منطقة الصحابي المعروفة أسوانيا ب ربع الخراب هي واحدة من أكبر المناطق العشوائية الخطرة بأسوان التي استهدفتها الدولة قبل ثورة25 يناير, بغرض الارتقاء بها من خلال مشروع كبير للتطوير والتجميل يعمل علي خلق محاور مرورية عرضية في قلب المدينة السياحية, إلا أن العمل به توقف تماما ومنذ عام2011 بسبب الظروف الأمنية والسياسية التي مرت بها البلاد, فلم يكن في مقدور أي مسئول مواجهة الغضب الشعبي الذي كان سائدا وقتها وسط حالة الانفلات الأمني. وفي إطار ذلك الهدف الذي كان حلم أهالي أسوان عامة, تم تخصيص نحو41 مليون جنيه لهذا التطوير الذي بدأت مرحلته الأولي بإزالة337 منزلا عشوائيا, بعد صرف التعويضات المادية لأصحاب332 وحدة وتوفير98 وحدة سكنية بمنطقة الصداقة بالإضافة إلي5 بيوت ريفية ووحدتين تجاريتين كبدائل للمتضررين مراعاة للبعد الاجتماعي, علي الرغم من أن معظم هذه الوحدات السكنية مقامة علي أراض محكرة. ويذكر أن هذا المبلغ الذي كان مجلس الوزراء قد وافق علي تخصيصه من صندوق تطوير العشوائيات دعما لمشروع الصحابي, ظل لفترة طويلة كما هو دون أن يقترب منه أحد حتي أحيل إلي وزارة التطوير الحضري والعشوائيات. وخلال لقاء سكان منطقة الصحابي مع اللجنة الوزارية التي ترأستها الدكتورة سعاد نجيب مديرة وحدة متابعة المشروعات بوزارة التطوير الحضري والعشوائيات بحضور اللواء مصطفي يسري محافظ أسوان, تم الاتفاق علي بدء المرحلة الثانية من أعمال التطوير بعد تغير المخطط العام الذي كان مقررا من قبل, استجابة لمطالب الأهالي التي تركزت علي أن تكون المساكن والأراضي البديلة للتعويضات بذات المساحة المملوكة لهم, مع تسهيل إجراءات التمليك, وإعادة النظر في إيجارات الوحدات السكنية والتجارية المزمع إقامتها بالمنطقة طبقا للظروف المعيشية الحالية ولخص أهالي الصحابي مطالبهم للمحافظ والمسئولين في ضرورة تسهيل إجراءات التمليك وتوفيق أوضاع واضعي اليد والأحكار بالمنطقة, الذين قاموا بسداد15% من قيمة عقاراتهم من قبل, وتعهدوا بسداد ماسيتبقي من أقساط مستحقة هذه الأراضي, كما طالبوا بإعادة النظر في أسعار وإيجار الوحدات التي سيتم إنشاؤها بما يتناسب مع قدرات الشباب غير العاملين في الحكومة والذين يعانون من غول البطالة. من جانبه أكد المحافظ أهمية الدور الذي تقوم به وزارة الدولة للتطوير الحضري والعشوائيات في تطوير جميع المناطق العشوائية علي مستوي المحافظة بمختلف درجات خطورتها, بدءا من إستكمال تطوير منطقة الصحابي إلي تطوير منطقة خور عواضة, وقال المحافظ إن هذه المشروعات تأتي ضمن خطة تطوير المناطق العشوائية ذات الدرجة الأولي والثانية وبتمويل يصل إلي33 مليون جنيه, وأكد يسري أن المحافظة انتهت تماما من دراسة جميع مكونات عمليات التطوير, ومنها تحويل خطوط الضغط العالي الهوائية إلي كابلات أرضية معزولة بتكلفة28 مليون جنيه, وذلك حماية للأهالي من الأضرار الناتجة منها, وأضاف أن أعمال تطوير المناطق المستهدفة تستلزم أيضا معالجة مشكلة المياه الجوفية, وإنشاء شبكة محكمة لتوصيلات مياه الشرب والصرف الصحي, بجانب اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع إقامة المزيد من المنازل فوق المرتفعات والمنحدرات الجبلية الخطرة, مع إزالة جميع المباني ذات العيوب الإنشائية أو المبنية علي حواف المرتفعات. وأضاف يسري أنه سيتم خلال الفترة المقبلة إدخال منظومة الطاقة الشمسية إلي قرية الهلال الأحمر بقرية الأعقاب الكبري, وهي القرية التي تم إنشاؤها عقب كارثة السيول التي داهمت أسوان في عام2010 و تضم200 بيتا من البيوت الريفية المخصصة للمتضررين. أوضحت الدكتورة سعاد نجيب مديرة وحدة متابعة المشروعات بوزارة التطوير الحضري والعشوائيات أن المخطط التفصيلي لتطوير منطقة الصحابي روعي فيه الحفاظ بقدر الإمكان علي الثروة العقارية بالمنطقة, حيث سيتم الإبقاء علي بعض العقارات ذات الحالة البنائية الجيدة والمقامة في أطرافها, طبقا للقواعد والشروط القانونية, فيما ستتم إزالة بعض العقارات الواقعة علي خط التنظيم, وذلك عقب توفير التعويض المناسب للشاغلين سواء كان هذا التعويض ماديا أو عينيا, وأشارت نجيب إلي أنه سيتم إنشاء عمارات سكنية بذات المنطقة, تضم وحدات سكنية بنموذجين الأول عبارة عن وحدة مكونة من ثلاث غرف وصالة, والثاني عبارة عن وحدات تتكون من غرفتين وصالة. وكشفت الدكتورة سعاد نجيب عن أنه سيتم استغلال مساحة المنطقة التي تقع في قلب أسوان في إنشاء محاور طولية وعرضية للقضاء علي الاختناقات المرورية بالمدينة, بجانب تخصيص مساحات أخري لإنشاء مبان خدمية لتوفير الخدمات الصحية والاجتماعية والتعليمية لأهالي المنطقة. وفي سياق متصل بأعمال التطوير بمدينة أسوان, أكدت المهندسة مني زكريا استشارية وزارة التطوير الحضري والعشوائيات أنه و إستكمالا لتطوير منطقة وسط المدينة, سوف يتم إنشاء سوقين مجمعين جديدين, الأول علي مساحة2600 متر أمام حديقة شارع الجيش بالبشارية, ويضم50 وحدة تجارية بمساحات مختلفة بتكلفة مليون و800 ألف جنيه, والثاني بمدخل منطقة السيل الجديد كبديل لسوق السمك العشوائي الحالي, و يضم السوق الجديد88 بايكة لإستيعاب الباعة الجائلين بالمنطقة.