أحكمت الأم تدثير صغيرتها، وطبعت علي رأسها قبلة أودعتها كل حنان الدنيا. وقبل أن تتحرك شفتا الصغيرة بابتسامة لطيفة تعودت الأم وداعتها. رفعت جني ذات العام والنصف إلي صدرها وأحكمت ضمتها بذراعها الأيسر في لين. ونقلت خطواتها بهدوء خارجة من شقتها، متجهة إلي سوبر ماركت لشراء حاجياتها وللتسوق، وأغلقت بابها وهبطت إلي الشارع تسير في عجلة هربا من حرارة شمس منطقة مدينة نصر القاسية. واتخذت قرارها سريعا بايداع جني في حضانتها عصافير الجنة. وجدت السيدة في المسير لايداع جني مع عصافير الجنة قبل أن تتأذي من الطقس. وفجأة اقتربت منها سيارة ملاكي تقودها سيدة وأبطأت في سرعتها حتي توقفت بجوارها تماما نظرت الأم إلي من تجلس خلف مقود العربة التي أشارت لها في ود تستعلم عن اسم شارع لم تسعف أذن الأم كنهه، وقفت واقتربت خطوتين فقط كانت أمام من تحدثها تماما تستعيدها ما تقول. وفجأة فتحت بابين للسيارة وقفز منها رجلان انقضا علي الأم وانتزعا من بين ذرعيها طفلتها في عنف وعادا يقفزان من جديد داخل السيارة التي كانت بدأت تتحرك وضغت سائقتها دواسة البنزين فزمجرت عجلاتها تعترض علي سرعتها الجنونية المفاجئة مخلفة وراءها عاصفة من التراب ردم الأم التي كانت مازالت أصابع يديها وذراعيها متصلبتان وتشلها الصدمة العارمة والذهول حدث كل شيء في أقل من ثوان. احتاجت الأم دقائق ثقيلة لتستوعب أن وحيدتها خطفت من بين يديها في وضح النهار. وكما غاب عقلها فجأة عاد إليها سريعا فرفعت ذراعيها إلي السماء وأطلقت صرخة قوية أودعتها كل مرارتها وعجزها وظلت تصرخ والجموع تتوافد تستعلم عما حدث لها إلا أنها كانت تتمني أن تطول ذراعها مئات الأمتار لتنفذ من بين السيارات وتسعيد قلبها المسلوب. تفهم الواقفون محاولين اسعاف من خرت صريعة شيئا من الأمر يحوقل معظمهم متعجبين من حدوث الجريمة في عز الظهر تحاملت الأم وخطت لا تعلم مستقر قدميها بعد اتصالها بزوجها محاولة اعلامه بالخبر المشئوم. إلا أن دموعها غلبتها. وصلت الأم كما أوصاها الجميع. إلي قسم شرطة مدينة نصر أول. وأمام طارق أبوزيد مأمور القسم نسيت اسمها وبكت كثيرا رافضا عقلها تصديق أن جنة عصفور الجنة خطف بين ذراعيها. ومن يكون عسي. المتهمون وماذا يفعلون بطفلة لم تكمل سنتين من عمرها. ألف سؤال وسؤال لا إجابة لهم. ومثلهم وأكثر استفهام عمن يكون وراء الواقعة. وهي ليست لديها أي اعداء كما أكدت للمأمور الذي هدأ من روعها وهاتف المقدم علاء بشندي رئيس مباحث القسم الذي تعاطف مع الأم شيماء. وأقسم لها أن لن يهدأ له جفن حتي يعثر علي الجناة وبمشيئة الله تعود ابنتها سالمة. لا تعلم الأم مدة مكوثها في قسم الشرطة إلا أنها الآن داخل شقتها تري زوجها يدفن وجهه بين كفيه. وتفترش هي سجادة الصلاة تروي دموعها كل ما حولها في قهر لا يوصف كانت تتضرع إلي الباريء أن تعود الصغيرة من دون تعرضها لأي سوء. وشعرت أن رأسها تقع علي صدرها من شدة التعب كانت منها الالتفاتة العاشرة إلي زوجها الذي كانت شفتيه لا تتوقف عن الدعاء بالستر في واقعة لم يشهدها من قبل تعيش مأساتها فلذة كبده. سألت شيماء زوجها عدة مرات عن أعداء له يتربصون بهما. نفي الزوج وأنكر لها سؤالها من الأساس. رد عليها رنين هاتف الزوج الذي فوجيء بمن يحذره من ابلاغ الشرطة. طالبا فدية نصف مليون جنيه حتي تعود الطفلة حية وإلا. بدأت