كتبت منذ عدة أيام أقول ان من حق مصر ان توقع اتفاقا تجاريا مع إيران.. وان السياسة العملية تقتضي تنفيذ أجندة وطنية مرنة لا تعني الاتفاق مائة في المائة مع الولاياتالمتحدة.. الامريكان يفهمون ذلك ونحن ينبغي ان نفهم ذلك اذا رأت الادارة الامريكية ان مصالحها تقتضي معاداة إيران فهذا شأنها.. محورنا الرئيسي ينبغي ان يكون دائما المصالح المصرية.. يمكننا ان نحظي بعلاقات متميزة مع الامريكان لكن ينبغي ألا يعني ذلك الاتفاق التام.. لا اتفاقا تاما في مصالح الدول.. هذا كلام وهمي. أقول هذا الكلام بمناسبة خطاب السيد حسن نصر الله زعيم حزب الله في ضوء زيارة الرئيس الإيراني للبنان وإشارته الي لاءات الرئيس عبد الناصر وقوله إن إيران ترفع لاءات عبد الناصر بخلاف الكلام العاطفي الكبير عن انه لا أجندة لإيران في فلسطين.. وان أجندة إيران في فلسطين هي أجندة العرب نفسها. وقيامه بالشهادة بأنه لم يتلق اية تعليمات من إيران أو توجيهات رغم دعمها حزب الله منذ ان تولي هو المسئولية عام.1992 من الصعب الاتفاق مع حسن نصر الله في حجته.. إيران لديها أجندة واضحة.. إيران مولت وتمول حزب الله بشهادة زعيمه.. مولت وتمول حماس لاسباب كانت واضحة في حينه. إيران تناوئ الولاياتالمتحدة لأسباب تتعلق بالمشروع الإيراني الذي يهدف الي بناء مكانة في المنطقة.. هذا مشروع في إطار التنافس الدولي لكن لا ينبغي أن يدوس علي أطراف بالغة الاهمية قدمت تضحيات في الصراع العربي الاسرائيلي لا يمكن لاحد أن ينافسها فيها. مصر قدمت شهداء من أجل الدفاع عن أرضها وعن الوطن الفلسطيني. مصر احتضنت القضية الفلسطينية في وقت لم يرتفع فيه صوت يقول إن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني باستثناء مصر.. مصر حملت علي أكتافها القضية الفلسطينية حين كانت إيران لا تضع تلك القضية علي أجندتها قبل الخميني وقبل ما يسمي بالثورة الإيرانية. ثم بعد ذلك يقول السيد حسن نصر الله إن المشروع الإيراني هو نفسه المشروع العربي في الدفاع عن الشعب الفلسطيني. حنانيك ياسيد! [email protected]