بعد ان وجدت النجاح ضئيلا علي ارض الاناضول في بيع منتجاتها التي لا تعد ولاتحصي ها هي تقرر غزو سمائه, كان هذا تعليقا علي سبيل السخرية لأحد المواطنين علي الصخب الذي تفجر في وجه بلاده من قبل الولاياتالمتحدة ومعها إسرائيل بشأن محور تقوده الصين ويضم تركيا وإيران, علي اي حال قد تكون مبالغة امريكية إسرائيلية لكن الثابت ان هناك تغيرا بالفعل في السياسة الخارجية التركية يتمثل في انسحاب حتي لو جزئي من فضاء الغرب مقابل التوجه نحو الشرق الاقصي منه والاوسط معا وقد كتب كتاب اتراك كبار في هذا الشأن محذرين من التهور والاضرار بالمكاسب التي نالتها وريثة الامبراطورية العثمانية نتيجة علاقاتها التي لايجب ان تهتز مهما كانت الاسباب الأوروبية والأمريكية, اما الحكومة فلها رأي أخر يؤكد ان مصالح العباد والبلاد تقتضي ألا يكون كل البيض في سلة واحدة, ومن ثم لابأس من اللعب في جميع الاتجاهات, إذن فالقول بأن المناورات الجوية السرية المشتركة والتي جرت في مدينة قونيا وسط تركيا بين الفترة20 سبتمبر الماضي وحتي4 أكتوبر الجاري لاتحمل أي مغزي وأنها تصب في اتجاه تطوير التعاون بين البلدين الصديقين لايمكن اخذه علي محمل الجد, فلاشك ان انقرة العدالة المستفزة اجمالا من تصرفات الغرب أوروبيا وامريكيا وهو ما يظهر جليا في خطابات رجب طيب اردوغان خلال الاسابيع القليلة الماضية, رغبت في ارسال أكثر من رسالة لكل من يعنيه الأمر, فتركيا لها مخالب وانياب ويمكنها إن ارادت اثارة مخاوف الحلفاء قبل الاصدقاء وامعانا في التأكيد ستقوم كل من العاصمتين التركية والايرانية بالتوقيع خلال ايام علي اتفاقية التعاون العسكري بهدف مكافحة الإرهاب ولحماية مصلحتها في المنطقة. اللافت ان صناع القرار وهم يسلكون طريقا نحو المارد الصيني تناسوا بقصد او بغير قصد أو جاع الوجدان التركي حيال مايره تنكيلا وتصفية لامتداداتهم العرقية في الايجور, تلك الاوجاع التي تجسدت في مظاهرات غضب يوم السبت قبل الماضي بمدينة اسطنبول احتجاجا علي زيارة رئيس الوزراء الصيني, ففي الوقت الذي كان يبدي فيه اردوغان ترحيبه الذي بدا مبالغا بشدة بالضيف كان المتظاهرون يرددون شعارات ضد السياسية الصينية المتبعة تجاه الايجور ويحرقون صور وين جياباو باعتباره ارهابيا يقف ضد35 مليون تركي مسلم فضلا عن انه شخصيا المسئول عن مقتل عدد كبير من الصينيين الاتراك المسلمين بحوادث5 يوليو الماضي, والاقتراب من بكين ليس هو فقط الذي يثير حفيظة قطاعات عريضة من الشعب فأيضا الارتماء في احضان إيران يثير بدوره علامات استفهام تتمحور في سؤال إلي اين تسير تركيا؟ فالخيارات والبدائل ان لم تكن مدروسة بعناية سيكون لها ثمن باهظا مع مرور الوقت, فالتوتر بين انقرة وواشنطن لم يعد خافيا ولايمكن فصله عن التوجهات الجديدة للعدالة والتنمية, وها هو الإعلام الأمريكي يدفع بالبيت الأبيض إلي تحذير الحليف التركي من أن ما يقوم به حيال مكافحة ارهاب القاعدة ليس كافيا كما ان هناك الآلاف من الاتراك صاروا اعضاء بهذا التنظيم, وتلك قد تكون بداية لشحذ الرأي العام الغربي المتحفز اصلا تجاه كل ماهو تركي لأخذ مواقف أكثر حدة حيال الميول العدوانية الجديدة لحكومة العدالة والتنمية, وما نقلته صحيفة جمهوريت عن الموقع الالكتروني دبكا فايل المقرب من جهاز المخابرات الإسرائيلي بأن الصين ترغب في تأسيس تحالف عسكري واستخباراتي يضم كلا من تركيا وسوريا وايران ماهو إلا صب المزيد من الزيت علي النار. ميلليت وهي واحدة من أكثر الصحف التركية توزيعا وتأثيرا راحت هي الاخري وبشكل غير مباشر تدق ناقوس الخطر فأنقرة ليست فقط التي تبحث عن بدائل إسرائيل ايضا بدأت في ايجاد بدائل لتركيا وذلك باقترابها نحو القبارصة اليونانيين كما ان سلاح الجو الإسرائيلي يخطط للقيام بمناورة بالاجواء اليونانية بالاضافة إلي كل ذلك وقعت الدولة العبرية علي اتفاقيات تعاون عسكري مع بلغاريا ورومانيا والمجر لاستخدام اجوائهما واراضيهما في التدريبات العسكرية من قبل القوات الخاصة لاعداد كادر عسكري جوي وبري وبحري إسرائيلي للقيام بعملية عسكرية محتملة ضد إيران ولهدف ارسال رسالة واضحة لتركيا بأن اليونان ستكون الحليف الاستراتيجي لها في المنطقة لسد الفراغ الناشئ الذي يمكن ان يستمر بالفترة القادمة بحال مواصلة تركيا نهجها ضد تل ابيب.