حذر العالم المصري فاروق الباز مدير مركز الأبحاث بجامعة بوسطن وأحد فريق مستشاري رئيس الجمهورية من تعرض مصر لفقر غذائي إذا لم تبدأ فورا مشاريع تنموية قادرة علي تعويض مصر نقص الغذاء والمياه قائلا: إنه من المتوقع في عام2050 أن يصل عدد سكان مصر ل140 مليون نسمة ولابد من ايجاد مكان لاحتواء كل هذا العدد بعيدا عن شريط الدلتا ووادي النيل. وقال الباز في محاضرته لطلاب جامعة القاهرة مساء أمس إنني تقدمت بمشروع ممر التنمية قبل25 عاما وآمل في إنجازه بشكل سريع مضيفا أن جغرافية مصر وجيولوجيتها تسمح بالتوسع خاصة في غرب النيل لأن الأرض هناك مستوية علي عكس مناطق شرق النيل التي لا تصلح لعدم كون الأرض مستوية, وهناك10.5 مليون فدان صالحة للاستصلاح بمنطقة غرب الدلتا. وأكد الباز في ندوة صحراء مصر و إنماؤها أن جنوب مصر والصحراء الشرقية قادران علي توفير المياه الكافية لزراعة الصحراء بما تضمها تلك المناطق من مخزن مياه جوفية كاف لمساعدة مصر في إنتاج مايكفيها من الغذاء مؤكدا ضرورة استغلال أراضي سيناء لزياده الإنتاج الزراعي والصناعي والاستفادة من الصحراء الشرقية لغزارة الأمطار بها في فصل الشتاء. وتابع أنه لم يعد أمام الشعب المصري وقت كثير ليضيعه ولابد للحكام أن ينصتوا للحلول العلمية التي يقدمها العلماء وأن مصر تفقد3 آلاف فدان في العام بسبب الزحف العمراني علي الأراضي الزراعية وأنه بعد مرور183 عاما من المتوقع اختفاء الأراضي الزراعية مضيفا أن هناك منطقة غرب الأقصر بها هضبة يوجد بها منظر خيالي لا يمثله أي مكان بالعالم مستطردا استطيع أن أصنع أكثر من دبي في مصر عن طريق ممر التنمية الذي سيجعل مصر وسيطا بين العالم وقارة إفريقيا في التبادل التجاري من خلال استعادة مكانها بين دول العالم. وردا علي سؤال حول وصفته للنجاح قال: نجحت في عملي لأني لم أتوقف عن تحصيل العلم ولن أتوقف لابد أن يكون هناك أفق واسع للتفكير ولابد من استغلال طاقة العلم والمعرفة التي يجمعها الشباب في التعليم للعودة بالنفع علي مصر. وتابع الباز: الحلم عليكم يا شباب متسألوش نعمل دا ازاي انتوا فكروا لان المستقبل لكم وليس لنا. وردا علي سؤال حول ما الذي يعوق تنفيذ مشروعه لمصر قال الباز: كان عندنا مشكلة ان كل وزير يأتي يري ان الذي بدأه غيره غير صحيح ولا يكمل عليه بل ويغيره كما انه لم يكن هناك ارتباط او تواصل بين المواطن والحكومة لكن الان توجد حكومة تسمع للناس وعينها علي ما يقال كما ان الناس تغيرت والمشروعات ذات التكلفة العالية والتي تحتاج وقتا لتنفيذها وسيتغير الوزير بالتأكيد خلال تنفيذها حيث لا يوجد الآن وزير سيبقي3 أو4 سنوات فلابد في ذلك من البعد عن الحكومة وعمل مؤسسة تتولي التنفيذ لكي ننجح في مشروعاتنا وننهض ببلدنا وامامنا فترة لتغيير الفكر الحالي وهذا دور الجيل الجديد خاصة من الشباب. وردا علي سؤال عن التقسيم الجديد للمحافظات قال الباز انها فكرة مهمة جدا فالمحافظات مازالت بالتقسيم القديم منذ قدماء المصريين حيث كان هناك24 محافظة أيام قدماء المصريين وكان لكل محافظة مسئول يدير شئونها وكانت مقسمة حسب انتاجها الزراعي لكن الفكرة الحالية فكرة صحيحة لتوسيع فكر الناس المقيمين في المحافظة بثرواتها ومواردها حسب الاتجاه الشرقي والغربي.