صرح وزير الثقافة د.جابر عصفور منذ بداية توليه وزارة الثقافة في اكثر من لقاء تليفزيوني وصحفي بأنه عازم علي عرض الفيلم الأمريكي نوح للنجم راسل كرو الذي منع من العرض في مصر بناء علي قرار الأزهر الشريف. الذي يحرم تجسيد الأنبياء, وعلق عصفور علي هذا في أحد البرامج التليفزيونية قائلا إن هذا الموضوع لم يأت فيه نص قرآني ولا ديني ولا نص حديث او سنة بمنعه, وان تلك المسألة تخضع تحت ما يسمي فقه المستحدثات, مضيفا أن الشيخ محمد عبده قال إن اللوحات الساكنة الرسومات مباحة, فلماذا لا نقيس هذا علي اللوحات المتحركة, الأفلام. وقال المخرج مجدي احمد علي تعليقا علي هذا ان الفنانين والسينمائين تفاءلوا خيرا بموقف وزير الثقافة في البداية واصراره علي عرض فيلم نوح علي الرغم من موقف الأزهر الشريف الرافض للفيلم, مشيرا الي انه اكد لهم اكثر من مرة بعد تولية لوزارة الثقافة انه عازم علي عرض الفيلم حتي ولو تم هذا في سينما مركز الابداع الفني علي ان يقوم بدعوة علماء الأزهر لحضوره. واضاف انه علي الرغم من كل هذا الا انه من الواضح ان الوزير تراجع عن موقفه بعد اللقاء الذي تم في الأزهر والذي لا نعرف تفاصيله ولكن الحالة العامة تشير الي انه وقع تحت ضغط جعل موقفه متراخيا وبعد كل هذه التصريحات النارية لم يتخذ أي خطوات فعليه لتنفيذ قراره حتي الان. واشار الي ان الأزهر في رأيه مخترق بالسلفيين الان ولم يعد يلتزم الوسطية, ويسعي للتدخل في كل شيء وتنفيذ قراراته بشكل متشدد لم يحدث حتي في عصر مبارك, مؤكدا ان هذا التشدد يمثل السلفيين والإخوان ولا يمثل الأزهر الذي كنا نعرفه بالوسطية في الماضي, فالأزهر لم يطهر صفوفه, وأصبح اقرب للتشدد وتصدر عنه مجلة تكرس للتطرف وشخصيات متشددة تتولي مناصب قيادية وخطيرة في الأزهر الشريف الان. واكد مجدي احمد علي ان الأزهر ليس جهة مصادرة ورأيه في هذه الأمور استشاري, بالاضافة الي ان قرار منع الفيلم لا يمثل رأي الدين الاسلامي لانه لا يوجد دليل قطعي يمنع تجسيد الأنبياء, ولا يصح ان يشغل القائمين علي الأزهر بالأفلام والمسرحيات اكثر من انشغالهم بالإصلاح وتحسين مستوي المنظومة التعليمية داخل الأزهر الشريف لإعادته الي سابق مجده. واشار عبد الستار فتحي المشرف علي الرقابة علي المصنفات الفنية الي انه رغم عزم وزير الثقافة علي عرض الفيلم الا ان هذا من المستحيل تحقيقه في الوقت الحالي لان الشركة المنتجة قامت بسحب نسخ الفيلم من مصر واعادة تصديرها لمقر الشركة مرة اخري, مشيرا الي انه صحيح ان الوزير قرر عرض الفيلم وأعلن ذلك منذ توليه لوزارة الثقافة, حيث انه يري ان من حق الناس مشاهدة الفيلم الا ان الامر لم يعد في أيدينا الان بعد سحب الشركة لنسخ الفيلم وليس له علاقة بموقف الأزهر ايضا. واضاف ان قرار المسئولين في الشركة المنتجة يتعلق بأسباب تجارية لانه اصبح فيلما قديما بالنسبة لهم حيث انه تم عرضه في جميع أنحاء العالم في نفس التوقيت, والشركة قامت بطرح فيلم اخر الان في دور العرض المصرية. واكد انه وافق علي عرض الفيلم بدون ملاحظات لان من حق الناس مشاهدته, و رأي الأزهر في النهاية رأي استشاري غير ملزم ولا يوجد ما يمنع عرضه طالما انه لا يوجد نص يحرم التجسيد بالاضافة الي ان الفيلم لايوجد به تجسيد لبني الله نوح بالمعني المقصود, مضيفا ان السبب في منع الفيلم هو وزير الثقافة السابق والرقيب السابق د.احمد عواض. وقال الناقد عصام زكريا انه لتعريف اذا كانت تصريحات وزير الثقافة بناء علي مبادرة شخصية منه ام انها ردا علي سؤال في هذا الإطار لان هناك فارقا كبيرا بين الاثنين, مضيفا انه بالنسبة لإمكانية عرض الفيلم بالطبع من الممكن عرضه بعد مروره بالقنوات القانونية الخاصة بالمصنفات والأعمال الفنية وهي الرقابة التي لها الحق وحدها في المنع والعرض. واشار الي ان هناك طرقا اخري يتم استخدامها لمنع الافلام او الاعمال الفنية من العرض وهي مخاطبة الشركة المنتجة لسحب العمل الفني حتي تهدأ الأوضاع ويريح القائمين علي الرقابة او المسئولين انفسهم من عناء الدخول في مشاكل ومواجهة الرأي العام, وغالبا ان هذا ما حدث مع فيلم نوح كما حدث من قبل مع فيلم الميدان للمخرجة جيهان نجيم, ومؤخرا مع مسلسل أهل إسكندرية للمخرج خيري بشارة فبعد الضغط انسحبت الشركة الكويتية من الانتاج وتوقف المسلسل, مضيفا انها الطريقة المثلي للتهدئة والادعاء ان التوقف تم دون تدخل من السلطة او جهات اخري. واضاف زكريا ان قرار الرقابة في مصر حسب الظروف وليس تبعا للقانون, بمعني ان قرار المنع او العرض يعتمد علي الظروف والحالة العامة فإذا كان عرض العمل الفني في هذا التوقيت يتعارض مع المصالح السياسية يتم منعه ويضرب بالقانون عرض الحائط, بالاضافة الي اعتماد عمل الرقابة علي قرار الموظفين ورؤيتهم الشخصية بعيدا عن التقييم الفني, مشيرا الي ان قرار الأزهر الشريف من جانب اخر بمنع فيلم نوح اتخذه شيوخ الأزهر دون مشاهدة الفيلم, فهم لا يعرفون محتواه, واكد انه لا يستطيع احد من جانب اخر ان يمنع عرض الفيلم في أي من المراكز الثقافية في أنحاء مصر او في الجمعيات الفنية وجمعيات النقاد مهما اصدروا من قرارات منع.