إضافة كلية طب العريش إلى منصة «ادرس في مصر» بكافة تخصصاتها    يورتشيتش يمنح لاعبى بيراميدز إجازة 10 أيام بعد التأهل لمجموعات أبطال أفريقيا    مدرب مانشستر يونايتد يكشف أسباب التعادل مع كريستال بالاس    هل يُمكن استخدام السيارات الكهربائية في عمليات تفجير عن بُعد؟.. خبير سيبراني يوضح    وزير الخارجية: نرفض أي سياسات أحادية للمساس بوحدة أراضي الصومال    أحمد موسى: حزب الله معندوش قرار حتى الآن لضرب معسكرات الجيش الإسرائيلي    عبد العاطي يلتقي وكيلة السكرتير العام للأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية    المحطات النووية تدعو أوائل كليات الهندسة لندوة تعريفية عن مشروع الضبعة النووي    نائب محافظ قنا: مبادرة «بداية جديدة لبناء الإنسان» تعزز مقومات التنمية الشاملة    هل تشهد مصر سيول خلال فصل الخريف؟.. خبير مناخ يوضح    التحريات تكشف ملابسات مصرع ابن المطرب إسماعيل الليثي في الجيزة: سقط من الطابق العاشر    مياه الأقصر تنفي انقطاع المياه أو تلوثها داخل المحافظة    انطلاق فعاليات المرحلة الخامسة لمسرح المواجهة والتجوال من قنا    حصلنا على التصريح من الرقابة.. منتج فيلم «التاروت» يكشف حقيقة مشهد خيانة رانيا يوسف لحبيبها مع كلب    تجديد الثقة في المخرج مسعد فودة رئيسا لاتحاد الفنانين العرب بالتزكية    أحمد سعد يعود لزوجته: صفحة جديدة مع علياء بسيونى    قناة «أغاني قرآنية».. عميد «أصول الدين» السابق يكشف حكم سماع القرآن مصحوبًا بالموسيقى    قرارات عاجلة من إدارة الأهلي بعد التأهل لمجموعات أفريقيا قبل مواجهة الزمالك    حزب المؤتمر: منتدى شباب العالم منصة دولية رائدة لتمكين الشباب    موسم شتوي كامل العدد بفنادق الغردقة.. «ألمانيا والتشيك» في المقدمة    "علم الأجنة وتقنيات الحقن المجهري" .. مؤتمر علمي بنقابة المعلمين بالدقهلية    فصائل فلسطينية: استهداف منزلين بداخلهما عدد من الجنود الإسرائيليين ب4 قذائف    تعرف على أهداف منتدى شباب العالم وأهم محاوره    الحكومة تكشف مفاجأة عن قيمة تصدير الأدوية وموعد انتهاء أزمة النقص (فيديو)    بلقاء ممثلي الكنائس الأرثوذكسية في العالم.. البابا تواضروس راعي الوحدة والاتحاد بين الكنائس    هل يمكن أن يصل سعر الدولار إلى 10 جنيهات؟.. رئيس البنك الأهلي يجيب    عبدالرحيم علي ينعى الشاعر أشرف أمين    بيكو للأجهزة المنزلية تفتتح المجمع الصناعي الأول في مصر باستثمارات 110 ملايين دولار    السجن 6 أشهر لعامل هتك عرض طالبة في الوايلي    تدشين أول مجلس استشاري تكنولوجي للصناعة والصحة    إيطاليا تعلن حالة الطوارئ في منطقتين بسبب الفيضانات    كاتبة لبنانية لإكسترا نيوز: 100 غارة إسرائيلية على جنوب لبنان وهناك حالة توتر    شروط التحويل بين الكليات بعد غلق باب تقليل الاغتراب    فتح باب التقديم بمسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم والابتهال الدينى    توتنهام يتخطى برينتفورد بثلاثية.. وأستون فيلا يعبر وولفرهامبتون بالبريميرليج    وكيل صحة شمال سيناء يتفقد مستشفى الشيخ زويد المركزى ووحدات الرعاية    وزيرة التنمية المحلية تعلن انتهاء استعدادات المحافظات لاستقبال العام الدراسي 2024-2025    بلد الوليد يتعادل مع سوسيداد في الدوري الإسباني    الاستخبارات الهنغارية تؤكد أنها لم تنتج أجهزة "البيجر" التي تم تفجيرها في لبنان    إصابة 3 أشخاص في حادث تصادم «توك توك» بدراجة نارية بالدقهلية    بالصور.. إصلاح كسر ماسورة مياه بكورنيش النيل أمام أبراج نايل سيتي    علاج ارتفاع السكر بدون أدوية.. تناول هذه الفاكهة باستمرار للوقاية من هذا المرض    اليوم العالمي للسلام.. 