في مستشفي أبو حمص المركزي تبدو الصورة أكثر إشراقا فهو أكبر مستشفي متخصص في دمنهور ويستقبل مئات الحالات يوميا ويشيد المواطنون بمستوي الخدمة ولكن الشكوي فقط من مبني العيادات الخارجية الذي أصبح يئن من الزحام داخل غرف الكشف وتمثل العيادات الخارجية النقطة السوداء الوحيدة في هذا المستشفي. ويقول علي سيد أحد المرضي إن الشكوي تنحصر في عدم وجود الطبيب المختص بالأشعة التليفزيونية إلا يوم الاثنين وهو الدكتور أحمد حمودة الذي يرأس قسم الأشعة علي مستوي المحافظة ولم يأت له بديل حتي الآن وهذا يضطر الكثير من المرضي لعمل الأشعة التليفزيونية خارج المستشفي علي نفقتهم الخاصة, وكأن الخدمة الصحية في قسم الأشعة لا تقدم مجانا إلا يوم الاثنين. وتقول سميرة محمد إنها تذهب كثيرا لقسم النساء والتوليد ولا تجد الطبيب نظرا لانشغاله بأعمال خارجية هذا فضلا عن مطالبة إدارة المستشفي للمرضي بإجراء تحليل داخل المستشفي وعدم اعترافها بأي تحاليل خارجية.ويقول عبدالسلام خيري أن صيدلية المستشفي لا يوجد بها سوي نوع واحد من الدواء ويقوم الأطباء بكتابة روشتة للعلاج لا توجد في صيدلية المستشفي مما يدفعهم للجوء إلي الصيدليات الخارجية.شاهد من أهلها ويقول أحد أطباء المستشفي رفض ذكر اسمه إن مشرفات التمريض لا يقمن بعملهن ويحصلن علي أكثر من حقهن بالاضافة إلي وجود فوضي في الحضور والانصراف وأن التمريض غير مؤهل لكل أقسام المستشفي وقال إن نجاح المستشفي من نجاح المريض وأن قسم الكلي دون المستوي وأن المرضي يحتاجون رعاية خاصة أن رئيس القسم لا يهتم بمرضاه وترك كل الأمور إلي الممرضات يتعاملن مع المرضي. وتساءل كيف يكون رئيس قسم العناية المركزة بالمستشفي حاصلا علي دبلوم قلب وأوعية دموية وليس من تخصصه العناية المركزة. ويضيف الطبيب ان هناك قرارا صدر من مدير المستشفي بعدم دخول أي حالة إلي العناية المركزة قبل دفع300 جنيه تحت الحساب بخلاف دفع60 جنيها كل ليلة وإلا لن يدخل المريض للعناية المركزة مؤكدا أن ذلك يدفع العديد من المرضي للعدول عن الدخول إلي العناية المركزة لعدم استطاعتهم دفع هذا المبلغ الذي يمثل لهم ميزانية شهر كامل خاصة للفلاحين.شكاوي المرضي والزائرين تخص كل الأقسام ما عدا العناية المركزة حيث تظهر الصورة المثالية في التطوير والخدمة الصحية المتميزة إضافة إلي التزام الممرضات بتقديم الخدمة لمريض العناية في موعدها ومحاولة إشعار المريض أنه في منزله حيث الصمت الذي يخيم علي المكان وعدم دخول أي شخص غرفة العناية المركزة بخلاف الممرضات فقط.في انتظار الأجهزة الشكوي تختفي أيضا داخل قسم حضانات الأطفال الذي يستقبل مئات الحالات يوميا فالاستعداد لاستقبال المواليد خاصة المبتسرين علي قدم وساق حيث تتوافر حضانات مجانية وأخري اقتصادية.