يثير البعض علامات استفهام حول توقف برنامج' القاهرة اليوم' الذي يقدمه عمرو أديب من قناة أوربت. علامات الاستفهام تشير الي تلميحات بشأن توقف البرنامج وكأنه كان مقصودا أو كأنه من المطلوب إخراس صوت عمرو أديب مع أن الامر لا علاقة له بذلك من قريب أو من بعيد. البرنامج ناجح.. هذا مؤكد لا شك فية.. نسبة مشاهدتة عالية.. هذا صحيح.. توقف برنامج أو صحيفة أو كاتب.. هذا حدث يدعو الي الاسي.. لكن الاعلام لا يتحرك في فراغ غير محدود. الاعلام يحتاج الي انتاج.. ومن يمتلكون القناة تأخروا في دفع مستحقات مالية لشركة الانتاج الاعلامي. محاولة تصوير الموضوع علي انه أزمة إعلام يثير الاستغراب لانه لو كانت مصر غير قادرة بكل حجم الحرية الاعلامية والسياسية المتاح بها فالسؤال البديهي: لماذا لا يطلق مالكو القناة من الرياض مثلا حيث يمكن ان يقدم عمرو أديب' شو' يومي عظيم.. لكن كم يوما يمكن تحمله هناك ؟ عمرو كان من الذكاء اذ قال انه لا يمكن أن يقدم برنامجه من خارج مصر حتي لو قعد علي القهوة يشرب الشاي ويدخن الشيشة ولا يفعل شيئا آخر. هو يعلم ان نجاح برنامجه يعود الي البيئة الحاضنة له.. البيئة السياسية القادرة علي تحمل النقد بصدر رحب.. البيئة التي لا تصيبها العصبية من كلمة نقد تقال هنا أو هناك. البيئة الثقافية التي تحمل كل هذا الكم من المثقفين والكتاب والصحفيين والفنانين المصريين الذين تعودوا علي الحرية منذ عشرات السنين بل منذ قرنين من الزمان حين انطلقت عملية التحديث في مصر زمن محمد علي في بدايات القرن التاسع عشر. البيئة الاجتماعية التي تضم ثمانين مليون مصري تعودوا علي استهلاك الحرية. اذا عاد' القاهرة اليوم' أهلا به.. واذا لم يعد فمصر قادرة علي استقبال عشرات بل مئات من البرامج والقنوات التي تحمل رسالة نقدية واضحة.