رغم قلة الماء والطعام وحرارة الشمس وبرودة الليل تمكنت من الحصول علي أدق المعلومات عن العدو نشأ في أحضان الثورة وقرر فداء الوطن بروحه ودمه بالفعل وليس بالقول حيث ترك كلية الطب جامعة القاهرة في السنة الدراسية الثانية, الشاب ممدوح عزب الذي إلتحق بالكلية الحربية ويملأه الحماس والوطنية وروح الولاء وتخرج في عام1969 وكان الأول علي دفعته بتقدير امتياز فالتحق بادارة المخابرات بوحدة ذات تشكيل خاص مهمتها الحصول علي المعلومات عن جميع وحدات العدو في عمق تشكيلات قتال وفي عمق الأرض. * في عام71 صدرت الأوامر بدفع الملازم ممدرح للحصول علي معلومات عن عمق العدو بوسيلة بحرية وبعد وصوله استمر يسير علي الأقدام ثلاثة أيام لمسافة150 كيلو مترا في اليوم الرابع اثناء سجودة لصلاة العشاء لدغه عقرب وبالرغم من علاجه لنفسة إلا أنه أغمي عليه لمدة4 أيام وبعد أن فاق وجد أنه كان يجب عليه أن يتسلم مهامه من الضابط البديل الذي اضطرته الخطة إلي أن يعود طبقا لترتيبات مسبقة ولم يحصل علي ترددات لاسلكية تمكنه من الاتصال بالقوات. * ولم يدر كيف يدبر الأكل والماء في الصحراء فقرر الحصول علي اكبر قدر من المعلومات عن العدو والتسلل إلي وحداته ويحصل علي الماء والطعام حتي ولو من فضلات المطاعم والمطابخ هناك. * واستمر في العمل ولكن نتيجة لمبادرة روجرز وقبول مصر وقف إطلاق النار نشطت أجهزة أمن العدو في تتبع عناصر المخابرات في عمقه, ونتيجة لزيادة عدد اتصالات الملازم ممدوح شبه اليومية من كثرة ما يحصل عليه من معلومات تمكن العدو من تحديد مكانه حتي أنه كان يجد كمائن للعدو في كل مكان سبق أن اتصل منه بالاضافة إلي دوريات الهليكوبتر والمشاة في الجبال. * وأثناء اتصاله في احدي المرات سقط من فوق الجبل وتمزقت أربطة قدمه وعجز عن الحركة وصدرت الأوامر من القيادة لضم أحد العناصر له أثناء العودة من الضفة الغربية وكانت المرة الاولي التي تناول فيها ممدوح وجبة غداء طازجة منذ7 شهور ماضية. ورغم قلة الماء والغذاء وقسوة حرارة شمس الصحراء وشدة برودة ليل الشتاء تمكن من الحصول علي معلومات مكنت القوات الجوية من أهدافها في طلعة الطيران الأولي في اكتوبر وكانت أحد عوامل النصر فكان ممدوح يضع احتياطيات العدو ومجموعات عملياته تحت الملاحظة المستمرة بالاضافة إلي طبيعة عملها وتسليحها وتحركاتها ودرجات استعدادها حتي أنه عندما كان يقوم بالابلاغ عن درجة استعداد تلك الوحدات كانت مصر تأخذ الاحتياطات الفورية تجنبا لعدم حدوث حرب مفاجئة. * قام بتصوير مطارات العدو وأبلغ عن عدد الطائرات وأنواعها وتشكيلها واتجاهات تقدمها أثناء قيامها بالضربات الجوية في حرب الاستنزاف مما كان يحمي القوات الجوية من الكمائن, وقام برصد تحركات العدو علي المحاور الرئيسية والطرق العرضية من الحدود إلي القناة مبلغا عن تحرك الأسلحة والتجهيزات الهندسية الخاصة بخط بارليف ورصد مركز القيادة الرئيسي لقوات العدو أثناء انشائه امام الجبهة المصرية والمحصن ضد أسلحة التدمير والمنشأ علي4 أدوار تحت عمق الأرض ولا يمكن ضربه إلا من فتحة خاصة2 م*2م وعندما نجحت القوات الجوية في73 في ضربه بصاروخ أصيب3 جنرالات اسرائيليين منهم الجنرال ابراهام مندلر قائد سلاح المدرعات الاسرائيلي مما أفقد اسرائيل السيطرة والاتصال بقيادتها بجميع مستوياتها. * وأبلغ عن3 مواقع للعدو وصورها وعند تحليل الصور المليئة بالرادارت والهوائيات عرفت القيادة المصرية أنه مركز انذار مبكر للعدو يستطيع مراقبة قواتنا من لحظة خروجها من القاهرة علي طريق السويس حتي القناة وادارة الأعمال البرية والجوية وعندما تم ضرب المركز تم شل الجبهة6 ساعات نهارا وامتدت إلي ليلة7 اكتوبر, وتم الابلاغ عن مدقات سرية للعدو فوق سلسلة الجبال التي كانت اسرائيل تنوي من خلالها تطويق قواتنا وحصارها لو تمكنت من احتلال المنطقة الجبلية. * اللواء ممدوح عزب تذكر خلال حديثه مع الاهرام المسائي أنه في أثناء تقدمه في عمق العدو لاستقبال احدي المجموعات التي تعذر دخولها من خلال قواتنا في يوم8 أكتوبر وجد فصيلة مدفع مكنة مصرية مبادة عن آخرها ولكنه علم ان هذه الفصيلة تقدمت خارج الخطة من نشوة الانتصار بعيدا عن وحداتها بمسافة10 كيلو مترات مما عرضها لنيران العدو وقال هذا موقف لا انساه * وقال انه في احدي المرات إنتهي من تصوير أحد مواقع العدو فسمع الكلاب فعلم ان قصاصي الاثر يتبعون خطواته ليلا فاضطر إلي الجري بأقصي سرعة ولكن الاصوات لم تنته فأخرج مجموعة من التوابل التي افقدت الكلاب حاسة الشم مما ساعده علي الهرب. * واكد ممدوح عزب ان مصر لديها من الامكانات والقدرات والثروات التي لو تم استغلالها جيدا بضمير واع وادارة جيدة ستكون اقوي الدول في العالم علي امتداد الزمن حتي قيام الساعة.