أكد الرئيس السيسي أن مصر تعمل حاليا علي ألا ينزل سد النهضة الإثيوبي أي ضرر بمصالح مصر المائية او ينتقص من حصتها المائية التاريخية وأضاف خلال لقائه رؤساء تحرير الصحف أن مصر تقدر جهود إثيوبيا في إقامة مشروعات للتنمية, لكنها في الوقت نفسه تحرص علي ألا يكون لسد النهضة أي تأثير سلبي علي حصة مصر المائية من مياه نهر النيل. وأكد أنه حصل علي وعود من رئيس وزراء إثيوبيا خلال لقاء علي هامش القمة الإفريقية الأخيرة بغينيا الإستوائية بألا يكون للسد أي أضرار علي حصة مصر سواء خلال فترة البناء أو التشغيل أو ملء بحيرة السد. وأوضح أن مصر تعمل حاليا علي ألا يسبب سد النهضة أي تأثير علي حصة مصر, مشيرا إلي أنه في سبيل ذلك فإنه لا يمانع في أن يذهب إلي إثيوبيا مرة ومرتين بل وثلاث مرات حتي يتم حل المشكلة بشكل يحافظ حفاظا تاما علي حصة مصر من مياه نهر النيل. وردا علي سؤال بشأن ما زعمته قناة الجزيرة عن قيام القوات المسلحة المصرية بأعمال عسكرية داخل الأراضي الليبية.. قال: إننا لم نقم بأي عمل عسكري خارج حدودنا حتي الآن, مضيفا أنه لا توجد طائرة ولا أي قوات مصرية في ليبيا ولم تقم أي طائرة مصرية بأي عمل عسكري داخل الأراضي الليبية.. فقواتنا داخل أراضينا. وأوضح أن مصر معنية مع دول الجوار بأمن وسلامة ليبيا الشقيقة, مشيرا إلي أن مصر تجري مشاورات علي وجه الخصوص مع الجزائر وتونس ودول الجوار المعنية للوصول لعمل سياسي لتحقيق الاستقرار في ليبيا. وقال إن مصر لا تدعم النظام السوري أو المعارضة السورية ولا تنحاز إلي أي منهما, مؤكدا أن اهتمام مصر الوحيد ينصب علي الحفاظ علي وحدة الأراضي السورية وحمايتها من خطر التقسيم. وقال السيسي: إن مصر تعمل علي التوصل إلي حل سلمي للوضع في سوريا استنادا علي حماية وحدة الاراضي السورية بعيدا عن أي دعم سواء للنظام السوري أو المعارضة السورية. واعترف أن هناك العديد من العوامل الداخلية والخارجية التي تلعب في الساحة السورية. وجهود مصر تنصب علي إحباط أي مخطط لتقسيم سوريا أو النيل من وحدة أراضيها. وأكد أن مصر لا تصدر الغاز لإسرائيل ولم تستورد منها غاز. وأشار إلي أنه ربما يكون هناك مشاكل تتعلق بالتحكيم في إشارة إلي تلويح بعض الدول المتعاقدة مع مصر في مجال الغاز باللجوء للتحكيم الدولي. وأضاف أن الصحافة و الإعلام يخوضان الآن مهمة مشتركة مع الحكومة في مواجهة المخاطر الجسيمة التي تحيق حاليا بالوطن علي المستويين الداخلي والخارجي, وأن هذه المخاطر لا تستهدف نظام الحكم ولكن تستهدف تدمير وطن ودولة ذات تاريخ عريق ينتظرها مستقبل مشرق. وأكد أن الخطر القائم حاليا يستهدف زعزعة ثبات الدولة المصرية واستقرارها وعلي الإعلام مساندة الدولة في مواجهة هذا المخطط الهدام. وقال: أن الحفاظ علي إستقلال الدولة المصرية يتطلب أداء متسارعا من الدولة وأجهزتها لتحقيق مطالب واحتياجات الشعب المصري العظيم, لكن ذلك يتطلب تفهما كاملا لجهود الدولة من جانب الصحافة والاعلام لإبراز