حالة من الحزن الشديد سيطرت علي أكثر من40 ألف مصري احتشدوا في ستاد خليفة الدولي بعد خسارة منتخبنا الوطني الأول وللمرة الأولي في تاريخه أمام المنتخب القطري بهدفين لهدف في اللقاء الودي الذي جمع المنتخبين أمس وجاء في إطار استعدادت العنابي لخوض منافسات بطولة كأس الأمم الأسيوية وفي المقابل ضمن برنامج إعداد الفراعنة لخوض الجولات الأربع الحاسمة بالتصفيات الإفريقية المؤهلة لنهائيات كأس الأمم.2012 فحالة الحزن التي سيطرت علي جماهير مصر الذين احتشدوا بالآلاف في كل خطوة يتحركها منتخبنا الوطني منذ وصوله لمطار الدوحة, لم يكن سببها الوحيد الخسارة التي تعد الأولي في تاريخ لقاءات المنتخبين معا ولكن المشكلة كانت في الأداء الباهت الذي قدمه الفريق والذي عكس مضمونه حالة العصبية الزائدة التي سيطرت علي عدد ليس بالقليل من لاعبي منتخبنا الوطني والجهاز الفني خلال ربع الساعة الأخير من اللقاء والتي كان نتاجها حالة الطرد التي تعرض لها أحمد فتحي اعتراضا علي الخشونة الزائدة من لاعبي قطر والتي نفذوها تحت سمع وبصر الحكم العماني الضعيف عبدالله الحراصي. أهداف المباراة سجلها سباستيان سوريا في الدقيقة20 ووائل جمعه خطأ في مرمي عبد الواحد السيد في الدقيقة44 للعنابي, اما هدف منتخبنا الوطني الوحيد فكان بتوقيع المتألق الأوحد في صفوف الفراعنة أمس وليد سليمان في الدقيقة73 من المباراة. المباراة رغم المستوي الباهت لمنتخبتنا الوطني فمن الخطأ أن تكون مقياسا حقيقيا لتقييم مستوي أداء الفراعنة خاصة أنها أقيمت بعيدا عن الأجندة الدولية هذا بالإضافة لغياب عدد ليس بالقليل من العناصر الأساسية للإصابة, وأخيرا كانت أمام خصم لابأس بمستواه الفني والبدني قادم قبل أيام قليلة من بطولة الخليج20 التي ودعها من الدور الأول بعد الفوز علي اليمن والتعادل مع السعودية والخسارة أمام الكويت, ولديه من الحافز النفسي ما يدفعه للأداء وكأنها مباراة رسمية علي بطولة كبيرة, ومع هذا ورغم كل ذلك فليس هناك ما يبرر الأداء المترهل للمنتخب الوطني وحالة التوهان التي سيطرت علي لاعبيه والتي أشعرتنا بأن المنتخب القطري يلعب ب20 لاعبا في مواجهة11 لاعبا من منتخبنا الوطني البطيء. بدأ منتخبنا الوطني بتشكيلة ضمت نفس عناصر مباراة استراليا الودية الأخيرة قبل مواجهة قطر اللهم إلا أنه اضطر للدفع بمحمد ناجي جدو في مركز رأس الحربة علي حساب أحمد عبد الظاهر الذي غاب عن اللقاء لشعورة ببعض الآلام قبل المباراة, حيث لعب بطريقة3/4/2/1 التي تعتمد علي الكثافة العددية في وسط الملعب علي أمل أنها تخلق حالة الارتباك في الأداء الدفاعي للخصم وبالتالي تخلق الفرص التهديفية المناسبة بعيدا علي قلة كثافة التواجد الهجومي. وبالفعل ونظرا للتاريخ والاسم الكبير لمنتخبنا الوطني دانت السيطرة الشكلية للفريق خلال الدقائق الأولي من المباراة بفضل مهارة وتحركات الثلاثي أصحاب المثلث الواضح جدو ومن خلفه أحمد عيد عبد الملك ومحمد أبوتريكة, ولكن للأسف لم تتم ترجمة هذه السيطرة لخطورة واضحة علي مرمي المنتخب القطري بل بالعكس كانت المفاجأة في نجاح العنابي ومن أول هجمة مرتدة منظمة في أن يسجل هدف التقدم عندما وصلت الكرة إلي محمد جدو القطري خلف أحمد فتحي الظهير الأيمن لينطلق بالكرة حتي منطقة الجزاء قبل أن يمررها عرضية ليضعها بعيدة عن عبد الواحد السيد لتصل لسابستيان سوريا المنطلق من وسط الملعب وسط حراسة شكلية من محمود فتح الله ليسكنها الشباك معلنا عن تقدم المنتخب القطري بهدفه الأول. هذا التقدم لم يلهب حماس لاعبي منتخبنا الوطني كثيرا لأن الأداء لم يطرأ عليه أي تغير فالتمرير بطيء والحركة في الملعب بكرة أو بدون كرة أبطأ والهجمات المرتدة للمنتخب القطري أخطر ويكفي أن الحظ وعنصر عدم التوفيق كان سببا في عدم إستغلال سباستيان للخطأ الفادح لأحمد دويدار الذي هيأ له الكرة داخل الست ياردات إلا أنه لعبها بجوار القائم الأيسر لمرمي عبد الواحد السيد. دقائق الشوط الأول تمر بدون أي جديد حتي كان وائل جمعه مدافع منتخبنا الوطني علي موعد مع هدفه الدولي الأول في مرمي عبد الواحد السيد عندما فقد الثنائي التواصل معا وهذا أمر غريب بين حارس مرمي وقلب دفاع ليلعب وائل الكرة لحظة خروج عبد الوحد لتأخذ طريقها إلي المرمي معلنه عن الهدف الثاني للمنتخب القطري والذي به انتهت أحداث الشوط الأول من اللقاء. وفي الشوط الثاني وبحثا عن التعادل لحفظ ماء الوجه أضطر الجهاز الفني للمنتخب الوطني لتغيير أسلوب الأداء حيث لعب الفريق بطريقة4 231 بعدما خرج إسلام عوض وأحمد دويدار ودخل الثنائي شريف عبد الفضيل ووليد سليمان واحتل عبد الفضيل مركز المدافع الأيمن ليدخل فتحي في منتصف الملعب ويجاور سليمان أبو تريكة وعيد خلف جدو وبالفعل تحسن أداء مصر بعد تغيير الطريقة وضغط بقوة علي دفاعات قطر, ولكن الفاعلية الهجومية ظلت ضعيفة لعدم امتلاك المنتخب مهاجم هداف قوي حتي مع إشراك الجهاز الفني لأحمد حسن مكي علي حساب محمد ناجي جدو ولهذا كان الفرج علي أقدام وليد سليمان الذي نجح في تقليص الفارق بعدما انطلق بالكرة من منتصف الملعب وتبادلها بمهارة مع أحمد عيد عبد الملك قبل أن يسددها بيسراه لتصطدم بالقائم وتسكن المرمي وحاول المنتخب المصري الضغط في الدقائق المتبقية لإدراك التعادل, ولكن العصبية تسببت في تلقي أحمد فتحي لبطاقة حمراء بعدما اشتبك مع فابيو سيزار ليخرجا معا من الملعب وكادت قطر أن تضيف الهدف الثالث بعدما فشل عبد الواحد السيد في الإمساك بإحدي الكرات لتصل إلي خلفان إبراهيم ولكن أحمد سمير فرج أخرجها إلي ركنية ولم تفلح هجمات الدقائق الأخيرة في حسم التعادل لمصر لتنتهي المباراة بهدفين مقابل هدف لمصحة المنتخب القطري