4 أبراج فلكية تدعو للهدوء والسعادة منها الميزان والسرطان    بطاقة 900 مليون قرص سنويًا.. رئيس الوزراء يتفقد مصنع "أسترازينيكا مصر"    بداية جديدة لبناء الإنسان.. فحص 475 من كبار السن وذوي الهمم بمنازلهم في الشرقية    حزب الله يعلن استهداف القاعدة الأساسية للدفاع الجوي الصاروخي التابع لقيادة المنطقة الشمالية في إسرائيل بصواريخ الكاتيوشا    هانسي فليك يفتح النار على الاتحاد الأوروبي    المشاط تبحث مع «الأمم المتحدة الإنمائي» خطة تطوير «شركات الدولة» وتحديد الفجوات التنموية    ضبط شركة إنتاج فني بدون ترخيص بالجيزة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 21-9-2024 في محافظة البحيرة    توجيهات عاجلة من مدبولي ورسائل طمأنة من الصحة.. ما قصة حالات التسمم في أسوان؟    اسكواش - نهائي مصري خالص في منافسات السيدات والرجال ببطولة فرنسا المفتوحة    حكاية بطولة استثنائية تجمع بين الأهلي والعين الإماراتي في «إنتركونتيننتال»    فيديو|بعد خسارة نهائي القرن.. هل يثأر الزمالك من الأهلي بالسوبر الأفريقي؟    مريم متسابقة ب«كاستنج»: زوجي دعمني للسفر إلى القاهرة لتحقيق حلمي في التمثيل    «الإفتاء» توضح كيفية التخلص من الوسواس أثناء أداء الصلاة    "ألا بذكر الله تطمئن القلوب".. أذكار تصفي الذهن وتحسن الحالة النفسية    ضحايا جدد.. النيابة تستمع لأقوال سيدتين يتهمن "التيجاني" بالتحرش بهن في "الزاوية"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مذكرات المشير(الحلقة الحادى عشر)
مفارقات ومفاجأت قبل الإعلان عن تشكيل مجلس قيادة الثورة
نشر في الأهرام المسائي يوم 30 - 09 - 2014

تواصل الأهرام المسائي اليوم نشر صفحات من مذكرات المشير وتنشر صفحات سرية من مذكرات عبد الحكيم عامر, والتي دونها بخط يده, والتي بدأناها قبل3 أسابيع عندما انفردنا بنشر صفحة من مذكراته بخط يده, والتي تحدث فيها عما سماه يوم الجمعة المشهود, وبعد ذلك قمنا بنشر الحلقة الأولي من المذكرات وتم نشرنا الثلاثاء الماضي الحلقة الثانية.
بعد أن خصت أسرة المشير الجريدة بنشر تلك الصفحات بعد أن طرحنا تساؤلا مهما وهو: هل هناك مذكرات للمشير عامر؟ وقال لنا جمال عبد الحكيم عامر إن المشير قام بتدوين تلك المذكرات بخط يده, وأن المشهد الذي تابعته الملايين في مسلسل صديق العمر للمشير وهو يدون مذكراته إنما يعكس واقعا في حياته, وليس مجرد تمثيل مشهد درامي, وفي نفس العدد انفردت الأهرام المسائي بنشر صفحة أخري تحدث فيها عما سماه يوم الجمعة المشهود, ثم نشرنا الثلاثاء الماضي الحلقة الثانية التي تناولت حياة المشير عامر حتي التحاقه بكليته العسكرية الذي جاء بالمصادفة.
واليوم تواصل الأهرام المسائي
نشر حلقات من حياة المشير عبد الحكيم عامر والقصة الحقيقية لحياته من خلال تسجيل أهم المحطات في حياته عسكريا وإنسانيا واجتماعيا بصوت الابن الأكبر, ولم يكن ذلك اجتهادا أو محاولة للسطو علي بعض الأوراق أو المستندات, ولكن من خلال ما يسرده السيد جمال عبد الحكيم عامر, وما يقدمه
من وثائق بخط يد المشير ومذكراته في فترة اعتبرها البعض من أهم الفترات في تاريخ مصر والعالم العربي.
