عقد الرئيس حسني مبارك أمس جلسة مباحثات مع جاكوب زوما رئيس جنوب إفريقيا, الذي وصل إلي القاهرة أمس, في زيارة لمصر تستغرق يومين, علي رأس وفد يضم مجموعة كبيرة من الوزراء ورجال الأعمال. وتناولت مباحثات بين الرئيسين مبارك وزوما عددا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك, خاصة في السودان والصومال, ومجموعة من القضايا الافريقية المتعلقة بحل النزاعات, وتحقيق الاستقرار في القارة الإفريقية ودعم عملية التنمية فيهاودفع المشروعات المشتركة التي تهدف إلي تحسين البنية الاساسية وتشجيع التجارة والاستثمار بما ينعكس علي تحسين الأحوال المعيشية لسكانها. كما تناولت المباحثات سبل توسيع نطاق التعاون في مختلف المجالات خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية حيث تتمتع مصر وجنوب إفريقيا بأكبر اقتصادات في القارة الإفريقية. دفعة قوية للعلاقات الثنائية وصرح السفير سليمان عواد, المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية, بأن الزيارة الرسمية التي يقوم بها رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما إلي القاهرة تأتي ردا علي الزيارة التي قام بها الرئيس مبارك إلي العاصمة بريتوريا في يوليو2008 والتي اعطت دفعة قوية للعلاقات الثنائية بين البلدين وان الزيارة الحالية للرئيس زوما تأتي لدعم هذه العلاقات.واضاف عواد أن المشاورات بين الزعيمين تناولت عددا من القضايا الدولية والاقليمية مع التركيز علي القضايا الإفريقية والعلاقات الثنائية.. وانه علي مستوي تطورات الأوضاع علي الساحة الإفريقية أولي الرئيس مبارك عناية خاصة للوضع الحالي في السودان, وموقف تنفيذ اتفاق السلام الشامل في السودان مع اقتراب موعد الاستفتاء في يناير المقبل.. كما تطرق الزعيمان لتطورات الوضع في دارفور.. ثم انتقل الرئيسان لمناقشة قضايا السلم والأمن في إفريقيا والوضع في الصومال ومنطقة البحيرات العظمي.وأكد عواد تطابق وجهات النظر بين الزعيمين فيما يتعلق بالمشكلة الصومالية, حيث أعرب الرئيسان عن اعتقادهما بأن الجهد الدولي الراهن يركز علي بعض أعراض ومظاهر المشكلة الصومالية مثل القرصنة في خليج عدن, وانه يجب علي المجتمع الدولي ان يركز جهوده علي حوهر المشكلة وهو تحقيق المصالحة الصومالية. وقال عواد إن وجهات نظر الرئيسين تطابقت ايضا حول ضرورة السعي من الآن لتوفير كل أسباب النجاح, للاستفتاء المقبل حول تقرير المصير في السودان في الخرطوموجوبا علي ترتيبات وإجراءات هذا الاستفتاء علي نحو يجنب السودان شمالا وجنوبا أي تداعيات غير مواتية قبل وخلال وعقب الاستفتاء. واضاف عواد أن الرئيس مبارك استعرض مع رئيس جنوب إفريقيا الوضع الراهن في الشرق الأوسط.. حيث شدد الرئيس زوما علي دعم جنوب إفريقيا للقضية الفلسطينية وعملية السلام في الشرق الأوسط. وتناول الرئيس مبارك بالشرح المأزق الحالي الذي تمر به عملية السلام والذي أدي إلي وقف المفاوضات المباشرة التي انطلقت في واشنطن في الثاني من سبتمبر الماضي التي ماكادت تنطلق حتي توقفت. مشيرا إلي أن الرئيس مبارك تطرق لباقي ملفات الشرق الأوسط. وأوضح عواد أن الرئيسين تناولا بمزيد من التفصيل سبل تدعيم العلاقات الثنائية بين البلدين في كل المجالات ورحب الرئيسان بتوقيع مذكرات التفاهم الستة بين البلدين التي وقعها عدد من الوزراء في الجانبين حيث أبدي الرئيس مبارك اهتماما خاصا بالمذكرة الخاصة بالتعاون في مجالات البترول والغاز والتعدين حيث تتمتع جنوب إفريقيا بالعديد من الامكانات والخبرات في مجال التعدين, وان الرئيس مبارك ابدي تطلعه إلي الاستفادة من خبرات جنوب إفريقيا في هذا المجال بصفة عامة ومجال استخراج وتسويق الذهب من منطقة جبل السكري بصفة خاصة. وبشأن اتصالات مصر مع شمال وجنوب السودان قال السفير عواد: إن علاقات مصر مع شمال وجنوب السودان لا تنقطع ونذكر أن الرئيس مبارك هو الزعيم العربي الوحيد الذي زار جوبا. والعلاقات لم تنقطع سواء مع شمال أو جنوب السودان, ونأمل في أن يتوصل شريكا السلام في السودان إلي تفاهمات لإجراء الاستفتاء علي نحو يجنب الشمال والجنوب عواقب تنذر بخطر العنف واراقة الدماء. وردا علي سؤال حول موقف مصر من ضرورة إجراء الاستفتاء في موعده في يناير المقبل أو احتمال تأجيله, قال السفير سليمان عواد إنه بغض النظر عن الحديث حول التواريخ فان الحاجة لإجراء الاستفتاء في يناير المقبل يوازيها حاجة لاتخاذ موقف مسئول يضمن إجراء الاستفتاء في موعده ويوفر الضمانات التي تحول دون ان يأتي الاستفتاء بأي أحداث عنف يمكن ان تهدد سلامة وان الشعب السوداني في الجنوب والشمال علي حد سواء. وأضاف أننا نأمل في ان يتمكن شريكا الحكم من التواصل السلمي لتفاهمات تحل الخلافات التي تسبق الاستفتاء بما يضمن عقد استفتاء سلمي.