نشرت الاهرام المسائي في عددها الصادر يوم الاثنين من الاسبوع الماضي عرضا لدراسة صدرت حديثا عن المجلس الأعلي للثقافة قالت ان حرب اكتوبر لم تلق الاهتمام الكافي من الكتاب والباحثين العرب. واذا ما وضعنا الي جانب ذلك الرأي المستند الي احصاء علمي دقيق لما تحويه المكتبة العربية كل تلك المعارف الاخري المتعلقة بضعف ترجمة الكتابات العربية الي اللغات الاخري بل والاعلان الذي جاء علي لسان بعض المسئولين من ان وجود مشروع مصري للترجمة المضادة يكاد يكون مستحيلا. سنتفهم السبب الذي جعل الصحف الامريكية تفرد مساحات كبيرة هذا الاسبوع للاحتفاء بالترجمة الانجليزية لرواية اسرائيلية للكاتب ديفيد جروسمان بعنوان حتي نهاية الارضTotheendoftheland. فالرواية ترصد فصلا في حياة اسرة اسرائيلية مرت في جيلين لها بالحروب العربية الاسرائيلية منذ عام1967 وحتي حرب تحرير جنوب لبنان عام2006. فالاسرة انخرط منها الابوان في حربي العدوان الاسرائيلي علي الاراضي العربية في1967 ثم حرب اكتوبر المسماة في الغرب بالاسم العبري لها يوم كيبور عام1973 قبل ان يصبح ابنها الاكبر جنديا في جيش الدفاع خلال فترة حرب تحرير الجنوب عام2006. اهتمت الصحف الامريكية بالرواية التي ترصد جانبا انسانيا من وجهة نظر اسرائيلية في الحرب خاصة ان كاتبها الاسرائيلي قام في مقدمته لها بالربط بين كتابته للرواية وواقعة موت ابنه الاوسط يوري في نفس الحرب فيقول: كنت قد بدأت في كتابة الدرافت الاول للرواية وبمجرد انتهائي منه جاءتني اخبار مقتل ابني علي الجبهة اللبنانية قبل ساعات قليلة من وقف اطلاق النار. لهذا اعدت كتابة الرواية وانا اتمثل الالام التي اكتب عنها, فقد تصورت ان هربها من المنزل حتي لا تسمع خبر موت ابنها هو تعويذة لحمايته من الموت, كما تصورت انا ان كتابة هذه الرواية سوف تمنع من قتل ابني. ويتابع: لم يتغير في الرواية سوي ذلك الصدي الواقعي الذي صار يتردد فيها بعدما مررت بمأساة الفقدان. تحكي رواية حتي نهاية الارض التي صدرت بالعبرية عام2008 قصة اورا الزوجة الاسرائيلية التي تحيا بالقدس المحتلة ويستدعي ابنها الاكبر الي الخدمة العسكرية في مهمة عاجلة باراضي الجنوب اللبناني المحتلة وقتها وتستشعر المرأة بان ابنها لن يعود لهذا تقرر عدم البقاء بالبيت حتي لا يأتيها خبر موته وتنضم الي مسيرة السياح المحليين الماشين علي الطريق الاسرائيلي طريق سياحي للراجلة يقطعونه علي الاقدام يمتد من الحدود اللبنانية شمال فلسطينالمحتلةوجنوبا حتي ايلات وهناك تقابل عشيقا قديما لها تقول الرواية انه خدم بالجيش الاسرائيلي خلال حرب اكتوبر مع زوجها لكنه تم اسره وتعذيبه بوحشية علي يد القوات المصرية. وتعيد في هذه الرحلة اكتشاف نفسها وحبيبها ووطنها. القصة كما ذكرت صحيفة الواشنطن بوست في عرضها لا تختلف كثيرا عن حياة جروسمان نفسه الذي مشي في الطريق ذاته وسجل ملاحظاته فيه ليكتبها في كتابه هذا بعد وفاة ابنه. وقد كان جروسمان مع عاموس عوز من الداعين الي وقف اطلاق النار خلال الحرب الاسرائيلية اللبنانية عام2006 وقال في مؤتمر صحفي: اسرائيل تستحق ان نموت من اجلها ولكن حزب الله يجرنا الي مستنقع لن نقدر علي الخوض فية لهذا ادعو الي وقف اطلاق النار كان هذا قبل ساعات من وصول خبر مقتل ابنه الذي كان قائدا لرتل دبابات يقتحم قري الجنوب بحثا عن مقاتلي حزب الله. والجيش اللبناني. وبعدها عاد جروسمان الي كتابة روايته مصدرا اياها بهذه القصة. وتولي مركز الترجمة عن العبرية ترجمتها الي الانجليزية. وهذا المركز هو نتاج مشروع قومي اكاديمي اسرائيلي اسس عام1962 ليقدم للقراء خارج الحدود ترجمات معتمدة للادب الاسرائيلي المعبر عن ثقافة الدولة كما يذكر الموقع الرسمي له, وامتد نشاطه ليتخطي الترجمة وتقديم دراسات نوعية حول الابداع والنشاط الاكاديمي باسرائيل. ويعتمد المركز قواعد تتعلق بامكانية التوزيع في دول العالم المختلفة وضمان مبيعات الكتب التي يترجمها عبر التعاون مع كبريات دور النشر والمكتبات في العالم. كما يعتمد المركز المنح للناشرين في دول العالم الخارجي بحيث يعين للناشر ميزانية ترجمة وطبع الكتاب بشرط ترجمته بشكل احترافي الي لغة الدولة التي يعمل بها. ويأتي هذا في ظل غياب اي مشروع عربي مضاد. عزة مغازي