بعد رحيل الملك في26 يوليو عام52 أي ثالث أيام ثورة23 يوليو1952 التي قام بها الضباط الأحرار واضعين محمد نجيب في المقدمة لرتبته العسكرية في الجيش مما يعطي الحركة الثقل, مرت مصر بمرحلة انتقالية مهمة شهدت مشاعر مختلطة مابين الفرحة الغامرة في كل بيت مصري بإنتهاء عصر الفساد والطغيان واستقبالهم بحفاوة الدبابات والدوريات العسكرية إلي تجوب كل أنحاء مصر لبعث الأمن والطمأنينة وأيضآ الأمل الذي قد يشوبه الخوف من المستقبل خاصة مع إستمرار قوات الإنجليز وبقاءها في مصر وأن كان برحيل الملك أصبح وجودها لايعني شئيا فعليا ولكن شكليا هي متواجدة لذلك كان من أهم المتطلبات الشعبية قبل الرسمية هي جلاء القوات الانجليزية وإنتهاء عصر وعهد, فمصر لن تعود مرة أخري للوراء.
وفي15 اغسطس عام1952 أي بعد أقل من شهر من قيام الثورة تم الإعلان عن تشكيل مجلس قيادة الثورة الذي يدير مجريات الامور ويمثل الجهة الرسمية ليس فقط في ادارة الامور الداخلية ولكن ايضآ الخارجية مع الدول وتم تشكيله كالتالي: محمد نجيب وجمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر وانور السادات وخالد محي الدين ووزكريا محي الدين وجمال سالم وكمال الدين حسين وحسين الشافعي وصلاح سالم وعبد اللطيف البغدادي ويوسف صديق وعبد المنعم أمين وحسن إبراهيم.
وكان جمال عبد الناصر يدير أمور مجلس قيادة الثورة ويطابقه تماما في التفكير ويؤيده في التنفيذ عبد الحكيم عامر بل كان هو الذي يدير زمام الامور كلها ولديه خطة ومخطط للطريق الذي حدده منذ تشكيل حركة الضباط الاحرار وفي يوم18 يونيو عام1953 اعلن مجلس قيادة الثورة واختيار اللواء محمد نجيب كأول رئيس للجمهورية ورئيس للوزراء حيث كان يشغل منصب قائد عام القوات المسلحة منذ قيام الثورة ورئيس المجلس اما جمال عبد الناصر فهو نائب رئيس الوزراء وكان ناصر يدرك تمامآ ان هذا التشكيل لن يطول وان وجود محمد نجيب ودخوله قبيل الثورة بايام كان لدور محدد وايضآ لتوقيت محدد
ثم جاء دور اختيار القائد العام للقوات المسلحة وفي راي جمال عبد الناصر وجميع اعضاء مجلس قيادة الثورة ان هذا المنصب هو اهم منصب في الجيش لانه يعني الدولة وان من يتولي هذا المنصب لايمكن ان يكون من خارج اعضاء حركة الضباط الاحرار وانما اذا صح القول من أحد اعضاء قيادة الثورة وبتعبير ادق لايمكن ان يتولي هذا المنصب غير حكيم
لماذا حكيم قائدا للقوات المسلحة
كان من الطبيعي ان يتم ترشيح جمال عبد الناصر لعبد الحكيم عامر قائدا عامآ للقوات المسلحة ويؤيده في هذا القرار عن اقتناع كامل اعضاء قيادة الثورة لاسباب كثيرة ماضية وحاضرة أولها تاريخه العسكري المشرف فهو الذي شارك بباسلة في حرب فلسطين واصيب اثناء تحقيقه اهم هدف في اسقاط المستعمرة الاسرائيلية نيتاساليم من خلال قيادته لاحدي الوحدات العسكرية وعلي الرغم من ضعف الامكانيات- وقتها- إلا أنه تمكن من تحقيق الهدف المطلوب منه وتقدم وحدته واصيب في ذراعه ولم يبال حتي عودة وحدته العسكرية بعد إنهاء هدفها بل عاد إلي أرض المعركة وهو يعلم ما ينتظره من تحديدات غير متكافئة ربما يكلفه ذلك حياته ولكنه حكيم الضابط العسكري وأيضآ حصوله علي اركان حرب في بداية حياته العسكرية وتفوقه حيث كان الثاني علي دفعته, اما في الثورة فهو الذي تقدم بسلاحه وباغت الجندي الذي تصدر له بسلاحه من السلاحليك وفتح باب القيادة العامة في ليلة23 يوليو وهو بذلك فتح الباب لمصر لتسترد حقها وتعود لشعبها.
