانتشارها الطاغي المحبب للجماهير علي مستوي مصر والعالم..ولكننا نحكي عن بداية ظهور أول أفلام السينما الهندية ودخولها مصر!! المهم الذي أدخل السينما الهندية الي مصر..هو الفنان الكبير صاحب أكبر وأعظم مشوار سينمائي مع السينما المصرية..والفن المصري بكل فروعه..النجم الكبير.. كمال الشناوي..ولم أنتظر رد فعل الجالسين وأكملت الحكاية.. روي لي النجم كمال الشناوي ذات مرة..أنه كان يزور إحدي الدول العربية..وكان أيامها يبحث عن أفلام يقوم بتوزيعها وعرضها في القاهرة من خلال شركته الإنتاجية..وأعطاه صاحب إحدي شركات الإنتاج بعض الأفلام..وبينها فيلم هندي..وأخذها كمال الشناوي وأحضرها الي القاهرة..وعرض فيها ماعرض..ونسي تماما الفيلم الهندي.. وبعد مرور مايقرب من عام.. وهو يراجع أمور مكتبه عثر علي علب الفيلم الهندي..حار ماذا يفعل به.. وكان قد فقد حماسه في عملية التوزيع الي جانب أن الفيلم الهندي لم تكن له سوق في مصر.. وذات مرة كان يجلس معه صديقه الموزع المصري المعروف( فلان) وأخبره كمال بأن لديه فيلما هنديا كان يريد عرضه في القاهرة..وطلب الموزع من النجم كمال أن يشتري هو الفيلم الهندي ويحمل عنه عبء توزيعه وعرضه وتحمل خسارته..وفعلا اشتري الصديق الموزع الفيلم بحوالي60 جنيها علي ما أذكر وأخذ الفيلم وأحس نجمنا كمال الشناوي أنه حقق صفقة رابحة ببيع الفيلم وبهذا السعر.. ومرت الأسابيع..وفوجئ كمال الشناوي باعلانات عن فيلم هندي يعرض في احدي دور العرض.. وأحدث الفيلم ضجة كبيرة جدا..وأقبل عليه الجمهور بشكل لم يسبق له مثيل مع أي فيلم آخر..وانتشرت أغانيه بين الناس علي كل لسان..واستمر عرضه شهورا..وكان ربح الصديق الموزع من الفيلم من أسباب تثبيت أقدامه في سوق الإنتاج والتوزيع..وكان هذا الحديث في الستينات..وكان الفيلم اسمه سانجام بعدها فتحت السوق المصرية الباب علي مصراعيه للفيلم الهندي..!! وشكرا لنجمنا الكبير كمال الشناوي الذي أسهم في ظهور السينما الهندية عليالشاشات المصرية..منذ أيامها وحتي أفلام بوليوود السينما الهندية هذه الأيام!!