الطعام هو أحد الملامح الأساسية لثقافات الشعوب, عرفنا الطليان بالبيتزا والمكرونة, وعرفنا الأمريكان بالهمبورجر, وعرفنا الانجليز بوجبة السمك والبطاطس الشهيرة, وأخيرا اجتاح اليابانيون العالم بأكلتهم التي أصبحت شهيرة في مصر هذه الأيام وهي السوشي, وفي مختلف بلاد العالم نجد مطاعم الأكلات اليابانية أو الأكلات الإيطالية او الأكلات اللبنانية وغيرها. بالنسبة لنا في مصر, فأشهر الأكلات شعبية وانتشارا هي الفول ومشتقاته المعروفة من الطعمية أو الفول المدمس أو الفول النابت أو الفول بالصلصة والبصارة التي يدخل فيها الفول أيضا, وغيرها, ومع الأسف فنحن نتعامل مع هذا الجزء المكون من شخصيتنا بدون قدر من الفخر به أو الاعتزاز, ولم ينجح مشروع في أي دولة من دول العالم لمطاعم مصرية أو انتشار لأكلات مصرية, وجزء من عدم النجاح هذا يعود إلي أننا لم نحاول أن نتعامل مع هذا الموضوع بقدر من الجدية, ولم يتعامل معها المستثمرون ورجال الأعمال من الذين يمكن أن يكون لهم حضور في هذه الموضوع بقدر من الجدية. أذكر إحدي تجارب المطاعم المصرية في لندن والتي لم تعش طويلا لأنها كانت دائما محل مقارنة بينها وبين المطاعم الأخري في أسلوب التقديم والطهي و الالتزام و الارتباط بمعايير البلد التي تكون فيها. وبداية هذه المعايير تبدأ هنا في مصر عندما نتعامل باحترام مع هذه الوجبات التي هي جزء من الشخصية المصرية ولكنها تحتاج إلي أن نتعامل معها بشكل يحاول أن يطور الشكل الذي تقدم به ويراعي متطلبات من يتلقاها. الثقافة المصرية ليست أقل من أي ثقافة من الثقافات ولا ينبغي أن ننظر باستهتار أو بخفة إلي هذا الموضوع.