وفي أثناء الثورة لم يترك زمام أمور الجيش بل كان يتولي أموره بسبب انشغال اللواء محمد نجيب في جولاته في جميع أنحاء مصر والجيش لايمكن أن يترك من غير قيادة لمدة يوم واحد فتولي أمر الجيش من القيادة العامة وهو أعلم وأجدر بأمور الجيش والضباط والجنود أيضآ... فكان حكيم هو القائد العام للقوات المسلحة الاجدر بكل الاسباب المنطقية وهذا مأراده عبد الناصر ان تكون زمام امور الدولة والدولة تعني الجيش لا تخرج عنه بل يجب ان تكون في يد واحد منا ويقصد بذلك حركة الضباط الأحرار والمخططين الرئيسيين للثورة وليس أجدر أو أقرب من صديق العمر ورفيق الدرب الذي يوافقه بل يطابقه في كل شئ, وهذا يسهل عليه الخطوة الأهم لاستكمال مخطط الثورة وتحقيقها لأهدافها الاستراتيجية.
حكيم... لواء
كان لابد من ترقية حكيم الي رتبة لواء فلايصح بأي اعتبار أن يقود القائد العام للقوات المسلحة صاغ في الجيش فكان لابد من ترقيته إلي درجة لواء وعلي الرغم من أن حكيم كان يتمتع بشعبية وحب بين زملائه من الضباط وأيضآ أعضاء مجلس قيادة الثورة إلا أن ترقيته بشكل استثنائي إلي رتبة لواء وفي الوقت نفسه مع إجراء التغييرات وعزل الكثير من أعضاء مجلس قيادة الثورة عن الجيش وتوليهم مناصب وزراء في القطاع المدني اثار حفيظة البعض لدرجة أن حكيم أعلن علي استعداده التنازل عن أي منصب وما يتبعه من رتب استثنائية إذا كان هذا مثار غضب بين أعضاء قيادة الثورة وهنا أعلن الجميع باجماع كامل عن ترقية حكيم لرتبة لواء وأنه القائد العام للقوات المسلحة.
وفي حقيقة الأمر هذا لم يحدث في ثورة23 يوليو فقط فقد سبقتنا ثورات ودول أخري نذكر منها جورنج الذي كان يحمل رتبة اليوزباشي وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولي وما كاد هتلر يستولي علي السلطة حتي عينه قائدآ عامآ برتبة فيلد مارشال, وخلال الحرب العالمية الثانية رقي الطيار الألماني جلندت من رتبة صاغ الي رتبة جنرال لكفاءته الممتازة في غضون عامين وهذا يؤكد أن تاريخ جيوش العالم ملئ بهذه الترقيات الاستثنائية الي تحتمها الظروف.
وبعد تقليد حكيم منصب القائد العام للقوات المسلحة وترقيت لرتبة اللواء وتسجيل ذلك في محضر قيادة الثورة فوجئ الحضور من جميع اعضاء المجلس بمن فيهم عبد الحكيم عامر بان محمد نجيب يهديه كاب اللواء المزين بالخطوط الذهبية كما يقلده بنفسه الشارة الحمراء الخاصة بهذه الرتبة تقديرآ من قائد سابق لضابط متميز وتلميذ متفوق ومناضل له تاريخ مشرف.
