سوق الجمعة بالإسماعيلية يحتل موقعاً مهما بوسط المدينة ويعد قبلة أبناء المحافظة لشراء احتياجاتهم من الخضراوات والفاكهة واللحوم الحمراء والداجنة والأسماك والسلع الإستراتيجية فضلاً عن قربه من موقف الفردوس الخاص بسيارات الأجرة والسرفيس الداخلى ومقابر المسلمين والأقباط شهدت عقب ثورة 25 يناير تعديات بالجملة وتحولت لبؤرة تلوث بيئى نتيجة تراكم أكوام القمامة وطفح مياه المجارى بالشوارع المؤدية إليها، الأمر الذى دفع عددا كبيرا من المواطنين للهروب من التردد عليه خاصة السيدات بخلاف السكان الذين يقيمون بمحيطها أصابهم الأذى وأصبحت حياتهم لا تطاق وقت إ^نعقاده أسبوعيا: يقول أحمد فرحات- محاسب- إن منطقة سوق الجمعة دائماً مزدحمة لأنها تقع فى مكان حيوى للغاية إلا أنها بعد أحداث ثورة يناير طغت عليها العشوائية واكتظت بالباعة الجائلين الذين توافدوا عليها من داخل وخارج المحافظة وسدوا الطرقات بالفروشات والأكشاك التى وضعوها بدون تراخيص ونتج عن ذلك فوضى غير مسبوقة تمتزج دائماً بالمشاجرات الدامية التى ما تنتهى فى أغلب الأحوال إما فى قسم الشرطة أو المستشفى العام، ولابد من إيجاد حل للوضع الراهن المؤسف الذى لا يرضى أحد. ويضيف محمد إسماعيل- موظف- أن الازدحام الرهيب وصعوبة التحرك فى سوق الجمعة أسهم فى صعوبة فرض الرقابة التموينية على البضائع المطروحة بها، لذا من السهل أن يلجأ بعض الباعة الجائلين القادمين من محافظات وسط وشرق الدلتا لتصريف منتجاتهم غير مطابقة للمواصفات للتربح من وراءها، وهذا ما نلمسه أسبوعياً وقت انعقاد السوق ولابد من تدخل الأجهزة المعنية. ويشير أيمن عبدالعليم- سائق- إلى أن التعديات التى حدثت على المول التجارى بمدخل السوق والذى لم يتم تسليمه لحاجزيه شيء لا يصدقه عقل حيث شرع أصحاب المبانى المجاورة له المخالفين فى إحتلال أجزاء منه ونقل أكوام القمامة فى محيطه التى أغلقت مدخل مقابر المسلمين والأقباط بسبب الإشغالات للحفاظ على مشاعر أهالى الموتى فى أثناء تشييع ودفن ذويهم. ويوضح محمود جلال- مدرس- أنه حزين للغاية للحالة المتردية التى وصل إليها سوق الجمعة من فوضى وتعديات أثرت على السكان المحيطين به الذين لا يستطيعون الخروج من منازلهم لقضاء احتياجاتهم بسهولة نتيجة افتراش الباعة الجائلين وإلقاء مخلفاته التى تصدر روائح كريهة أمام مداخل العمارات، والمؤسف أن العشوائية امتدت لتصل للعقارات التى يقطنها العاملون بهيئة قناة السويس خلف المقابر وأمام نادى الشهداء الاجتماعي، وهو ما أدى إلى المعاناة التى نعيشها والسبب فيها غياب دور شرطة المرافق المفترض أن تتصدى للتجاوزات الموجودة حالياً بالمنطقة. ويؤكد إبراهيم عز الدين- مهندس زراعى- أنه من الصعب التحرك فى منطقة سوق الجمعة بالنهار أو الليل نظرا للعشوائية المسيطرة عليه والشوارع المؤدية إليه ولا يستطيع أى فرد الاعتراض على تجاوزات الباعة الجائلين لأنه قد ينال ما لا يرضيه من أذي، سواء السباب أو الاعتداء عليه، ووقعت فى هذه المشكلة الأسبوع الماضى عندما كنت بصحبة ابنتى الكبرى وجدت من يحاول معاكستها وعندما نهرته وجدته يتطاول على بألفاظ نابية فآثرت الصمت والابتعاد عن المكان. ويطالب مصطفى خيرى- محام- بضرورة تطوير سوق الجمعة بما يتناسب مع موقعه فى وسط مدينة الإسماعيلية العاصمة وأن يكون هناك تحرك جاد للمسئولين ولا يكتفون بالحلول الوقتية المتمثلة فى بعض حملات الإزالات التى شاهدناها على فترات متباعدة لأنه سرعان ما يلبث أن تعود الفوضى للمنطقة من جديد بل أكثر مما كانت عليه من قبل لقد احتل الباعة الجائلون المداخل والمخارج بالفروشات غير المرخصة حتى المول التجارى تم الاعتداء عليه وبناء عشش على مقربة من المدافن أصبحت تمثل بؤرة تلوث خطيرة ونحن ليس مع قطع لقمة العيش لأى فرد وإنما النظام مطلوب ونأمل أن تنتقل عدوى رفع الإشغالات التى تجرى فى القاهرة الكبرى للإسماعيلية وإعادة الوجه الحضارى لها. وتناشد سهير عبدالرحيم- ربة منزل- المسئولين عن النظافة فى حى ثان النظر فى رفع أكوام القمامة والمخلفات من سوق الجمعة التى تنبعث منها الروائح الكريهة وتغيير شبكة الصرف الصحى لعدم قدرتها على تحمل ضغط تصريف مياه المجارى الأمر الذى يؤدى إلى غرق الشوارع التى لا نستطيع السير فيها لقضاء احتياجاتنا، فضلاً عن إعادة النظر فى فتح منطقة السوق أمام حركة السيارات وتخصيص أماكن للباعة الجائلين فى المول التجارى لأنه إذا وقعت كارثة بالمنطقة من الصعب دخول سيارات الإسعاف والمطافئ بسهولة. ومن جانبه قال محمد عبدالمنعم رئيس حى ثان الإسماعيلية إنه سيتم إعداد الدراسة اللازمة لإحلال وتجديد سوق الجمعة على ثلاث مراحل. الأولى تبدأ خلال أيام وإعتمد لها مليون جنيه، ومن جانبنا نقوم برفع المخلفات الموجودة حول المول التجارى الذى أنشئ قبل سنوات وتأخر تسكينه بسبب حالة الإنفلات الأمنى التى واكبت ثورة يناير والتعدى عليه. وأشار عبدالمنعم إلى أن هناك حصرا للباعة الجائلين وسنعمل على تحديد أماكن لهم داخل سوق الجمعة لكى يمارسوا نشاطهم دون الإضرار بالمواطنين أو بالشارع. وأوضح أن منطقة سوق الجمعة سوف تتغير معالمها تماماً مع افتتاح نفق الثلاثينى بنهاية العام الجارى ونطمئن أبناء المحافظة الذين يسيئهم التعديات والإشغالات الموجودة فى الوقت الراهن داخل هذا المكان القضاء عليها. وأكد أنه سيتم التنسيق مع شرطة المرافق لتنظيم حملات مكثفة ومستمرة لملاحقة المخالفين للقانون مهما كان وضعهم وتمركزهم ولن يبق فى منطقة سوق الجمعة سوى الملتزمين.