تمكنت القوات العراقية أمس من فك الحصار الذي يفرضه تنظيم الدولة الاسلامية منذ اشهر علي مصفاة بيجي النفطية الاكبر في البلاد, فيما يزور رئيس هيئة الاركان المشتركة للجيش الامريكي مارتن دمبسي بغداد لبحث المرحلة المقبلة من الحملة ضد التنظيم. ويأتي تقدم القوات العراقية نحو المصفاة غداة استعادتها السيطرة علي مدينة بيجي الاستراتيجية مدعومة بضربات جوية للتحالف الدولي بقيادة واشنطن, في واحد من ابرز النجاحات العسكرية لبغداد منذ سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية علي مناطق واسعة في البلاد في يونيو. وقال محافظ صلاح الدين رائد الجبوري لوكالة فرانس برس ان القوات العراقية وصلت الي احدي بوابات المصفاة وذلك غداة استعادتها السيطرة علي مدينة بيجي(200 كلم شمال بغداد) القريبة منها. واكد ثلاثة ضباط في الجيش والشرطة فك الحصار عن المصفاة التي كانت تنتج سابقا300 الف برميل يوميا, وتوفر نحو50% من الحاجة الاستهلاكية للعراق. ويضاف هذا التقدم للقوات العراقية مدعومة بعناصرالحشد الشعبي وأبناء العشائر, إلي سلسلة اختراقات ميدانية أخيرا, منها استعادة السيطرة نهاية الشهر الماضي علي منطقة جرف الصخر جنوب غرب بغداد. في حين اكدت واشنطن مرارا عدم نيتها ارسال قوات برية قتالية الي العراق, الا انها تعتزم مضاعفة عدد جنودها في هذا البلد. وقال بريت ماكجورك مساعد المنسق الامريكي للتحالف الدولي ضد التنظيم, ان دمبسي وصل الي العراق للبحث مع المسئولين السياسيين والعسكريين العراقيين, في المرحلة المقبلة لحملة القضاء علي الدولة الاسلامية, بحسب تغريدة علي موقع تويتر. وقال المتحدث باسم دمبسي الكولونيل اد توماس لوكالة فرانس برس ان دمبسي وصل لزيارة القوات الامريكية, القادة العسكريين والقادة العراقيين. واوضح ان الهدف الرئيسي لزيارته هو الاطلاع عن قرب علي الوضع في العراق, والاستماع الي ملخصات والحصول علي فهم افضل حول تقدم الحملة. والتقي دمبسي رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي, بحسب ما افاد المكتب الاعلامي للأخير. وذكرت صحيفة حرييت ديلي نيوز التركية أمس ان انقرةوواشنطن وضعتا اللمسات الاخيرة علي اتفاقهما بشأن تجهيز وتدريب نحو الفي مقاتل, مشيرة الي ان ذلك سيبدأ في نهاية ديسمبر في مركز تدريب الدرك في كيرشهر, علي بعد نحو150 كلم جنوب شرق انقرة. وتواصلت التفجيرات شبه اليومية في بغداد ومحيطها, اذ قتل اليوم اربع اشخاص بتفجير شمال بغداد, بحسب ما افادت مصادر امنية وطبية, غداة مقتل17 شخصا علي الاقل في تفجير سيارتين مفخختين في احياء بشمال غرب العاصمة. وفي سياق متصل, أفاد شهود عيان أمس أن قوات البيشمركة الكردية بمساندة طيران التحالف الدولي اشتبكت مع مسلحين من تنظيم ما يعرف بالدولة الاسلامية واوقعت40 قتيلا من المسلحين شمالي مدينة الموصل التي تبعد ب400 كيلومتر عن شمال العاصمة بغداد. وذكر الشهود لوكالة الأنباء الألمانية( د ب أ) أن قوات البيشمركة تصدت لهجوم شنه عناصر التنظيم المتطرف داعش علي قضاء تلكيف شمالي الموصل, وأوقعت40 قتيلا ودمرت ست آليات عسكرية للمسلحين, حيث اشتركت طائرات التحالف الدولي مع قوات البيشمركة في قصف تجمعات المسلحين. وفي سياق ذي صلة, صرح ضابط في قوات البيشمركة الكردية أمس أن طيران التحالف الدولي شن غارات جوية استهدفت معاقل التنظيم, وأوقعت20 قتيلا جنوبي مدينة كركوك التي تبعد ب250 كيلومترا عن شمال بغداد. وقال وستا رسول قائد غرفة عمليات جنوبيكركوك في تصريحات صحفية إن طيران التحالف قام اليوم بقصف عنيف علي معاقل داعش جنوبيكركوك أدي إلي مقتل أكثر من20 إرهابيا وتدمير عدد من الأسلحة الثقيلة. من ناحيته, أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي حرصه علي إجراء تغييرات جذرية في المؤسسة العسكرية لتكون اكثر فاعلية علي الأرض. موضحا أن القوات الأمنية دفعت الخطر عن بغداد وتعمل علي تحرير مختلف الأراضي العراقية. ونقلت قناة السومرية نيوز العراقية عن العبادي قوله إن الحكومة أنجزت الكثير وأمامها مهام صعبة ومعارك مع الفساد والروتين والبيروقراطية.. مؤكدا حرصه الشديد لإجراء تغييرات جذرية في المؤسسة العسكرية لتكون اكثر فاعلية علي الأرض. وأضاف العبادي إن نجاح الحكومة هو نجاح للكتل السياسية وبالتالي نجاح المواطن. مشيرا إلي أن المعركة مع الإرهاب كانت معركة وجود ودفعنا الخطر عن بغداد ونعمل علي تحرير كل الأرض العراقية.