قال المخرج ناصر عبدالمنعم رئيس قطاع الإنتاج الثقافي ورئيس الدورة السابعة للمهرجان القومي للمسرح - المقرر اقامتها اعتبارا من 10 وحتى 25 اغسطس الحالي - إن الدورة الجديدة تعد بمثابة عرس سنوي للمسرح المصري، ووسيلة مهمة لرصد حال الحركة المسرحية في مصر علي مدار عام كامل وتوقفه تحت اي ظرف خسارة كبيرة. وأشار - خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد امس للإعلان عن تفاصيل الدورة الجديدة - الي انه علي الرغم من كل الظروف السيئة التي مرت بها مصر خلال الفترة الماضية إلا ان الكم الهائل من العروض المسرحية التي تقدمت للمهرجان في رأيه هو الاكبر في تاريخ المهرجان. وقال إن هذه الدورة يشارك في مسابقتها الرسمية 42 عرضا إضافة الي 16 عرضا علي الهامش وهو ما يعبر عن ضخامة الانتاج المسرحي خلال هذا العام رغم تأثر المسرح بالظروف السيئة التي تمر بها البلاد من حظر تجول والقلق الذي احاط ببعض المسارح للفترة التي ادت لعدم انتظام المواسم المسرحية، إلا ان شباب المسرح استمر واثبت قدرته علي التغلب علي كل الظروف واثبت مبدعو مصر قدرتهم علي العمل في ظل ظروف قاسية. وأكد ان هناك العديد من الملاحظات حول الكيف وجودة العروض فنيا مع الكم إلا ان هذا من الممكن علاجه مع الوقت في المستقبل، لان الكيف في طريقه للتطور والتصاعد خلال الاعوام القادمة. وأشار عبدالمنعم الي ان اللجنة العليا للمهرجان تسعي لترسيخ عدة مفاهيم خلال هذه الدورة منها، انه سيكون رئيسا للمهرجان خلال هذه الدورة فقط، حيث قررت اللجنة ان تقتصر مهمة رئيس المهرجان علي دورة واحدة، وبعد انتهائها تجتمع اللجنة لاختيار رئيس جديد للدورة التالية، بالإضافة الي ترسيخ مفهوم الشراكة مع المجتمع المدني حيث يرعي المهرجان هذا العام ثلاث مؤسسات، فقد تم توقيع بروتوكول تعاون مع شركة "مصر للطيران" يكفل للفرق المسرحية الحصول علي تخفيضات في قيمة تذاكر السفر في المستقبل مقابل استخدام الشعار الخاص بمصر للطيران، بينما قدمت مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية دعما ماليا والتي سبق ودعمت مهرجان الوان لفنون الشارع بالتنسيق مع وزارة الثقافة، ومؤسسة "خالد صالح" التي يسعي الفنان خالد صالح لتأسيسها حاليا ليدعم من خلالها الحركة المسرحية وبشكل خاص دعم مسرح الاقاليم والأماكن المهمشة بتمويل سنوي. وأضاف ان صالح نموذج للفنان والنجم الحقيقي الذي يسعي لرد الجميل، حيث انه خرج من مسرح الجامعة وشق طريقه الي ان وصل لمرحلة النجومية لكن ولاءه للمسرح دعاه لتقديم الدعم الان للحركة المسرحية والثقافية لإيمانه بقيمة المسرح في بناء العقول وحتى يعود المسرح لازدهاره. وتابع: الدورة السادسة من المهرجان مرت بأزمة نتيجة للظروف الاقتصادية السيئة في البلاد تسببت في إلغاء القيمة المالية للجوائز تماما، إلا ان وزير الثقافة السابق صابر عرب رفض ذلك وقدم جوائز مالية مخفضة، بلغت قيمتها ثلث قيمة الجائزة الاصلية طبقا للائحة، مشيرا الي ان الدعم المالي المقدم من مؤسسة ساويرس ومؤسسة خالد صالح سهل إمكانية تقديم الجوائز بقيمتها المالية كاملة طبقا للائحة، بفضل التعاون بين الدولة والمجتمع المدني في حدث قومي مثل هذا، مؤكدا ان دور المجتمع المدني في دعم المشاريع القومية لا ينفصل عن دور الدولة. وقال ان صندوق التنمية الثقافية مسئول عن تنظيم المهرجان بحكم خبرة العاملين فيها من خلال العمل في العديد من المهرجان مثل التجريبي وغيره وتتعاون علي العمل فيه كل مؤسسات وزارة الثقافة بالتنسيق فيما بينها، حيث تقوم كل مؤسسة منها بالجزء او الدور الخاص بها في تنظيم المهرجان، ويخرج حفل الافتتاح المخرج شادي سرور الحاصل علي عدد من جوائز المهرجان في دورات سابقة ومشهود له بالتميز. وقال الفنان فتوح أحمد رئيس البيت الفني للمسرح ومدير المهرجان انه كان من المعارضين للمهرجان في لجنة المسرح، حيث اقترح ان يقام بدلا منه مهرجان عربي، واستطاع اعضاء لجنة المسرح إقناعه بدور المهرجان كمهرجان قومي يرصد اهم ما أفرزته الحركة المسرحية من اعمال علي مدار عام كامل، مشيرا الي ان الجوائز والتنافس عليها ليس له اهمية بقدر ما يعنينا من هذا المهرجان التعرف علي افضل 15 او 20 عرضا مسرحيا تم انتاجها ويمكن ان تمثل مصر في المهرجانات الدولية، للتأكد من ان افضل العروض هي التي تمثل مصر في الخارج ولا يتحكم في المشاركات العلاقات الشخصية. وأضاف ان قضية المسرحيين الاساسية الآن لابد ان تكون إعادة الجمهور الي المسرح، لأنه من افضل الوسائل لمخاطبة العقول وإهمال العقول هو السبب الرئيسي لما يحدث في الشارع المصري الآن. وأكد المخرج عبدالرحمن الشافعي عضو لجنة التحكيم ان المهرجان القومي هو عيد لكل المسرحيين، مشيرا الي اننا بحاجة الان لطفرة مسرحية، مشيرا الي ان ادارة المهرجان اتخذت خطوة مهمة في هذا الإطار هذا العام بتحويله الي طقس مسرحي في جميع انحاء مصر، حيث تقدم كل فرق الاقاليم عروضها علي الهامش في نفس توقيت إقامة المهرجان لتوسيع رقعة الجمهور في كل مكان، مطالبا بتحويل هذا الي ممارسة مسرحية تستمر طوال العام. وقال الفنان صبحي السيد عضو لجنة التحكيم انه يتمني ان تكون هذه الدورة دورة تقييميه لحركة المسرح في ظل الظروف الحالية، ولدور العرض المسرحي التي لم تتطور علي مدار عقود وتعاني من مشاكل تقنية بحاجة لإعادة مراجعة.