نشاهد كل عام ونقرأ العديد عن القضايا التي ترفع ضد عدد من المسلسلات التليفزيونية التي تذاع علي الشاشة سواء لتناولها بعض القضايا الاجتماعية او السياسية التي تتعارض مع عاداتنا او تقاليدنا واكثر هذه المسلسلات التي ترفع عليها القضايا هي اعمال السير او التي تتناول قصة حياة احدي الشخصيات المعروفة ويقوم ورثة او احفاد هذه الشخصية برفع قضايا لوقف العمل لأنه أساء للشخصية أو لم يقدمها علي حقيقتها وتستمر القضايا الي ما بعد العرض وكأن هذه القضايا رفعت للدعاية للعمل حتي يتابعه المشاهدون وقد حدث هذا العام مع ثلاثة اعمال اثيرت حولها المشاكل وهي شيخ العرب ومازالت قضيته مستمرة ما بين أبناء عائلة الهوارة والقائمين علي العمل وتم شطب قضية مسلسل الجماعة بعد عدم ذهاب اصحاب القضية الي المحكمة مؤكدين أن الهدف من القضية انتفي بمجرد انتهاء عرض المسلسل فهذه القضايا تبدأ قبل عرض المسلسل بشهور منذ بدء التصوير وتزداد سخونة مع بداية العرض وتبدأ الحوارات مع الابطال والمؤلف واصحاب القضية ليكون العمل حديث الشارع المصري وكأنه قضية أمن قومي وتنهال عليه الاعلانات بسبب كثرة المشاهدة ومحاولة التعرف علي هذه الشخصية المثيرة فتتحول القضية من البحث عن حقوق لشخصيات العمل الي دعاية لهذه الشخصية بشكل غير مباشر ودعاية اقتصادية اعلامية وتسويقية للعمل ككل الذي يصبح مملا حتي آخر حلقاته بسبب كثرة الاعلانات التي تقطع احداث العمل حتي ان بعض الاعمال تصل نسبة الاعلانات الي نصف زمن المسلسل نفسه وهي بالملايين. وقد حدث ذلك في عشرات من مسلسلات السير مثل ام كلثوم واسمهان والعندليب وهمام والجماعة والعديد من الاعمال الأخري التي اثيرت حولها المشاكل ونجحت نجاحا جماهيريا كبيرا لا اعتقد وجود عمل واحد فاشل من الاعمال التي اثيرت حولها القضايا او اختلفت حولها الآراء والتي تناولها النقاد من خلال اقلامهم وستبقي اعمال السير سواء في الأدب أو الدراما مثار جدل واختلاف في الآراء ما بين أهل الشخصية ومقدميها أدبيا ودراميا لأن أصحابها يحاولون ان تقدم الشخصية كما هي في الوقت الذي تحتاج فيه الي رؤية درامية لاعطاء الاحداث اثارة وقوة في المتابعة وهو السر الحقيقي في الخلاف بين طرفي القضية.