أكملت القوات المسلحة بنحاج المرحلة الأولي من عملية إخلاء الشريط الحدودي من السكان تهميدا لتنفيذ أكبر عملية عسكرية لسحق بؤر الإرهاب في سيناء, وبلغ عدد المنازل التي تم إخلاؤها حتي مساء أمس76 منزلا علي الشريط الحدودي فيما بدأت محافظة شمال سيناء تنفيد تكليفات الرئيس السيسي بصرف التعويضات المالية للأهالي وفق القواعد التي تم تحديدها, كما تم توفير أماكن أيواء لبعض الأسر الذين ليس لديهم مساكن بديلة. ومن المقرر أن تبدأ المرحلة الثانية في عملية الاخلاء غدا الجمعة والتي تستهدف إخلاء مسافة500 متر من الحدود وفق المخطط الذي وضعته القوات المسلحة في هذا الشأن. وميدانيا شهدت الساعات الماضية تحركات عسكرية مكثفة علي المواقع الحدودية, وكشف بيان الليلة الماضية للقوات المسلحة أن عناصر الجيش الثاني الميداني قامت بالتعاون مع عناصر الهيئة الهندسية باكتشاف وتدمير6 أنفاق جديدة علي الشريط الحدودي مع قطاع غزة وضبط تجهيزات محلية الصنع تستخدم لإطلاق قذائف هاون. ونفي مصدر عسكري ما تردد عن إنشاء قناة مائية بعرض20 مترا علي خط الحدود الدولية بين مصر وقطاع غزة مؤكدا أنه عار تماما من الصحة ولا أساس له. وأجري الرئيسي عبدالفتاح السيسي اتصالات مكثفة أمس مع عدد من المسئولين لمتابعة تطورات الأوضاع, وسير العمليات العسكرية لتطهير سيناء من العناصر الإرهاربية والاطمئنان علي أحوال قاطني الشريط الحدودي. وشدد الرئيس علي تسهيل جميع الإجراءات من أجل صرف التعويضات المالية لسكان هذه المناطق في أسرع وقت ممكن وضمان حصولهم علي حقوقهم الكاملة, مؤكدا أن مصر لن تنسي لأبناء سيناء الشرفاء مواقفهم الوطنية المعهودة وتضحياتهم من أجل الوطن. يأتي ذلك فيما عاشت شمال سينا يوما حزينا بعد أن نزح المئات من بيوتهم القديمة ليدخلوا الشريط الحدودي حتي تقوم القوات المسلحة بمهمتها في دحر الإرهاب وتدمير الأنفاق وغلق جميع المنافذ و حصار الإرهابين. امتلأت عيون الأمهات والجدات بالدموع وهي تنظر للبيوت وشجر الليمون والماريمية وحرص الأطفال علي أخذ امتعتهم ولعبهم البسيطة وصور ذويهم, ووقف الرجال يودعون البيوت اللبنية بينما تمشط الهليكوبتر من الصباح منطقة الشيخ زويد والعريش, وتنتشر القوات المسلحة في أرجاء المدينتين. وبدأت القوات المسلحة عملية الإخلاء من أمس الأول في موعد بدء حظر التجول بعد عدة اجتماعات عقدها محافظ شمال اللواء عبدالفتاح حرحور مع عواقل و شيوخ قبائل شمال سيناء واتفقوا علي أن يتم نقل عائلات البراهمة والقنابزة وصلاح الدين التي تتمركز قرب الشريط الحدودي مع غزة وإسرائيل, و يتم نقلهم إلي مساكن آمنه بشكل مؤقت مع تعويضهم ماديا عن بيوتهم التي ستهدم, لتتم بعدها عملية الإخلاء دون رفض. وقال الشيخ سعيد البياضي: لم يكن هناك خلاف كبير علي نقل أبناء رفح فالمكان أصبح يحاط ببؤرة إرهابية في الأحراش و جبل الحلال و القوات المسلحة تري أنه يجب أن تهدم المنطقة بالكامل حتي تستطيع السيطرة علي الوضع في سيناء. وقال الشيح أشرف أبوسماحة: الوضع صعب جدا و القوات المسلحة تواجه مجرمين تدعمهم تركيا و قطر, ومن واجبنا ألا نعيقها في تدمير الأنفاق وتطهير أرضنا من هؤلاء الخونة.. ونحن فداء للوطن.