هذه الجهود. وحول القضية الفلسطينية أن مصر لن تتخلي عن دعم القضية الفلسطينية وموقفها ثابت وهو اقامة دولة فلسطينية علي الأراضي التي احتلت عام1967 وعاصمتها القدسالشرقية, مطالبا بضرورة أن يكون الثمن الذي دفع من أرواح أبنائنا وأشقائنا في غزة حافزا لحل القضية الفلسطينية حلا شاملا. وأوضح السيسي أن مصر تحاول حاليا استغلال ما حدث من مآسي في غزة لحل القضية الفلسطينية. مؤكدا أنها تبذل قصاري جهدها لحل القضية الفلسطينية ولن تتواني عن تلبية المطالب الإنسانية للاشقاء في غزة من خلال معبر رفح, مبينا أن الأمر يتعلق في نفس الوقت بالأمن القومي المصري, رافضا من يقصرون كل ما حدث في غزة علي قضية معبر رفح فقط. وأضاف أن معبر رفح لم يكن أصلا في بنود اتفاقيات المعابر بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية عام2005, لان هناك العديد من المعابر. مؤكدا أن مصر لن تتأخر عن تلبية مطالب الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة. وحول ما تردد عن رفع سعر تذاكر المترو أكد السيسي أن الدولة ستواصل دعم المواصلات العامة بما فيها أسعار تذاكر مترو الأنفاق ليظل سعر التذكرة جنيها واحدا فقط, قائلا: إن رفع الدعم عن تذكرة المترو يرفع سعرها إلي9 جنيهات. وقال السيسي إن سعر تذكرة المترو سيظل يحظي بالدعم ولن تطرأ عليها أية زيادة تقديرا للصعوبات الاقتصادية التي يواجهها من يستخدمون المترو في الوقت الحالي. وأكد وقوف الدولة إلي جانب الصحف القومية ووكالة أنباء الشرق الأوسط من أجل التوصل إلي حلول للمصاعب المالية التي تواجهها, بوصفها مملوكة للشعب وتلعب دورا مهما في خدمة منظومة الإعلام المصري. مشيرا الي إن الدولة ستساند المؤسسات الصحفية القومية بما فيها اتحاد الإذاعة والتليفزيون الذي يشهد الآن تحركا مهما للنهوض به, وأضاف: أن هذا التحرك ستظهر نتائجه, وحول أزمة الكهرباء أكد أن التحسن الكبير الذي طرأ علي مشكلة انقطاع التيار الكهربائي يرجع إلي منح الأولوية لكهرباء المنازل علي حساب الصناعات كثيفة الاستهلاك, موضحا أن هذا التحسن الذي شعر به المصريون في الأيام الأخيرة بعد معاناة من تخفيف الأحمال يعود إلي منح الأولوية لمحطات توليد الكهرباء المخصصة للمواطنين علي حساب قطاعات أخري تستخدم كهرباء بكثافة عالية. وكشف قيام بعض أنصار الإخوان بتخريب محطات الكهرباء ليظل الشعب يعاني من انقطاع الكهرباء كما كان يعاني من انقطاع الكهرباء خلال فترة حكم الرئيس السابق محمد مرسي, قائلا: إنهم يخربون محطات الكهرباء حتي يقولوا لقد أطاحوا بمرسي بسبب انقطاع الكهرباء.. وها هو مرسي قد ذهب والمشكلة لا تزال قائمة إذن لم يكن مرسي هو السبب. وأشار إلي أن المصريين لم يثوروا في30 يونيو ضد مرسي بسبب انقطاع الكهرباء, ولكن ثورتهم كانت ضد سياسة مرسي التي كانت تقوم علي تغيير هوية الدولة المصرية وأخذها في اتجاه مضاد للأهداف التي احتشد المصريون من أجلها. وأوضح الرئيس السيسي أن مشكلة انقطاع الكهرباء