إن فكرة اللجوء إلي العلاج بأحد مستشفيات التأمين الصحي بنظامه الحالي رحلة من المعاناة لا يدرك مشقتها أو يتذوق مرارتها سوي المواطنين البسطاء الذين دفعتهم ظروفهم المادية الصعبة إلي ركوب المستحيل والبحث عن الشفاء في التأمين لعجزهم عن تكاليف العلاج في المستشفيات الخاصة الباهظة. وعندما بدأت أجهزة الإعلام في تسليط الضوء علي ما يطرحه قانون التأمين الصحي الجديد من حلول لمشاكل النظام التأميني الحالي تطلع المواطنون إلي الأمل في تغيير الحال وانفراجة في أزمة العلاج بالتأمين الصحي حتي يحصلوا علي حقهم الطبيعي في علاج آمن لايرهقهم ماديا. وأكدت فاطمة دياب مدرسةأن المشكلة التي تعاني منها في التأمين الصحي تظهر بداية كل شهر وتتمثل في الزحام الشديد علي الصيدليات عند قيامها بصرف العلاج الشهري, لذا تطالب بأن تتم زيادة عدد الصيدليات المخصصة لصرف أدوية التأمين الصحي. أما عبد الحميد مصطفي محاسب يطالب بتطوير منظومة التأمين الصحي لرفع مستوي الخدمات التي يقدمها في كل المحافظات حتي تصبح في مستوي واحد بعد أن لوحظ أن بعض المحافظات لا توجد بها غرف للعمليات الكبيرة كالقلب المفتوح, وهو ما تعرض له شخصيا حيث تم تحويله من مستشفي الأقصر الدولي إلي مستشفي مدينة نصر لإجراء جراحة في صمامات القلب ومن جانبه تمني مجاور علي فني كهرباء أن تمتد خدمات هيئة التأمين الصحي لتشمل جميع محافظات مصر, حيث إنه قادم من محافظة شمال سيناء بعد تحويله إلي مستشفي مدينة نصر بالقاهرة لإجراء مناظير وحقن المعدة لإصابته بتليف الكبد لتعذر إجرائها خارج القاهرة مما قد يعرضه للخطر وقالت أمنية قاسم جاد إنها حضرت من أسوان إلي مستشفي مدينة نصر منذ10 أيام لإجراء عملية قسطرة للقلب وأوضحت أن عدم توفر علاج لمرضها في أسوان كلفها ماديا بشكل يفوق طاقتها ويعاني كامل نوار من النظام الجديد الذي وضعته الهيئة مؤخرا ويقضي بضرورة اتصال المريض بالخط الساخن للحجز مقدما, وقال إن الحجز لاستشارة الطبيب يتم قبل6 شهور بينما في النظام القديم لم يكن يتعدي الشهرين, موضحا أن النظام القديم كان يسمح للمريض بأن يحضر إلي المستشفي في أي وقت دون انتظار, موعد الكشف الذي يصل إلي فترات زمنية بعيدة قد تؤدي بالمريض إلي الوفاة أو اضطرار المريض إلي الذهاب للمستشفيات الخاصة. ويؤيده في الرأي اسماعيل حسن علي القناطر حيث قال إنه قام بإجراء عملية في قدمه اليمني وقرر له الطبيب المعالج استكمال علاجه في المنزل علي أن يصرف الدواء من مستشفي المظلات غير أن مقابلة الاستشاري من أجل توثيق روشتة العلاج تحددت بعد45 يوما مما اضطره إلي شراء العلاج علي نفقته حتي لا تنتكس الجراحة وقالت ريهام طالبة انها تعرضت لحادث منذ شهر وتم نقلها إلي مستشفي مدينة نصر للتأمين الصحي وقضت فترة علاج بالمستشفي تصل إلي15 يوما دون أن تدفع جنيها واحدا, وأوضحت أن الرعاية والخدمة جيدة ولكن المشكلة الوحيدة التي قابلتها تكمن في شراء الدواء علي نفقتها بعد خروجها من المستشفي حيث رفضت إدارة المستشفي تسليمها العلاج الذي اقره الطبيب المعالج بحجة أنه ليس في بنود التأمين وأن الهيئة مسئولة فقط عن العلاج الداخلي للطلاب. سبع لفات أما عيد إبراهيم اسماعيل فيعاني من مرض السكر وتليف الكبد وتم حجزه عدة أيام في مستشفي المقطم للتأمين الصحي وبعد ذلك قام الطبيب المعالج بتحويله إلي مستشفي التأمين الصحي بمدينة نصر بحجة أن علاجه غير متوافر في المقطم ومنه إلي مستشفي امبابة للحميات وبعدها إلي مستشفي العباسية ثم تمت اعادته مرة أخري إلي مستشفي مدينة نصر وكل ذلك دون الوصول إلي نتيجه, وقال: يرضي من هذا, وتابع أن العلاج في التأمين الصحي يحتاج إلي أيام وشهور وسنين دون أن يصل يعني إلي تشخيص لحالته وخاصة في الحالات المزمنة. أما أحمد أبو بكر فعاني من عدم توافر العلاج الذي اقره الطبيب المعالج في الصيدلية منذ3 أشهر مما يضطره لأن يشتريه علي نفقته الخاصة, وتساءل: كيف لا يتوفر علاج مهم كهذا في صيدليات التأمين الصحي لكل هذه الفترة؟ وطالب الجهات المعنية بضرورة حل هذه المشكلة في أسرع وقت.