هناك بعض أنصاف الحقائق التي يتم ترديدها طوال الوقت بشأن برنامج مصر النووي, دون أي نوع من أنواع المراجعة أو التصحيح, علي المستويات اللفظية, حتي بات الأمر وكأنه' حكمة شائعة فعندما يتم سماع مايقال عن برنامج مصر النووي, يبدو الأمر وكأنه ليس لدينا برنامج نووي, أو أن هذا البرنامج قد توقف في عام1986 عندما وقع إنفجار تشرنوبيل, وانتهي الأمر منذ ذلك الحين, والآن نبدأ عمليا في إقامة البرامج النووية. إن أحد المداخل المهمة لإعادة تصحيح هذه المسألة يكمن في التعريف البسيط لما يعنيه البرنامج النووي, فالبرامج النووية نوعين رئيسيين, أولها هو البرامج النووية البحثية, وهي تعتمد علي مفاعلات محدودة الطاقة, تصل أحيانا إلي60 ميجا, وتتمثل مهامها في إنتاج النظائر المشعة التي تتعلق بغالبية ما يسمي الاستخدامات السلمية للطاقة النووية, في مجالات الطب والزراعة والبناء والتعدين, وغيرها. المسألة هي أن لدينا برنامجا نوويا بحثيا قويا, يعتبر في الواقع أقوي برنامج بحثي في المنطقة, وفي إطار هذا البرنامج تمتلك مصر مفاعلين نوويين, أحدهما قدرته2 ميجا, والثاني قدرته22 ميجا, تمت إقامتهما في بداية الخمسينيات, ومنتصف التسعينيات في مركز أنشاص النووي, ويمكن توجيه سؤال بسيط لأي دارس لتلك المسألة, ليتم اكتشاف أن مصر الأكثر تقدما, من إيران وإسرائيل معا في هذا المجال. المشكلة التي واجهتها مصر كانت تتعلق ببرامج الطاقة النووية, التي تتمثل في إقامة مفاعلات ذات قدرات عالية تصل إلي1000 ميجا, تستخدم في توليد الكهرباء, أو تحلية المياه, وهي البرامج التي واجهت إقامتها مشكلات في منتصف السبعينيات ومنتصف الثمانينيات, وتوقفت بالفعل في ذلك الحين, ومايتم الحديث عنه حاليا هو تلك النوعية من البرامج, التي يبدو من التصريحات الصادرة من القيادة المصرية, أنها لن تتوقف هذه المرة, ولن يسمح بذلك. [email protected]