تعود إلي عدد من العوامل علي رأسها عدم تجديد محطات الكهرباء منذ ثلاث سنوات, وتراجع عمليات التنقيب عن الغاز والبترول بسبب عدم تسديد حقوق الشريك الأجنبي, فضلا عن التخريب المتعمد الذي يلجأ إليه أنصار جماعة الإخوان. وأضاف أن مشكلة الكهرباء مشكلة قديمة, حيث يبلغ حجم العجز في توليد الكهرباء ما يزيد علي2000 ميجا وات, لافتا إلي أن المصريين هم الذي يرفضون المصالحة مع الإخوان, مشددا علي أنه شيء يخضع لرغبة المصريين الذين تمكنوا بثورتهم في30 يونيو من استعادة وطنهم المسلوب. وحول مشروع قناة السويس الجديد قال الرئيس: إن إصراره علي تقليص مدة حفر قناة السويس الجديدة إلي12 شهرا فقط رغم ضخامة التحدي بعد أن كان من المفترض أن تتراوح مدة الحفر ما بين ثلاث إلي خمس سنوات, يستهدف توصيل رسالة للشعب المصري مفادها أنت ستنجح في أسرع وقت ممكن وبأقل تكلفة ممكنة. وأضاف أن تقليص فترة حفر القناة الجديدة يتدرج في إطار مشروعات تنموية طموح علي رأسها استزراع مليون فدان وإقامة شبكة طرق هائلة لتوفير الظروف المواتية لجذب الاستثمارات, مشيرا إلي أن هذه المشروعات تبعث برسالة للمصريين مفادها أن القادم أفضل وأن هذه المشروعات ستساهم بقوة في النهوض بمستوي معيشة المصريين. وأكد أن هذه المشروعات العملاقة ستسهم في ايجاد العديد من فرص العمل لاسيما للشباب وستفتح مجالات تنموية واستثمارية عديدة أمام الجميع. وقال: في هذا الصدد هذه المشروعات تستهدف ملء جيوب المصريين في إطار خطة النهوض بالبلاد ومكافحة الفقر والعوز. وحول واقع الأمة الإسلامية وصف الرئيس أنها أمة في أزمة فهي أمة تقتل نفسها وتسفك دماء أبنائها خلافا لعقيدة دينها الإسلامي الذي يقوم علي السماحة والوسطية ونبذ العنف. في الوقت الذي يتميز به الإسلام بالسماحة فإن بعض أبناء الدين الإسلامي يقومون بتشويه صورة الإسلام باعتناق أفكار متطرفة وسفك الدماء بزعم التدين و التمسك تعاليم الإسلام. وكشف السيسي أن هناك دولا عربية تمول وتسهم في اسقاط دول عربية أخري في إطار مخططات دولية تقوم علي تقديم بعض التنظيمات و الحركات و التيارات الإسلامية كنموزج يسيء للإسلام كدين و يدفع ببعض الشباب للإلحاد مثل تنظيم داعش الذي يتبني دينا يتعارض تماما مع دين الإسلام السمح. وحذر أن هذه المخططات تستهدف تقويض الإسلام كعقيدة و النيل من الإسلام في أعين العالم. وتساءل: كيف ينزل المسلم الضرر بأخيه المسلم؟ مشددا في الوقت نفسه علي انتهاج خطاب ديني يكشف هذه المخططات التي تستهدف النيل من سمعة الإسلام في العالم و تدمير الدول العربية. وأوضح أن هذا المخطط الذي يستهدف تشويه الإسلام يقوم علي معادلة غريبة تقوم علي إقناع العالم بأنه كلما تزايدت مظاهر التدين في الأمة كلما تزايدت مظاهر العنف والقتل. وشدد ضرورة مراجعة الخطاب الديني الذي أصبح ينتج عقولا لا تريد أن تفهم وتعتبر أن القتل و سفك الدماء هو السبيل للدفاع عن الإسلام, والإسلام في الواقع براء من هذه النفوس المريضة.