تعد مشاريع تنمية موارد نهر النيل وزيادة إيراده لصالح دولتي المصب مصر والسودان عن طريق استقطاب الفواقد المائية في المستنقعات المنتشرة بدول حوض النيل بايرادات تتراوح ما30 إلي40 مليار م3 من المياه سنويا, أحد الحلول الناجزة لسد العجز المحتمل في حصص دولتي المصب بعد اكتمال بناء سد النهضة الإثيوبي إلا أن تلك المشروعات معطلة بفعل إتفاقية عنتيبي التي تنص في أحد بنودها علي ضرورة الحفاظ علي التنوع البيولوجي في الحوض والمحافظة علي الأراضي الرطبة, البرك والمستنقعات وهو ما يمثل عائقا حقيقيا أمام تنفيذ مشاريع استقطاب فواقد النهر لتعاني دولتي المصب من نقص في حصتهما المائية خلال سنوات الملء والتشغيل لسد النهضة الإثيوبي. وأكد خبراء المياه أن تقليل الفاقد في مياه المستنقعات من البخر عبر استقطابه في قنوات تغذي فرع النيل سيؤمن لدوتي المصب17 مليار م3 كما هو متوقع من قناة جونجلي التي تم حفر70 بالمائة منها بجنوب السودان فضلا عن زيادة الايرادات من مستنقعات بحر الجبل وبحر والغزال لزيادة ايرادات النهر بمقدار25 مليار متر مكعب سنويا وكذلك مستنقعات مشار أحد فروع نهر السوباط باثيوبيا بما يحقق إيرادا إضافيا يصل إلي10 مليارات متر مكعب سنويا. وقال د. مغاوري شحاته دياب خبير المياه العالمي إن أثيوبيا تطبيق مبدأ السيادة الكلية علي الأنهار الدولية المشتركة وهو ما ينفذ علي أرض الواقع فهي تحرم مصر من استقطاب الفوائد المائية في المستقعات بحجة الحفاظ علي البيئة الطبيعية فيما تقوم هي بإنشاء سدود تخزين للمياه التي تهدر في المستنقعات وهو ما اعلنت عنه بإقامة سدين علي نهر السوباط للاستفادة من مياه مستنقع مشار والبالغة10 مليارات م3 سنويا. وأكد أن الموقف المخيب لجنوب السودان المتمثل في رفضها استكمال مشروع قناة جونجلي والذي تم تنفيذ75% من أعمال حفر القناة بتمويل مصري أو حتي الإستفادة من مياه أكبر مستنقع مياه في العالم بحر الغزال بزعم أنه لا يشكل أهميه لديها يجعل المفاوض المصري في موقف صعب لتعزيز موارده المائية مع دول الحوض. من جانبه, قال الدكتور نادر نور الدين أستاذ الأراضي والمياه بكلية الزراعة جامعة القاهرة إن اتفاقية عنتيبي والتواجد الإثيوبي القوي لدي دول الحوض يحول دون تنفيذ مشروعات استقطاب الفواقد وهو ما يجب معه إعادة النظر في دراسة تنفيذ وصلة نهر الكونغو التي ستمد مصر ب100 مليار م3 سنويا لمواجهة العجز المائي رغم ما يواجه المشروع من صعوبات, لأن إثيوبيا عازمة علي الاستحواذ الكامل علي مياه الحوض وهو ما دفعها الي النص في اتفاقية عنتيتي التي وقعت عليه اغلب دول الحوض علي ضرورة الحفاظ علي البيئة الطبيعية للمستنقعات رغم أن الاتفاقية لا تلزم مصر بشيء. في غضون ذلك أكد الدكتور نصر الدين علام وزير الري الأسبق أن استقطاب فواقد المياه منصوص عليها في اتفاقية59 بين مصر والسودان قبل انفصال مشروعات جنوب السودان إلا أن عدم تواجدنا وبقوة في دولة الجنوب من خلال تقديم مشروعات لتنمية مسار قناة جونجلي جعل حكومة الجنوب تصرف نظر عن استكمال المشروع بل وأعلن رغبتها علي التوقيع في اتفاقية عنتيني.