حفلة عائلية وعسكرية
كان من الطبيعي أن تحصد منزل حكيم في القاهرة وتحديدآ شقة العباسية التي شهدت أيام الطوارئ وساعات القلق والترقب ثمار هذا الجهد خطوة بخطوة ففور الاعلان عن الجمهورية ثم تولي عبد الحكيم قائدآ عامآ للقوات المسلحة وترقيته إلي رتبة لواء كانت هناك مفاجأة في انتظاره وهي حفل بسيط بحضور أقرب الناس إلي قلبه الي جانب أولاده وزوجته كانت هناك ووالدته وشقيقته عايدة وانهمرت الدعوات لعامر من قلب أمه وانهمرت أيضآ التهاني من قلوب المحبين المحيطين به وشركائه في رحلة الكفاح من أجل أسمي هدف وهو حرية مصر, ولايفوت الشيخ علي عامر إقامة الولائم ونحر الدبائح ليس فرح بولديه ناصر وعامر بقدر فرحة بعبور مصر بثورتها خطوة تلو الأخري إلي بر الامان فمصر جمهورية ولن تعود ملكية فهي ليست ملكآ لاحد بل لكل المصريين هي أم لكل الفلاحين والبسطاء.
أما الحفل العسكري وإن كان غير رسمي بالدرجة المتعارف عليها فقد أعده دفعة عامر احتفالا بوصول زميل الدفعة العسكرية التي تخرجت معه في الكلية العسكرية عام1939 إلي منصب القائد العام للقوات المسلحة برتبة لواء وعلي الرغم من الاطراءات الرسمية التي لاتخلو منها مثل هذه المناسبات إلا أن روح عامر وخفة الظل لم تغب عن تجمعه مع زملاء الدراسة والكثير منهم أيضآ زملائه في حركة الضباط الأحرار وهنا غلبت علي الاحتفالية الذكريات والقفشات والمواقف التي انتهت بأمسية تتحدي أفعال الزمن لتبقي من أجمل الذكريات.
كان اللواء محمد نجيب يعلم جيدآ أن جمال عبد الناصر ومجلس قيادة الثورة لن يتركوه كثيرآ في السلطة فهم يرون أنهم الأحق والأجدر بها لأنهم مخططو الثورة ومنظمو حركة الضباط الأحرار أما نجيب فهو قائد ولواء وكان له دور محدد وجاء قبيل الثورة لآداءه بظهور الثورة بثقلها ووضعها وحجمها أمام المجتمع الدولي وتم تقدير ذلك ويكفي انه اول رئيس لجمهورية مصر العربية, وكان ذلك واضحا في ادارة الامور وقد حاول عبد الناصر نقل ذلك للرئيس محمد نجيب بشكل مباشر وغير مباشر حتي في انعقاد اجتماعات مجلس قيادة الثورة حيث كانت تتم دون علم محمد نجيب وما يتم فيها من قرارات كانت واجبة التنفيذ من قبل المجلس وكان حكيم متفقآ مع ناصر علي ذلك فهو القائد العام للقوات المسلحة وفي نفس الوقت جمال نائب رئيس الوزراء أما باقي أعضاء المجلس فقد تولوا رئاسة الوزراء المدنية من تعليم وخلافه.
ولكن محمد نجيب حاول ان يبحث عن مصدر للقوة يتحصن به ضد سلطة المجلس فلجأ الي الجماهير وأكثر من جولاته الجماهيرية وتخلي عن الترفع وبدأ يحرص علي أن تكون صورته امام الجماهير بسيطة مليئة بالتعاطف مع مشاكلهم وهمومهم, ولاشك ان هذا الأسلوب اكسبه جماهيرية( الي حد ما) مما اثار قلق ناصر ومجلس الثورة خوفآ من ازدواجية السلطة بين اللقب والصورة التي تم اختيارها في فترة ما وبين الواقع الفعلي والنهج والدرب الذي رسمته الثورة وطريقها الواضح والمنشود
وادت ازدواجية السلطة إلي وقوع صدام وخلاف بدأ ينعكس داخل الجيش مابين مؤيد ومعارض لكلا الطرفين نجيب الرئيس أيآ كان الهدف الذي وضع من اجله ومدة بقائه والهدف من ذلك وبين جمال عبد الناصر ومايمثله من حركة الضباط الاحرار والثورة ومجلس قيادة فكان لابد من اتخاذ القرار الحاسم وبسرعة التنفيذ حتي لايضيع ماتم سدي مابين هذا وذاك ويحدث مالا تحمد عقباه في الجيش ومن ثم مصر كلها وخاصة ان القوات البريطانية لاتزال متواجدة في مصر؟.
