أولت الصحف التركية أمس اهتمامها لقرار رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان بإرسال طائرتين متخصصتين فورا وذلك للمساهمة في إخماد حرائق غابات الكرمل بحيفا شمال إسرائيل يأتي ذلك رغم توتر العلاقات بين البلدين, وكان بينيامين نتنياهو قد أجري اتصالا تليفونيا مع اردوغان هو الأول من نوعه منذ توليه رئاسة الحكومة الاسرائيلية قبل ثمانية عشر شهرا شكره فيه علي استجابة أنقرة لنداء تل أبيب والمجتمع الدولي لتقديم يد المساعدة لمحاصرة حرائق الغابات. وكانت وسائل الإعلام المرئية قد أفردت في نشراتها الإخبارية أمس وأمس الأول لقطات مصورة لنتنياهو وهو يشكر فريق الانقاذ التركي في المقابل ذكر مقربون من مجلس الوزراء أن هذا التطور لا علاقة مع تداعيات حادث سفينة مرمرة للمساعدات الإنسانية والتي هاجمتها البحرية الاسرائيلية أمام سواحل غزة نهاية مايو الماضي والذي أسفر عن مقتل تسعة أتراك مشيرين إلي أن انقرة استجابت للنداء الإسرائيلي من منطلق انساني إسلامي وأكد مساعد رئيس حزب العدالة حسين شليك أن تركيا لن تتنازل عن مطالبها وهي اعتذار الدولة العبرية ودفع تعويضات لأسر الضحايا مشيرا إلي ان الحكومة تفرق بشكل واضح بين الحكومة الاسرائيلية والشعب اليهودي مؤكدا أن الأزمة الاساسية مع الحكومة وليست مع الشعب الاسرائيلي واضاف اذا رغبت اسرائيل تطوير علاقاتها مع تركيا فيجب أولا تقديم اعتذارها وتعويضاتها لعوائل الشهداء التسعة في هذه الحالة فقط يمكن لتلك العلاقات أن تعود إلي سابق عهدها. في سياق متصل انتقد رئيس الجمهورية عبد الله جول في حديثه الخاص للشبكة الأوروبية' يورونيوز' سياسة تل ابيب مؤكدا أن اسرائيل لا يمكنها الاستفادة من امكانيات حلف الناتو ومضي قائلا أن بلاده لن تنسي حادث مرمرة وأن إسرائيل بدون اي شك خسرت صداقة تركيا وشعبها. علي صعيد آخر وفي ضوء تداعيات وثائق ويكيليكس وجه رئيس الوزراء تعليمات لمساعديه وذلك بتشكيل لجنة مختصصة تضم سفراء متقاعدين من الحزب وفي مقدمتهم وزير الخارجية الأسبق يشار ياقيش والذي سبق وكان سفيرا في القاهرة قبل عشر سنوات لبحث الخطوات التي يمكن أن تتخذها أنقرة ضد تلك التسريبات وذكرت مصادر مطلعة أن اللجنة ستتجه إلي الولاياتالمتحدةالأمريكية خلال الفترة القصيرة القادمة للاطلاع علي القوانين الداخلية الامريكية بهدف اعداد مذكرة الادعاء القانونية ضد المتورطين في اتهام رئيس الوزراء اردوغان وحزبه وحكومته بالفساد وسينضم لتلك اللجنة الدبلوماسيين العاملين في السفارة التركية بالعاصمة واشنطن وستقوم أيضا بتقصي جميع الوثائق السرية المعلنة والمتعلقة بتركيا.