بين القاعتين اللتين تشكلان الطابق العلوي لاتيليه القاهرة توزعت اعمالا بأجحام متوسطة وصغيرة, منحها صانعها د. فيصل سيد أحمد عنوان ساعة الذروة ساعة الذروة هو المعرض الخاص الرابع للفنان خلال ثلاثين عاما شارك خلالها في العديد من المعارض المحلية والدولية ونال خلالها عدة جوائز من معارض عدة. يهتم د. فيصل سيد بالتكوين بأكثر من اهتمامه بالموضوع, فقد اختار لمعرضه منحوتات عدة يعود بعضها الي مراحله الفنية الاولي وهو مايفسره بقوله جزء هام من تكوين كل معرض لي فكرة استعادة البدايات ورصد التطور, وأنا لا اقوم بهذا كي يراه المتلقي فقط بل لارصد نفسيا, ففي كل معرض اشياء جديدة تتشكل من خلال حوار الاعمال المعروضة, لهذا تشكل فكرة الاستعادة محورا هاما في كل معرض لي. ورغم تنوع المعروضات في اساليبها وتكوينها الا انها لاتبتعد رغم ذلك كثيرا عن موضوع المعرض الذي يشرحه د. فيصل بقوله ساعة الذروة هي تلك اللحظة التي تصل فيها الاشياء والمشاعر الي منتهاها, الي تلك النقطة التي لاصعود بعدها, اللحظة التي يمتزج فيها الانسان بالحدث أولشعور الذي يمر به فينفصل عن ماديته لهذا يشكل هذا المعرض تحديا حيث يجسد الفنان عبر منحوتاته المجسمة تلك اللحظة الروحانية في عدد من تماثيله.ويضرب د. فيصل سيد المثال بعمل عازفة العود الذي يبدو تمثالا هادئا يحتاج الي كثير من التدقيق لاكتشاف ساعة الذروة التي تتبدي في اصابع عازفة العود بادية الارتجاف علي الاوتار. وعلي هذا المنوال تأتي باقي اعمال المعرض التي نحتها الفنان من خامة البوليستر مضيفا اليها الوانا تجعلها تشبه النحاس او البرونز ويفسر الفنان هذا بقوله: أردت صب تماثيل المعرض بخامتي النحاس والبرونز ولكن لصعوبة النقل وبسبب التكلفة العالية والعديد من التعقيدات البيروقراطية اضطررت للاكتفاء بخامة البوليستر مؤقتا. وسوف ينتقل معرض ساعة الذروة الي سويسرا خلال اسابيع, وهو المعرض الاول ضمن سلسلة من المعارض يقول عنها الفنان: اعد حاليا لمعرضين اضافييين هما ملامح مصرية والانسان والكرسي وهما ضمن مشروع للبحث عن الهوية ودراسة العلاقات وتراتيبها في المجتمعات الانسانية المختلفة, فالمعرض الاول بحث في الهوية عبر الملامح وسوف يعتمد في جانب كبير منه علي( نحت البورتريه) أما المعرض الثاني الانسان والكرسي فيبحث في علاقة الحاكم بالمحكوم.