توفي المخرج الفرنسي آلان كورنو و الذي أطلق عليه و علي أفلامه لقب أكثر مخرج الأفلام الفرنسية هوليوودية, فقد لمع كورنو في الأفلام البوليسية و أفلام الحركة. توفي كورنو في ليلة29 أغسطس من بعد معاناة طويلة مع المرض في نفس الشهر الذي ولد فيه فقد ولد آلان كورنو في السابع من أغسطس عام1943 في مدينة مين سور لوار و أفتتن بموسيقي الجاز التي تعرف عليها من خلال الجنود الأمريكيين الموجودين في فرنسا بعد جلاء الاحتلال النازي ليصبح عازف إيقاع شبه محترف. لكن حب كورنو للسينما دفعه للذهاب للعاصمة الفرنسية باريس ليلتحق بمعهد السينما الشهير الإيديك و الذي تحول اليوم ليصبح اسمه الفيميس بدأ كورنو حياته العملية بالتدرب مع المخرج الفرنسي من أصل يوناني كوستا جافراس, ليمارس مهنة مساعد المخرج مع الكثيرين من المخرجين الكبار في ذلك الوقت أمثال مارسيل كامو, برنارد بول, روجير كورمان, جوزيه جيوفاني و نادين ترنتينيان و التي كتب لها بعد ذلك سيناريو فيلم( ممنوع أن تعرف) قبل ان يتزوجا بعد ذلك. قدم أول فيلم له عام1974 تحت عنوان( فرنسا شركة محدودة المسئولية) والذي حاول فيه تقديم قصة من قصص الخيال العلمي حيث تباح المخدرات في فرنسا و أثر ذلك علي المجتمع, وقام بتلحين الموسيقي التصويرية للفيلم. بالرغم من مشاركة النجمة الكبيرة في ذلك الوقت ميشيل بوكيه إلا أن الفيلم فشل فشلا كبيرا. في عام1976 قدم فيلمPolicePython357 ليكون هذا الفيلم هو أول نجاح تجاري يعرف الجمهور و النقاد به, و يوصم أعماله بعد ذلك بكونها سينما بوليسية علي الطريقة الهوليوودية وإن كانت تنطق بالفرنسية. كان آلان كورنو يقدم شخصية رجل البوليس الوحيد الذي يواجه مشاكل في حياته العائلية حيث إنه ليس بالزوج المثالي ومطلق في الكثير من الحالات ولا يعد أبا مثاليا... أي شخصية فاشلة اجتماعية ومع ذلك فهو نموذج للنزاهة و الأمانة و المخاطرة و التحدي ومعاد للبيروقراطية... هذه الشخصية هي لب شخصية رجل البوليس في السينما الأمريكية و التي يجب ان يلعبها ممثل كبير له كاريزما و سطوة علي الجمهور, و هكذا كان الحال مع فيلم كورنوPolicePython357 حيث لعب النجم الراحل أيف مونتان دور البطولة. هذا النجاح جعل كورنو يستمر قدما في تقديم تلك النوعية من السينما مع فيلمSrienoire و الذي يعني عنوانه سلسلة من القصص البوليسية, حيث إن الفيلم مقتبس عن رواية بنفس الاسم للكاتب البوليسي الفرنسي الشهير جورج بيرك. تم عرض هذا الفيلم في مهرجان كان السينمائي عام1979, و قام الممثل الفرنسي باتريك دوير المع ممثل فرنسي منذ آلان ديلون و نجم نجوم السبعينيات في السينما الفرنسية بالدور الرئيسي في الفيلم و كان واحدا من آخر أدواره في السينما قبل أن ينهي حياته منتحرا, حيث قدم شخصية بائع متجول علي المنازل يجد نفسه فجأة مطاردا من قبل البوليس نتيجة مساعدته لشابة صغيرة يكتشف بعد ذلك انها سارقة. كان أول لقاء له مع جيراد دي بارديو و كاترين دينف عام1981 من خلال فيلم خيار الأسلحة ويحقق معهما نجاحا تجاريا كبيرا, وهو ما يدفعه إلي المخاطرة مع نفس النجمين في عام1983 عبر تقديم الفيلم التاريخي قلعة ساجان والذي يروي وقائع الهجوم علي قلعة فرنسية في الصحراء الإفريقية عام1911. جاء النجاح الفني للفيلم نابعا من وجود كاترين دينوف و جيرار ديبارديو بالرغم من أن النوعية التاريخية ليست هي النوعية الناجحة لأفلام المخرج, وهو ما دفعه للعودة لمجال السينما البوليسية من جديد مع تقديمه لممثل فرنسي جديد( ريشار أنكونينا) من خلال فيلم( الطفل1986) و لكن الفيلم سقط سقوطا ذريع. و هو ما جعله يبتعد نوعا عن سينما الحركة و الألغاز البوليسية مع فيلم مثل( الليل الهندي1989) والذي صور في الهند عن رواية فرنسية تدور احداثها في الهند, و يعود للتاريخ من جديد عام1991 من خلال فيلم( كل صباح العالم) عن عزف موسيقي في العصور الوسطي, و ينال ست جوائز سيزارعن هذا الفيلم. و يحكي عن حياته و طفولته و علاقته مع موسيقي الجاز من خلال فيلم( العالم الجديد1995) و يعود من جديد لعالم الجريمة في أفلام مثل( إبن العم1997), بل يقدم فيلما كوميديا و يعرض له آخر أعماله هذا العام( جريمة حب) قبل وفاته ليرحل مع مشوار طويل من أفلام السينما الفرنسية التجارية العالية المستوي. [email protected]