تفجرت ثورة غضب تجار بورسعيد وباعة الأسواق التجارية الشعبية بقلب المدينة بعدما ضرب الكساد المدينة الحرة وتراجعت حركة البيع والشراء الي أدني معدلاتها خلال موسم رمضان والأعياد الحالي وبشكل لم يسبق له مثيل بالسنوات الماضية وقد اتهم الغاضبون المسئولين والقيادات الشعبية بالمدينة بتجاهل أوضاعهم الاقتصادية السيئة والتي أثرت علي دخولهم.. ومن ثم آسرهم وأبنائهم الذين يعتمدون عليهم وعلي تجارتهم كمصدر أساسي ووحيد للرزق. وفي جولة ل الأهرام المسائي بشوارع بورسعيد التجارية الأساسية( التجاري والحميدي والشرقية) رصدت السطور.. خلو تلك الأسواق حتي من المارة وليس الزبائن وتجمع الباعة في مجموعات صغيرة تحت ظل الشماسي والمباني لقراءة الصحف والحديث المتبادل عن أزمتهم الصعبة التي لاتجد حلا وأمنيتهم في الاستفتاح الذي لا يتحقق حتي للوفاء بالمطالب الأساسية لأسرهم وأملهم في ظهور نائب بورسعيدي واحد بينهم ليطلع علي حالتهم وحالة الحصار المفروض عليهم. وبلهجة ساخنة وناقمة علي الظروف والمسئولين صرخ محمد علي تاجر قائلا: لا أحد يشعر بنا من المسئولين الموسم مضروب وحركة البيع والشراء المزدهرة انتقلت للقنطرة بعدما أصبحت القنطرة.. هي المنطقة الحرة الحقيقية حيث تباع كل المعروضات المستوردة بأسعار تقل عن أسعار بورسعيد بكثير ويجد كل الزبائن مايريدونه بسهولة دون القدوم لبورسعيد وتكبد المعاناة مع المنافذ الجمركية. ويضيف البضاعة في القنطرة برسم الوارد ورغم ذلك تباع بأسعار أقل من أسعار بضائع بورسعيد المستوردة برسم المنطقة الحرة وهنا أسأل عن التهريب ومافيا التهريب.. الذين قضوا علي بورسعيد وأسواقها وتجارها تماما واذا مااستمر هذا الوضع.. فالمطلوب هو إلغاء المنطقة الحرة فعلا.. وبقرار.. رسمي بدلا من الالغاء الساري حاليا. ويقول سمير النبوي تاجر ملابس أن الوضع الحالي خطير ولابد من تدخل عاجل.. لاعادة ميزة بورسعيد النسبية كمنطقة تجارية يقصدها مواطنو جميع المحافظات المجاورة لشراء احتياجاتهم بالمواسم والأعياد ولابد من إعادة النظر في مسألة البطاقات الأستيرادية والمستفيدين منها.. والذين تعددت مظاهر ثرائهم مماأعطي انطباعا كاذبا عن تجارة رائجة ومنتعشة في المدينة علي العكس تماما مما يجري علي أرض الواقع من كساد وخراب وإفلاس للباعة جملة وقطاعي.. ويضيف: أن حساب الرسوم الجمركية علي البضائع المستوردة أصبح متفاوتا وبشكل يضطر معه التاجر المتضرر من رفع قيمة بنوده لرفع سعر البضاعة في النهاية وهو مايترتب عليه هروب الزبون لأسواق القنطرة الأرخص المعتمده علي التهريب ورسم الوارد الذي لايقل كثيرا عن رسم المنطقة الحرة. ومن جانبه قال عوض قوطة وكيل الغرفة التجارية ببورسعيد وتعقيبا علي صرخات الآلاف من التجار والباعة بأسواق بورسعيد ومحلاتها أن حالة الكساد التجاري الحالية ليست مقصورة علي بورسعيد فقط بل هي حالة عامة بجميع أسواق الجمهورية وليس صحيحا أن هناك حالة رواج غير عادية واستثنائية بالقنطرة فالوضع هناك مشابه لمثيله في بورسعيد والقاهرة والإسكندرية ومرتبط في النهاية بأوضاع اقتصادية عامة للبلد ومواطنيه. واضاف قوطه أن هناك دعاية خاطئة قد استهدفت بورسعيد علي مدار السنوات الماضية, وأشاعت أنباء كاذبة عن انتهاء المنطقة الحرة طبقا لمفهومها الذي رسخ في أذهان الملايين من مواطني مصر بالثمانينيات والتسعينيات وكان وراء حضورهم المتكرر سنويا ولابد من حملة دعائية مضادة لعرض مزايا بورسعيد ومعروضاتها خاصة في المواسم والأعياد لاستعادة الآلاف الذين مازالوا يعشقون بورسعيد ويرغبون في زيارتها.