طالب مفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة أبناء الأمة الإسلامية بالتفكير مليا في الاولويات والاحتياجات الأساسية للأمة الإسلامية وخوض الجهاد الأكبر المتصل بجهاد النفس, والبناء والتنمية الشاملة من أجل إعمار الحياة, وتحقيق النهضة الحضارية, وإنجاز المزيد من الإصلاحات المجتمعية الشاملة التي تحقق التقدم والنهوض لشعوبنا وتخدم المصالح العليا للدين والأوطان. وقال المفتي- في كلمته التي وجهها إلي الأمة الإسلامية امس بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك-' إن الفرحة الحقيقية لعيد الفطر المبارك التي تغمر جميع القلوب المؤمنة والنفوس الصادقة مع خالقها, ينبغي ألا تأخذ أشكالا ظاهرية فقط وليوم واحد أو عدد من الأيام وحسب وإنما يجب أن تمثل دوما وطوال العام في سلوك إيماني قويم, ملتزم بأداء كل واجب. وأضاف' أن هذه الروح التي صنعها شهر رمضان المبارك في المتعرضين لنفحاته ينبغي أن تترجم في مواصلة أعمال البر والخيرات, وصلة الأرحام, وتقديم العون للمحتاجين, وزرع الطمأنينة والسكينة والفرحة في كل مكان, وفي قلب كل إنسان, حتي تنعم البشرية جمعاء بمظاهر السرور ومشاعر البهجة ولتتأكد في الأوطان والمجتمعات الإسلامية عطاءات السلوك الإسلامي الحضاري والخلق الإنساني المستقيم. واوضح أن من أهم الطاعات- التي هي مظهر من مظاهر الشكر لله تعالي التي يجب أن نحرص عليها- إصلاح ذات البين فالعيد فرصة جديدة يجب استثمارها لتأكيد صلات الترابط والتراحم والتكامل والتعاون بين جميع المسلمين قولا وعملا وبذلا وسخاء, وبتقديم كل وسائل العون والمساعدة لأصحاب الحاجة والعوز, والوقوف معهم من أجل تجاوز معاناتهم ومحنهم بكل السبل والوسائل. وقال إن عيد الفطر المبارك- عند المسلمين- تعبير عن الشكر لله تعالي علي أن وفقهم لأداء عبادته, والتزام طاعته, ولا يكون باللسان فقط, وإنما يكون بامتثال أوامره واجتناب نواهيه, وأثر ذلك وثمرته إنما يكون لصالح المسلم والمجتمع.