وصلة شكوك جديد وأسهم معاتبة ترمي بها شيماء زوجها الذي كانت مخاوفه تتزايد علي حياة ابنتهما. أوصل الأب فعاد المكالمة الهاتفية إلي رئيس مباحث القسم الذي طمأنه أن ساعة الجناة قربت طالبا منه مجاراة المتصلين وتخفيض المبلغ وتحديد مكان تسليمه. علي الجانب الآخر كانت تحريات المباحث قد رصدت مصدر مكالمات المساومة للأب علي روح جني . كان محاولة فك لغز المكالمة الأخيرة للأب تقود إلي خطف الصغيرة. فما رصدته مباحث الاتصالات بوزارة الداخلية يشي أن من تحدث إلي والد جني تعرفه حق المعرفة وان اهتزاز الزوج في رده عليها فجر عشرات الأسئلة في عقول ضباط المباحث. وباخطار اللواء محمد قاسم مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة فتم إعادة مناقشة الأب من جديد ووضع هاتفه تحت المراقبة ليلا ونهارا. ورصد كل الأرقام المتصلة به. لم يطل بحث علاء بشندي رئيس المباحث توصلت تحرياته واجتماعاته مع أقرانه ضباط المباحث ومعلومات العناصر السرية في منطقة مدينة نصر إلي أن ربة منزل مدبرة الواقعة وأن السيارة المستخدمة في الواقعة ملكها وأن دافع الانتقام من والد جني هو محرك الجريمة بعد أن وعدها بالزواج إلا أنه لم يف بما وعد فأصرت علي الانتقام منه خاصة وأنها أشاعت أنه تحصل منها علي مبالغ مالية للمشاركة في شقة للزوجية تم إعداد خطة محكمة وتحديد ساعة الصفر ونجح ضباط المباحث بقسم مدينة نصر أول من الايقاع بالجناة وتسليم جني إلي ذويها. وكان قسم شرطة مدينة نصر أول قد تبلغ من شيماء محمود عبدالغني. صاحبة حضانة ومقيمة بدائرة القسم. بقيام شخصين بخطف نجلتها الطفلة جني عادل عزت - وفرارهم بسيارة قادة سيدة. وذلك بدائرة القسم وطلبهم مبلغ نصف مليون جنيه كفدية لإعادة الطفلة. والمحرر بشأنها المحضر رقم 32622 - 2014م جنح. أسفرت جهود فريق البحث المشكل بمعرفة اللواء محمد قاسم مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة وبمشاركة المقدم علاء بشندي رئيس مباحث القسم إلي أن وراء ارتكاب الواقعة كلا من: شيماء سعيد عبدالعزيز 31 سنة ربة منزل مالكة السيارة المستخدمة في الحادث رقم أ س د 325 مصر وزوجها ضياء فتحي عبدالعزيز 33 سنة حاصل علي بكالوريوس تجارة - ويقيمان دائرة قسم الخصوص - قليوبية وحسين صديق محمد هارب عقب تقنين الإجراءات وتنسيقا مع قطاع مصلحة الأمن العام ومديرية أمن القليوبية تم استهداف الأولي والثاني بمأمورية بمسكنهما أسفرت عن ضبطهما وأثناء ذلك قام كل من: شقيقتي الأولي عفاف - 34 سنة محامية وصباح 29 سنة مهندسة ومقيمة بذات العنوان وزوج الرابعة تامر فاروق عبدالستار 35 سنة محام ومقيم بذات العنوان بالتعدي علي القوات بالسب والضرب دون إصابات لتمكين المتهمين من الفرار. وتمكنت القوات من السيطرة علي الموقف وضبطهم. بمواجهة الأولي قررت بسابقة خطبتها من والد الطفلة المختطفة واتفاقها علي الزواج إلا أنه قام بالنصب عليها واستولي منها علي مبلغ مالي نظير شراء شقة فاتفقت مع باقي المتهمين علي خطف الطفلة - لاستعادة المبلغ المستولي عليه باستخدام سيارتها المشار إليها. وتم بارشادها ضبط الطفلة طرف صديقتها حنان أحمد محمد ربة منزل 35 سنة ومقيمة دائرة قسم المرج. والتي كانت لا تعلم بواقعة خطف الطفلة. تحرر عن ذلك المحضر رقم 7 أحوال ملحق المحضر الأصلي. وأخطرت النيابة لمباشرة التحقيق.