قبل يومين من إجراء جولة الإعادة لانتخابات مجلس الشعب بعد غد الأحد, أعلن حزب الوفد انسحابه من الانتخابات وسط انقسامات في صفوفه حول القرار, فيما أكد حزب التجمع خوضه جولة الإعادة, وقال رئيسه الدكتور رفعت السعيد إن القرار اتخذ بالأغلبية داخل المكتب السياسي والأمانة المركزية للحزب. وأكدت اللجنة العليا للانتخابات أنها لاتعتد بهذا الانسحاب قانونا, وقال المستشار السيد عبد العزيز, رئيس اللجنة إن باب التنازل أو الانسحاب أغلق قانونا قبل عملية الاقتراع في الجولة الأولي. وأصدر الحزب الوطني بيانا أعرب فيه عن أسفه لقرار حزب الوفد بالانسحاب, وقال إن مبررات الوفد لاتخاذ القرار مرسلة وباطلة بهدف تبرير النتائج الصادمة التي عبرت عنها صناديق الاقتراع, وقالت مصادر رفيعة المستوي بالحزب إن قرار الانسحاب يعبر عن الضغوط التي مارسها أعضاء الوفد الذين فشلوا في الجولة الأولي, وتم اتخاذه تحت إلحاحهم, مما أسفر عن قرار لايعبر عن رؤية قانونية صحيحة, وناتج عن انفعال سياسي. وقال الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية, إن قرار الوفد في حاجة إلي إعادة نظر وتأمل من الناحية السياسية نظرا لما يمكن أن يترتب عليه من آثار علي حزب الوفد نفسه واحتمالات الانشقاقات بين قياداته. وأضاف أنه من الناحية القانونية فإن القرار يحتاج أيضا إلي إعادة نظر لأن اللجنة العليا للانتخابات أعلنت أنه لايجوز للمرشحين الذين يخوضون جولة الاعادة أن يتنازلوا بعد أن انتهت فترة التنازلات. وشهد حزب الوفد انقسامات حادة بين أعضائه حول قرار الانسحاب, فقد أحضر معظم المرشحين في جولة الإعادة أنصارهم من دوائرهم لرفع لافتات وترديد شعارات تطالب بالاستمرار, كما رفض القرار محمد سرحان نائب رئيس الحزب وقال انه غير قانوني, وان الجمعية العمومية للحزب هي الوحيدة صاحبة القرار. كما رفض عدد من مرشحي الوفد في جولة الاعادة الانسحاب من المعركة الانتخابية, وأكدوا للأهرام المسائي مشاركتهم في الانتخابات لأنها جاءت برغبة المواطنين, وبالتالي فإن قرار الانسحاب لابد أن يكون بناء علي طلبهم. وأكد كل من طارق سباق وعاطف الأشموني ونافع هيكل ومحمد المالكي وماجدة النويشي, مرشحي الوفد في جولة الإعادة استمرارهم في الانتخابات وخوضهم الجولة. ولاقي موقف الوفد رفضا وانتقادا من الأحزاب السياسية, وقال الدكتور مصطفي عبد العزيز رئيس حزب المحافظين إن القرار غير مدروس سياسيا, فيما رأي حلمي سالم رئيس حزب الأحرار ضرورة أن يعود الوفد إلي الجمعية العمومية أولا, وأكد موسي مصطفي موسي رئيس حزب الغد, أن قرار الوفد نتج عن الموقف الحرج الذي وضع فيه الحزب بعد الجولة الأولي وأدي إلي حدوث انشقاقات في الحزب.