استقبل الرئيس حسني مبارك أمس ميركو سيفيتوفيتش رئيس وزراء صربيا بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة حيث ركزت المباحثات حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك بالإضافة إلي سبل توثيق علاقات التعاون بين البلدين علي جميع المستويات خاصة السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وأهمية وضع برنامج للتعاون في المجال الثقافي في الفترة ما بين2010 و2013. كما تناولت المباحثات الوضع بمنطقتي الشرق الأوسط والبلقان, والتعاون بين دول حوض المتوسط خاصة العلاقات المصرية الأوروبية, وكذا مسيرة التعاون الأورومتوسطي وما يعتريها من عقبات. حضر المقابلة الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء وحضرها من الجانب الصربي سفير صربيا بالقاهرة ديان فاسيليفيتش, وألكسندر رادا نوفيتش مستشار رئيس الوزراء للشئون الخارجية, كان رئيس الوزراء الصربي قد وصل إلي القاهرة أمس الأول في بداية زيارة رسمية لمصر تستغرق ثلاثة أيام, يتم خلالها التوقيع علي عدد من الاتفاقيات, ومذكرات التفاهم, والبرامج التنفيذية لتعزيز التعاون. يرافق رئيس وزراء صربيا وفد يضم عددا من كبار المسئولين و20 من كبار رجال الأعمال الصربيين في مختلف القطاعات بهدف عقد اجتماعات مع نظرائهم المصريين حول سبل تعميق التعاون في مجال الاستثمارات المشتركة. وتعكس الزيارة التفاهم المشترك والعلاقات المتميزة بين البلدين وبين الشعبين المصري والصربي منذ ما يقرب من50 عاما, كما تعكس الزيارة عمق العلاقات علي جميع المستويات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والتجارية والروابط الاخوية التي تجمع بين الرئيس حسني مبارك ونظيره الصربي بوريس تاديتش والتي تؤكدها المشاورات المستمرة بين الزعيمين. كان الرئيس الصربي قد قام بزيارة مصر ثلاث مرات علي مدار السنوات الثلاث الماضية, حيث قام بزيارة رسمية إلي القاهرة العام الماضي بالإضافة إلي مشاركته في أعمال القمة الإفريقية وقمة عدم الانحياز اللتين استضافتهما مدينة شرم الشيخ وذلك بصفة صربيا مراقبة في هذين الحدثين المهمين. وتولي مصر وصربيا أهمية كبري للتعاون في مجال الاستثمار في قطاعات الطاقة والطاقة المتجددة والكيماويات والانشاءات ومشروعات البنية التحتية بالإضافة إلي السياحة والزراعة وأهمية تعزيز التعاون وزيادة حجم التبادل التجاري الذي بلغ51 مليون دولار عام2008 وانخفض بسبب الأزمة المالية العالمية إلي35 مليون دولار عام2009 بما يعني الميزان التجاري يميل لصالح الجانب الصربي وأن حجم التبادل التجاري ليس علي مستوي العلاقات الدبلوماسية. وتم خلال الزيارة التأكيد علي أهمية تسيير خط طيران مباشر لشركة مصر للطيران بين القاهرة وبلجراد وهو ما سيسهم في زيادة عدد السائحين من الجانبين, حيث ان عدد السائحين الصربيين الذين يزورون مصر يترواح ما بين50 و60 ألفا سنويا وهو عدد معقول مقارنة بعدد سكان صربيا الذي يصل إلي10 ملايين مواطن. وتتمتع مصر وصربيا بموقعين جغرافيين متميزين حيث تقع صربيا في شرق القارة الأوروبية ومصر في قلب العالم العربي والقارة الإفريقية وبالتالي فإن مصر يمكن أن تصبح منفذا للمنتجات الصربية نحو الدول العربية ودول سوق الكوميسا وكذلك صربيا يمكن ان تكون بالنسبة لمصر بوابة نحو الدول الأوروبية وكذلك روسيا التي تربطها بصربيا اتفاقية للتجارة الحرة.