يحدث هذا أحيانا, فقد قرر وزير البيئة الأردني( السابق الآن), حازم ملحس, أن ينفجر في وجه الجماعة الصحفية في الأردن, والتي تختلط بالجماعة الإعلامية, مستخدما تعبيرات مثل' الجهل وعدم الكفاءة, وعدم المسئولية, وهي أقل ماقاله, فقد نشرت مواقع بعض القنوات الفضائية تفريغا كاملا لجلسة قرر الرجل فيها أن يقوم بعملية انتحارية, عبر عدد كبير من الوقائع, وعدد كبير من الأسماء. لقد كان أكثر ماقام به الموقع طرافة, هو شرح بين قوسين باللغة العربية, لما كان الوزير قد قاله بحنق, بالعامية الأردنية, بصورة وضح منها أن المسألة قد وصلت إلي الشتائم, التي كان من بينها تعبير شهير في مصر. الغريب في الموضوع أن المعلقين الأردنيين علي الخبر المنشور, قد استماتوا في الدفاع عما قاله الوزير, فعلي الرغم من أن الرأي العام الإلكتروني, عادة مايكون مضادا للجانب الرسمي, إلا أنه عندما تعلق الأمر, بمواجهة مع الصحافة من ناحية, ووزير دفع منصبه ثمنا لتصريحاته, من ناحية أخري, انقلبت الآية, إلي تقديم تحيات حارة للوزير, وهو مايعني في واحد من جوانبه أن' الجماعة الصحفية' لم تعد محصنة إلي حد كبير, حتي من مستهلكي منتجاتها, رغم أنه أصبح مفهوما الآن أن نشطاء الإنترنت, ليسوا هم قراء الصحف, رغم أنهم قد يكونون من مشاهدي برامج القنوات الفضائية. المسألة كلها بالطبع سيئة للغاية, فالوزير هو مسئول سياسي في الدولة, وبالتالي فإنه لايجب أن يعتقد علي الإطلاق في أي وقت أنه يمكن أن يعبر عن وجهات نظره الخاصة, بتلك البساطة, أو أن ينفعل بتلك الصورة, أو أن يذكر أسماء معينة في مجال عام, ومن هنا جاء القبول الفوري لاستقالته من جانب الملك عبد الله الثاني, ملك الأردن. لكن الأهم, أنه ليس هكذا تعامل الصحافة, حتي لو كانت هناك تجاوزات, فالوسط الصحفي متنوع متعدد ومختلف بدرجة لايمكن معها التعامل معه ببساطة, أو النظر إلي الجميع بنفس المعيار, خاصة وأن الصحف اختلطت بالبرامج بالمواقع, ولم تعد الفواصل محددة, لكن الأهم, أنه لايجب أن يفقد أحد أعصابه في التعامل مع الإعلام, لأن من يفعل ذلك سوف يعتذر في النهاية, كما فعل ملحس. [email protected]