نظرت في المرآة فشخصت صورتك في ملامحي, رأيتك تنهاني عن وصل أشجاني.. تعزف علي قيثارة وجداني ألحان اللقاء.. تعددت منك المزارات.. كلما جئتك بصبابتي فيك قفزت النجوي تدثرني بالصمت.. المدهش أنني أنظر في المرآة, فألقاك ولا أراني.. توحد فيك كياني, ارتحلت بك عن دنيا أحزاني. غيرت حروف أبجديتي.. أظنك أيضا قد بدلت عنواني.. شكلتني كما تهوي, وما زلت لا تراني.. أرسل إليك باقات حب أزاهير قلب تعلنك بمحبتي تنذرك بالشوق تطالبك بالإفراج عن وجدي وتحناني, تسعي لفك الاشتباك بين قسوتك وحناني.. رهينة لديك أيامي.. كل هذا وقلبك يأبي مطارحة قلبي الغرام.. ذات ليلة تفتق الحلم عن بهجة أنس الوصال; اتجهت إلي المصعد بعد انتهاء العمل وجدتك.. تراجعت كسيرة الخاطر خوفا أن تري بث عيني لك, سقط ما بيدي إلي الأرض, فإذا بك تراني.. قرأت نفسك في ارتباكي.. بدأت تحرص علي تفقد أحوالي, بحنان مكثف أقمت لي داخل نفسك صرحا من الود والوجد طالما كان قيد أحلامي.. بدأت تشدو علي أوتار الفؤاد قضية انشغالك.. والصمت بيننا رسول ينادمنا اللقاء, أعاني من خوف يكسو خطوي إليك... أتلكأ حين يطلب مني أن أحمل إليك البوستة, أتعلل بالوهم.. لكنك ناديت زميلتي وأصررت علي مواجهتي; وقفت أمام المرآة أتجمل لك.. رأيت نفسي لأول مرة منذ وعيت أنوثتي, امرأة رائعة الجمال.. ازددت بك حسنا.. وغرورا.. قلت لي: لا أجيد الغزل ولا أتقن التعبير.. هل أنت مرتبطة ؟ بهتت مشاعري.. فازدان وجهي بالحياء.. تلعثم الرد علي شفتي.. أكملت بود صادق: أريد موعدا لزيارة الأهل.. فوق السحاب قفزنا..حلقنا بالارتباط.. أنجبنا البنين والبنات; ولازلت حين انظر في المرآة أراك.. هاهم الأولاد يتخرجون من الجامعات ويتزوجون ولا زلنا أنت وأنا محبة وعبودية.. رق وحرية.. أنظر في المرآة فأراك تحتل قسماتي; تحدق في المرايا فتراني ارتدي ملامحك..! جلسنا علي شط البحر والأمواج تتعانق; تبث نجواها لنا ولها نحكي الحكايات.. وضعت يدك علي كتفي واستخرجنا الذكريات من خزانة الأيام.. بحنانك الدافق قلت لي: وقد وهن العظم منا وأخذ الكبر بعزة الشباب نسيت أن أذكر لك يا حبيبتي لماذا أحببتك.. أردفت باسما: لأني رأيت نفسي منقوشا في حدقتيك.. تكمل ضاحكا: رغم كوني كنت ألمحك دائما ملكة الوحاشة..!! تتسع ابتسامتك وتقول بقوة وحنان: في ذاك اليوم كنت أجمل الصبايا الغريب أن الوصل بيني وبينك جعلك جميلة الجميلات! قلت لك بدلال وغرور العاشق المعشوق: والآن.. هل لا زلت في عينيك جميلة؟ احتضنت يدك يدي في ود عبقري وقلت: انظري في المرآة.. أقصد انظري في عينيك..!! نجوي حسين عبد العزيز عضو اتحاد كتاب مصر