وبالفعل وبموافقة اعضاء مجلس قيادة الثورة تم عزل اللواء محمد نجيب وتحديد اقامته في فيللا بالمرج
عبد الناصر الرئيس الثاني
وبالفعل انتخب مجلس قيادة الثورة جمال عبد الناصر رئيسآ لمصر وبمباركة من صديق العمر ورفيق الدرب اللواء عبد الحكيم عامر... القائد العام للقوات المسلحة وذلك في أول مواجهة كانت علي طاولة المجلس هي جلاء قوات الاحتلال البريطاني من مصر وكان لابد من اتخاذ هذا القرار حتي يشعر العالم بقوة الثورة وحاميها ويتأكد الشعب أن الثورة بقائدها الزعيم جمال عبد الناصر جاءت له بالحرية وتنفذ مطالبها وانها علي الدرب الصحيح نحو ذلك وبالفعل تم وضع الخطة لتحقيق ذلك وكانت الثورة اوضحت قرارها في اجلاء المستعمر البريطاني عن أرض مصر واتبعت الطريق العملي للنضال فأقامت معسكرات التدريب والحرس الوطني ثم تدريب المتطوعين والفدائيين الذين قاموا بمناوشة جنود الاحتلال في منطقة القناة مما افقد انجلترا الأمل في البقاء, وفي الوقت نفسه قام مجلس قيادة الثورة بالتفاوض مع البريطانيين( وكانت عرض تفاصيل المفاوضات علي الضباط الأحرار اولا بأول)الي ان سلمت بريطانيا بمطالب الثورة في الاستقلال العاجل وان كانت الثورة قد سلمت ببقاء اجزاء من قاعدة القناة1954 أكتوبر19 اتفاقية الجلاء السويس صالحة للاستعمال مع وجود بعض الخبراء الامنيين الانجليز فيها لمدة بقاء الاتفاقية وهي7 سنوات, وتم جلاء القوات في18 يونيو1956
( ولكن العدوان الثلاثي جعل مصر تلغي اتفاقية الجلاء وتحررت مصر نهائيآ)
بداية قضية قناة السويس
كانت الثورة منذ بدايتها في موقف التحفظ تجاه الأمم المتحدة ثم اتبعت بعد ذلك طريقها نحو الامم المتحدة وتفعيل خطواتها وحققت نجاحآ كبيرآ فكانت نقطة تحول كبيرة في تاريخ الأمم المتحدة, وقد ساعد ذلك تغيير الفكر القومي المصري فأصبح له القدرة علي اعطاء الوحدة العربية منهجآ علميآ وعمليآ
ولم تكن قضية قناة السويس غائبة عن مجلس قيادة الثورة وأهدافها ولم يكن هذا الحلم غائب عن وجدان ناصر وعامر ولكن متي وكيف تبدأ وإلي أي مدي يمكن ان تصل؟.
كانت البداية حينما أراد جمال عبد الناصر بناء السد العالي بعد مناقشة الأمر مع مجلس قيادة الثورة وما يعود به علي مصر ولكن اما الحالة الاقتصادية التي آلت اليه مصر بعد سنوات طويلة من النهب لخيراتها والفساد في اداراتها مما دفعه لتحقيق طموحه باللجوء الي البنك الدولي الذي رفض اعطاء مصر قرض ورفض مساعدتها وكيف يحدث ذلك و الجميع يعلم ما يجنيه السد العالي من ثمار علي مصر ونهضتها وعلي الرغم من المحاولات المضنية الا ان المجتمع الدولي لم يستجب ورفض البنك الدولي تمويل المشروع بل انه اشترط في احسن حالات التفاوض وضع عراقيل مضنية وشروط مجحفة علي مصر ليتكبد ويتجرع هذا الشعب ظلم وراء ظلم وليس هناك ابشع من ان نستجدي حقنا وهو مسلوب علي أرضنا فقناة السويس مصرية دمآ وعرقآ وعلي الرغم من ذلك لم نجن ثمارها في حين اذا اصبحت مملوكة لمصر وشعبها وان صح القول اذا عادت الي وطنها مصر يكفي خيرها ليكون فاتحة لمشروعات التنمية والنهضة التي تجعل من مصر علي مصاف الدول الكبري فلم يكن هناك مفر من أن يقرر عبد الناصر تأميم قناة السويس ولكنه ظل يحتضن هذا القرار بين طيات قلبه قبل عقله حتي عن صديق عمره ورفيق دربه
عبد الحكيم عامر....ولكن؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.