صرح أمس الدكتور جورج بورجيس رئيس لجنة الخبراء المكلفة بدراسة ظاهرة اعتداءات أسماك القرش علي السائحين في شرم الشيخ بأن الحكومة المصرية تعاملت مع الأزمة بكل جدية مؤكدا أن وزارة السياحة أرسلت في طلب المتخصصين بعد تكرار الحوادث, كما أنها أمدتهم بكل المعلومات اللازمة. وفسر جورج ما حدث من ارتباك في البداية إلي أن هذه هي المرة الأولي التي تشهد فيها مصر مثل هذه الحوادث. وقال رئيس اللجنة: إن التغير في سلوك القرش جاء نتيجة تناولها للخراف, وهو ما دفعها إلي البحث عن طعام شبيه في أي مكان, مما جعلها تقترب من الشواطئ العميقة خاصة مع نفاد غذائها من الأسماك. وأكد بورجيس أنه من المستبعد أن يتكرر هذا الهجوم مع الغواصين, موضحا أن التمتع بالبيئة البحرية يشبه التمتع بالغابات والبراري في انطوائه علي عناصر مخاطرة وهو الأمر الذي يدركه الجميع علي مستوي العالم, مما يجعل اعطاء ضمانة بعدم تكرار الحوادث أمرا صعبا. وحذر الخبير العالمي من استخدام الشباك لمعالجة الظاهرة, مؤكدا أن هناك نوعين منها: أولها ما يحمل اسم ماشمان وهو غير مناسب لبيئة البحر الأحمر, أما الثاني فيطلق عليه الشباك الفاصلة بين البشر والقروش وهي مكلفة للغاية وتحتاج لصيانة دورية مكثفة, وتجب دراستها قبل استخدامها. من جهته, أكد اللواء عبد الفضيل شوشة محافظ جنوبسيناء تصريحات الخبير العالمي قائلا: إن الخراف النافقة التي ألقتها إحدي سفن اللايف ستوك بمياه خليج العقبة قبل شهر ونصف الشهر تعتبر هي السبب الرئيسي في تغير سلوكيات القروش, وأوضح شوشة أن الممارسات الخاطئة للسائحين ومنفذي رحلات الغوص والخاصة بإطعام الأسماك بصفة عامة والقروش بصفة خاصة جاءت كسبب ثان لحدوث الخلل, فيما جاء الصيد الجائر ونفاد الغذاء الطبيعي للقروش من الأسماك كسبب ثالث, كما بين التقرير أن الطبيعة الطبوغرافية لشواطئ شرم الشيخ تسمح من حيث العمق بوجود أسماك القرش وبالتالي اقترابها من مناطق السباحة, وأرجع التقرير الذي اشترك في إعداده أربعة من أشهر علماء القروش في العالم ونخبة من علماء البحار المصريين سبب وجود القروش المحيطية في شواطئ شرم الشيح حتي الآن إلي التغيرات المناخية العالمية, وارتفاع درجة حرارة مياه خليج العقبة بمعدل أربع درجات مئوية. وأضاف محافظ جنوبسيناء أن مشاكل القرش بدأت في شرم الشيخ بعد سقوط الطائرة الفرنسية عام2001 والتي شكلت أول تغير في طبيعة غذاء القروش, وهو ما أدي إلي ظهور أول هجوم وقتها, ثم تكرر الحادث في2004 اثر إلقاء أحد المراكب خرافا نافقة, وهو السبب نفسه وراء حادث2008 كذلك والهجمات الأخيرة, فضلا عن الأسباب التي أوردها التقرير وجميعها ساهم في حدوث خلل في المنظومة البيئية للكائنات البحرية. وقال شوشة إن الخبراء وضعوا توصيات لتقليل الهجمات وليس المنع التام, منها ما هو عاجل يتمثل في إقامة أبراج مراقبة علي الشواطئ مزودة بغواصين ومنقذين ومسعفين وتسيير دوريات لقوارب سريعة وتحديد المناطق المحظورة فيها السباحة والسنور كلينج ووضع علامات بعدة لغات, كما أوصي التقرير بضرورة توعية السياح بالأضرار التي تحدث جراء إطعام الأسماك وكذلك تطبيق إجراءات عقابية صارمة علي المخالفين سواء بدفع غرامات مالية فورية علي السياح المخالفين ووقف ترخيص المركب المخالف لمدة3 شهور وفي حالة العودة يتم الوقف6 شهور ليكون السحب النهائي في حالة تكرارها للمرة الثالثة. وأوضح المحافظ أن هناك مجموعة من التوصيات طويلة المدي منها تفعيل الاتفاقيات الدولية وإحكام السيطرة علي المراكب المارة بخليج العقبة وتدريب العاملين بشواطئ الفنادق علي طرق الاسعاف والرقابة. وأوضح المحافظ أن هناك مجموعة من التوصيات طويلة المدي منها تفعيل الاتفاقيات الدولية وإحكام السيطرة علي المراكب المارة بخليج العقبة وتدريب العاملين بشواطئ الفنادق علي طرق الاسعاف والرقابة. وقال شوشة إن إعادة فتح الشواطئ أمام السباحة والغوص السطحي مرة أخري تعتمد علي سرعة توفير الفنادق لعناصر الأمان التي جاءت في توصيات تقرير الخبراء والتي تم ارسالها إلي جميع الفنادق خاصة في مناطق خليج نعمة وشرم الشيخ والقري التي تتوفر فيها مسافة كافية للسباحة بعيدا عن مناطق الشعاب والأعماق الكبيرة, أما الفنادق التي تقع شواطئها مباشرة علي الشعاب خاصة المنطقة المنحصرة ما بين شمال نعمة وحتي رأس نصراني فسيتم دراستها بتأن عن طريق فرق من المتخصصين المصريين لتحديد أسباب الحلول لها, بما لا يتعارض مع شروط الحفاظ علي البيئة, مؤكدا أنه لن يسمح بنزول السائحين للمياه إلا بعد التأكد من توافر الحد الأقصي من عوامل الأمان, مضيفا أن أجهزة الدولة وقعت علي المركب التي تسببت في الكارثة البيئية والسياحية لشرم الشيخ غرامة قيمتها مليون و200 ألف جنيه. وفي سياق متصل, أكد الدكتور شريف فتوح رئيس شعبة المصايد بالمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد والمشرف علي الفريق البحثي التابع للمعهد استمرار الدراسات والأبحاث التي يجريها الفريق من خلال مسح منطقة الحوادث للتعرف إن كان هناك تغيرا قد حدث في بيئة المنطقة البحرية وأدي إلي التأثير علي سلوكيات أسماك القرش مما أدي لهجومها علي السائحين وانتظارا لوصول سفينة الأبحاث العلمية المجهزة سلسبيل التابعة للمعهد والتي حالت الظروف الجوية دون وصولها حتي الآن, وذلك لإجراء التحاليل الكيميائية للمياه والقاع الرملي لتأكيد هذه الدراسات والأبحاث, وكذلك عمل جميع الدراسات البيولوجية والفسيولوجية الخاصة بأسماك القرش بالمنطقة للتعرف علي مدي التغير الذي حدث في سلوكياتها. وأضاف أنه سيتم عمل تجربة محاكاة تشابه سباحة الأفراد بواسطة استخدام موديلات شبيهة بالإنسان ترتدي نفس الملابس في منطقة القروش لمعرفة ماإذا كانت ستتم مهاجمتها أم لا.