صرح رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بأن زيارته إلي مصر ولقاءه مع الرئيس حسني مبارك تحمل معاني كثيرة تنطلق من وجود اهتمام مشترك في العلاقة وتمكينها بين البلدين في المجالات المختلفة وقال المالكي في تصريحات عقب استقبال الرئيس مبارك له أمس إن التشاور المستمر بين مصر والعراق ليس بالأمر الحديث ولكنه استمرار لعلاقات وثيقة وزيارات متبادلة بين قيادات البلدين, مضيفا إننا في العراق نعتز تماما بالعلاقات مع مصر. وأوضح أنه جري خلال اللقاء مناقشة الأوضاع السياسية في العراق بشكل مفصل, قائلا: عرضنا من جانبنا الجهود والاتجاهات الرامية لتشكيل حكومة وحدة وطنية لكي يكون شعار المرحلة المقبلة هو البناء والاعمار وتثبيت الأمن, وأكد أن تحقيق ذلك إنما يتطلب تقوية العلاقات وتوقيع الاتفاقيات مع الدول الصديقة والشقيقة حتي تكون شريكة للعراق في عملية الاعمار, حيث إن العراق يحتاج إلي إعادة إعمار شاملة. وقال إن اللقاء مع الرئيس مبارك تطرق أيضا إلي بحث عدد من القضايا السياسية الأخري, مشيرا إلي اهتمام العراق بأن تكون مصر كدولة عربية كبري علي اطلاع جيد وتفصيلي بشأن تطورات الأوضاع السياسية العراقية وتوجهات العراق في المرحلة المقبلة. وأضاف المالكي أننا نسعي إلي الانطلاق في الفترة المقبلة بعدما استطعنا كبح جماح الطائفية والعصابات والإرهاب. وردا علي سؤال حول إمكان وجود انفراجة قريبة في مسألة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة, قال رئيس الوزراء العراقي: إن هدفنا بالتأكيد هو تشكيل حكومة عراقية قوية ومتماسكة تمثل كل أطياف الشعب العراقي, ولو كنا نريد تشكيل حكومة فقط ضمن سياقات إعداد المقاعد البرلمانية لاستطعنا ذلك منذ وقت طويل لكننا نريد تشكيل حكومة قوية تنهض بالمهام الملقاة علي عاتقها, وتابع: إننا نريد أن يكون الجميع شركاء في تلك الحكومة حتي يتحملوا المسئولية, لذلك فإن الحوارات والمشاورات مستمرة ونحن الآن في نهاية الطريق, وبإذن الله ستري الحكومة الجديدة النور قريبا, وهي حكومة شراكة وتمثيل حقيقي بحيث لا يشعر أي مكون من مكونات الشعب العراقي أنه مقصي أو مبعد منها. وحول رؤية الرئيس مبارك التي لمسها خلال اللقاء إزاء تشكيل الحكومة العراقية الجديدة, قال المالكي إن موقف الرئيس مبارك واضح وصريح وهو مع العراق كله, مشيرا إلي أن كل من زار مصر من القيادات العراقية وحاولوا أن يجعلوا من مصر منحازة إلي فريق أو آخر لم يحصلوا علي فرصة في هذا الخصوص, وأضاف أن الرئيس مبارك أكد خلال اللقاء أنه مع خيارات الشعب العراقي ومع تشكيل الحكومة التي يختارها أبناء الشعب العراقي أنفسهم وأن مصر تقف إلي جانب هذا الاختيار, وشدد علي أن الرئيس مبارك يؤيد المشروع العراقي وفق السياقات القانونية ويطمح لرؤية حكومة عراقية تمثل جميع أطياف الشعب العراقي. وردا علي سؤال حول إمكان تنفيذ عمليات إعادة الاعمار في ظل تردي الوضع الأمني, قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إن العراق قد تجاوز مرحلة التدهور الأمني, مشيرا إلي أن الوضع الأمني في العراق لم يعد كما كان عليه رغم حدوث بعض الحوادث المتفرقة وهناك الآن بالفعل مئات وربما آلاف الشركات من مختلف دول العالم تمارس عملها في العراق. وأشار إلي أن الحكومة العراقية أبدت استعدادها لتأمين مواقع العمل وتحصينها ضد أي أعمال عنف. جاء لقاء الرئيس مبارك مع المالكي بحضور الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء وفاروق حسني وزير الثقافة وأحمد أبوالغيط, وحضره من الجانب العراقي هوشيار زيباري وماهر الحديثي وزير الثقافة والسفير العراقي بالقاهرة نزار خير الله, تأتي زيارة رئيس الوزراء العراقي لمصر في اطار جولة شملت سوريا والأردن وإيران وتركيا.