يقول الدكتور حمودة الجزار المدير المسائي للمستشفي إن المستشفي به وحدة حضانات كبيرة مجانا للأطفال المبتسرين وتعتبر نموذجا لحضانات الأطفال في ظل ارتفاع تكاليف الرعاية في المستشفيات الخاصة موضحا أنه ناشد وزارة الصحة توريد4 أجهزة تنفس صناعي لاكتمال منظومة التطوير داخل القسم حيث لا يوجد سوي جهاز واحد حتي الآن ولاتزال شركة وادي النيل متعنتة تماما في تركيبه بدون أي سبب رغم مطالبة مديرية الصحة بالبحيرة لها أكثر من مرة.ويضيف أن نقص اجهزة التنفس الصناعي داخل قسم الحضانات دفعة إلي رفض دخول الأطفال الصغار جدا إليه والذين لايستطيعون العيش داخل الحضانة بدون جهاز تنفس بسبب تعنت شركة وادي النيل وعدم توريدها للأجهزة الثلاثة الأخري حيث يوجد حاليا18 حضانة أطفال يأتي اليها الأطفال من مراكز كفر الدوارودمنهور وشبراخيت.حملنا الشكاوي إلي الدكتور محمد مجدي مدير عام المستشفي فقال إن الدكتور أحمد حمودة المسئول عن وحدة الأشعة التليفزيونية بالمستشفي أصبح الآن مسئولا عن الأشعة علي مستوي المحافظة بقرار من الدكتور يسري مبروك وكيل الوزارة معتبرا أن الأشعة بطبيعتها من التخصصات النادرة جدا لكنه أوضح أن المستشفي يدخل حاليا ضمن خطة المشروع السويسري المنوط به تطوير كل أقسام الأشعة في المستشفيات.وحول تعنت إدارة المستشفي في منح المرضي إيصالات تثبت شراءهم للدم من المستشفي قال إن ذلك غير صحيح تماما فالمريض يحصل علي إيصال أو فاتورة تسمي كشف حساب يدون بها كل التكاليف الخاصة بالمريض وأن الدم يأتي حسب الطلبية كل أسبوع لكن من الممكن أن يقوم المستشفي بعمل طلبية طوارئ بعربة اسعاف من المستشفي تحصل عليه من بنك الدم.وفي رده علي شكوي المرضي من عدم اعتراف المستشفي بالتحاليل الخارجية واجبارهم علي إعادة التحاليل داخل المستشفي بمبلغ مادي قال إن إدارة المستشفي تقوم بعمل ما يشبه مشروع استعادة التكاليف بحيث يتم البحث عن جزء لاعادة تطوير المستشفي من خلال تلك الايرادات التي يستفيد بها الجميع بالاضافة إلي ثقة المستشفي في التحاليل التي أجريت بداخله للمرضي.وحول مشكلات قسم النساء والتوليد قال إن رئيس القسم حصل علي إجازة بدون مرتب لرعاية الأسرة والأن يحل محله طبيب آخر.وعن الزحام في العيادات الخارجية قال إن زحام العيادات أمر طبيعي في أي مستشفي موضحا أنه طالب مديرية الصحة بالبحيرة منذ أكثر من6 أشهر تطوير العيادات وادخالها ضمن الخطة الاستثمارية القادمة.واتهم مدير المستشفي شركة وادي النيل بالتعنت في عدم تركيب جهاز التنفس الصناعي لحضانات الأطفال بالمستشفي وعددها18 حضانة حيث أن نسبة الأشغال بها وصلت إلي80% ولا تزال الحضانات تحتاج إلي4 أجهزة تنفس صناعي جديدة لتكتمل الصورة الممتازة لتلك الحضانات التي اقتربت من الحصول علي شهادة الجودة.ونفي الدكتور محمد مجدي ما تردد حول رفض إدارة المستشفي دخول أي مريض لغرفة العناية المركزة قبل سداد مبلغ300 جنيه تحت الحساب قائلا إنه لا يعقل أن يمنع مريض من دخول العناية المركزة قبل سداد هذا المبلغ والأدلة علي ذلك كثيرة وتساءل كيف يمنع المستشفي المريض من العناية المركزة وحوالي70% من المرضي يستفيدون من التأمين الصحي.