بدأت انتخابات نقابة السينمائيين في العاشرة صباحا, وقد كان الحضور والاقبال ضعيفا حتي الساعة الثانية بعد الظهر إذ بدأت المعركة تشتعل بين علي بدرخان ومسعد فودة وخالد يوسف من خلال الدفوف والمزامير, وكلهم حضروا في التاسعة صباحا إلي مسرح السلام وبدأت الصورة تتضح في الساعة الثالثة عصرا, حيث ظهر واضحا تفوق مسعد فودة وعلي بدرخان وبدأت نذر الاعادة تلقي بظلالها علي المسرح, بينما تأكد شكري أبو عميرة أن الجولة ليست جولته وأن الأصوات التي سيحصل عليها في النهاية لا تؤهله للمنافسة بأي حال من الأحوال, ونفس الحال شعر به خالد يوسف ومؤيدوه, ولكن عند بداية فرز الأصوات مما دفعه لترك المسرح بهدوء ودعا أنصاره وأسرة مكتبه للانسحاب وترك المسرح علي أساس أن المعركة ليست في صالحه بأي حال من الأحوال.
وقد شهدت الانتخابات علي مدار أمس حالة من الصخب والصوت العالي, مما أثار غضب بعض المشاركين فيها برغم اصرار المرشحين علي أن تتم المعركة الانتخابية وسط الدفوف والمزامير التي ملأت أرجاء قاعات المسرح. ورغم اجماع المشاركين علي أن العملية الانتخابية جرت بطريقة سليمة وشفافية تامة إلا أن ذلك لم يمنع وقوع بعض المشاحنات والمشاجرات بين أعضاء الجمعية العمومية, بدايتها كانت خناقة بين أنصار مسعد فودة وأنصار علي بدرخان علي مكان وضع صورة كبيرة للمرشحين بمدخل المسرح, كما اشتبك السيناريست محمد سعيد بالأيدي مع بعض مؤيدي علي بدرخان لاصرار إحدي الفتيات علي الادلاء بصوتها رغم أنها ليس لها حق التصويت لأن عضويتها لم تتعد الثلاثة أشهر, ثم امتدت الاشتباكات بالأيدي مع أنصار المخرج علي بدرخان أمام محكمة جنوبالقاهرة بعد اعلان نتيجة الانتخابات.
وكان أهم الظواهر اللافتة للنظر في هذه الانتخابات السيناريست ممدوح الليثي النقيب السابق الذي أدلي بصوته في منتصف أمس ثم جلس في هدوء شديد وابتعد عن أي مشاكل وبعد فرز الأصوات توجه إلي محكمة جنوبالقاهرة لمعرفة النتيجة النهائية, وقال بعد اعلان النتيجة ان المرشحين الأربعة أصدقاؤه واعتقد أن المرشح الذي سيعلن عن فوزه في الجولة القادمة سيكون أنسب المرشحين, وسيكمل مسيرة النقابة علي نحو سليم, وتحقيق مصالح السينمائيين علي الوجه الأمثل.
وعلي نفس النحو, جاءت تصريحات السيناريست محمد حفظي وناصر عبد الرحمن والمخرج أحمد عواض الذين حرصوا علي متابعة العملية الانتخابية من الصباح الباكر حتي اغلاق باب التصويت. أما المخرج شكري أبو عميرة, فقد عرف جيدا منذ بداية العملية الانتخابية صباح أمس أنه لن يربح الانتخابات, وقد صرح ل الأهرام المسائي قائلا: أري أن الانتخابات تمت بطريقة سليمة, لكن اسوأ في ما فيها الشعارات والبهرجة والأصوات المرتفعة, وكنت أتمني توجيه ثمن اللوحات الاعلانية إلي صندوق المعاشات لينتفع به أعضاء الجمعية العمومية. وأضاف قائلا: لو كنت أريد الصوت العالي لاحضرت عمرو دياب غني في الانتخابات ولكني أري أن الذين يوجهون الثقافة في مصر لا يجب أن يتعاملوا بهذه الطريقة.. والحقيقة أنني في المرات السابقة عملت كده وخسرت, ويستطرد أبو عميرة قائلا: النقيب الذي سيفوز في الاعادة سأتعامل معه بكل الحب. أما مسعد فودة فبمجرد اعلان النتيجة والاطمئنان علي موقفه بالاعادة أمام علي بدرخان ذهب إلي منزله وأغلق تليفونه المحمول وخلد للراحة استعدادا لجولة الاعادة الملحق الذي يجري الأحد المقبل.