في إطار مشاوراته التي أجراها أمس استقبل الرئيس حسني مبارك عددا من السياسيين الأمريكيين في مقدمتهم هنري سيجمان رئيس مشروع الشرق الأوسط في المجلس الأمريكي للشئون الخارجية كما استقبل السيناتور الأمريكي جوزيف ليبرمان عضو الكونجرس الأمريكي.وصرح سيجمان عقب المقابلة بأن الرئيس مبارك يتمتع باحترام كبير لدي كل الاطراف, مما يجعله في موقف يستطيع التحدث بصراحة ووضوح مع كل الاطراف ولابد أن يتحدث الرئيسان مبارك وأوباما بوضوح عن أهمية أن يتعامل الطرفان بشكل مباشر لحل القضايا العالقة بينهما. مشيرا إلي أنه إذا كانت الإدارة الأمريكية ليست علي استعداد لوضع إطار محدد للمفاوضات والقيام بدور كبير لمساعدة الأطراف فلن يحدث تقدم كبير. ولابد أن تستخدم أمريكا نفوذها علي الإسرائيليين والفلسطينيين حتي يتم التوصل إلي اتفاق سلام. وحذرا من أن عدم التدخل الأمريكي في المفاوضات سيؤدي إلي فشلها, مما قد يؤدي إلي اندلاع احداث عنف وعدم استقرار مما سيؤثر علي كل الاطراف بما فيها الولاياتالمتحدة. مضيفا أنه من المهم أن يبحث الاطراف بشكل محدد موضوع الحدود. وردا علي سؤال حول قدرة الإدارة الأمريكية الضغط علي إسرائيل.. أجاب بأن الإدارة الحالية امامها تحديات عديدة مما يعوق قدرتها علي الضغط الحالي علي الاطراف ولننتظر لنري الموقف بعد انتخابات التجديد النصفي بالكونجرس. وردا علي سؤال حول مستقبل المفاوضات قال سيجمان إنه من المهم الوصول إلي حل في القضية الفلسطينية لأن الوصول إلي هذا الحل سيؤدي إلي منع العناصر المتطرفة من استغلال هذه القضية نظرا إلي أن القضية الفلسطينية هي القضية المحورية في الشرق الأوسط. محذرا من أن عدم التدخل الأمريكي في المفاوضات سيؤدي إلي فشلها مما قد ينذر باندلاع انتفاضة جديدة بسبب انتشار الاحباط مما سيزيد من تأثير عناصر مثل حزب الله وإيران. صرح السيناتور الأمريكي جوزيف ليبرمان عقب استقبال الرئيس حسني مبارك له أمس بأن علاقته بالرئيس مبارك تمتد لأكثر من ثلاثين عاما من الصداقة, مشيرا إلي أنه طلب لقاء الرئيس لتقديم الشكر له علي جهوده من أجل بدء المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.. مؤكدا أنه لولا جهود الرئيس مبارك لما وصلنا لهذه النقطة التي يلتقي فيها الرئيس الفلسطيني محمود عباس' أبومازن' مع رئيس الوزراء الإسرائيليي بنيامين نتانياهو. وقال ليبرمان' إن المفاوضات سوف تمر بمراحل صعبة لكن هذا أمر لابد منه لأنه بدون مفاوضات مباشرة لن تكون هناك أي فرصة لإحراز تقدم في الوصول للسلام'.. موضحا أن السلام يقع في مصلحة الشعب الفلسطيني والإسرائيلي وكل شعوب الشرق الأوسط. وأضاف أن الرئيس مبارك يمتلك قدرات عالية وبخبرة في شئون الأوسط وحنكة كما يتمتع بثقة كل الأطراف بما يسهم في دفع عملية السلام, وقال إنه لهذا نقدم له الشكر علي جهوده للتعاون مع الجانب الأمريكي لإحراز تقدم في عملية السلام, وأكد ضرورة استمرار الجهود المصرية. وردا علي سؤال حول وجود فرصة لإحراز تقدم في المفاوضات في ظل استمرار تمسك الحكومة الإسرائيلية بالاستيطان, قال ليبرمان إن الأمر المهم أن كلا من أبومازن ونتنياهو سيجلسان معا للتفاوض وليس من المطلوب من أي طرف في المرحلة الحالية التهديد بمقاطعة المفاوضات لكن عليهم أن يحاولوا البحث عن أرضية مشتركة للتفاهم.. مشيرا إلي أن الموضوعات المطروحة للتفاوض معقدة وإذا حاول الأطراف حلها مرة واحدة سيؤدي ذلك إلي الفشل.. وأعرب عن أمله في البدء في المفاوضات التي يمكن الوصول فيها إلي حل والأمر متروك للجانبين لتحديد النقاط التي يبدأوا بها المفاوضات. وحول رؤيته للأفكار المصرية بالبدء في المفاوضات بمسألة نهاية الطريق أو حدود الدولة الفلسطينية, قال ليبرمان إن هذه الأفكار المصرية مهمة لكن الأمر متروك للفلسطينيين والإسرائيليين وإذا كان من الممكن أن تبدأ الأطراف التفاوض حول نقاط أقل تعقيدا سيكون ذلك أمرا جيدا قد يساعد في إتمام المفاوضات خاصة أن موضوعات مثل القدس وعودة اللاجئين هي مسائل صعبة ولكن لابد من التفاوض حولها. ومن جانبه, أعرب شوك هيجل السيناتور السابق, رئيس اللجنة الاستشارية للاستخبارات عن أمله في أن تحقق جولة المفاوضات المباشرة نجاحا وان تسفر عن التوصل إلي حل للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي, وتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط, مؤكدا أنه يجب الاسراع بتحقيق السلام وتهيئة جميع الاجواء المناسبة لتحقيق هذا الهدف مع تعميق الثقة بين اطراف التفاوض. حيث ان هذه المشكلة تزعزع الاستقرار في المنطقة. وأشار هيجل إلي اهتمام الرئيس أوباما بدفع عملية السلام في الشرق الأوسط, وقال إن مبادرته الرامية لاستئناف المفاوضات المباشرة هي خير دليل علي ذلك. منوها بالادوار المهمة التي تلعبها القوي الاقليمية لدعم السلام, وفي مقدمتها مصر مشيدا بدور الرئيس مبارك في دعم السلام. وناشد القوي الدولية بتقديم الدعم والمساندة لعملية السلام. وطالب اطراف التفاوض بالتحلي بالمرونة من أجل التوصل إلي حل الدولتين. وقال شوك إنه لا ينبغي السماح باستمرار هذه الأوضاع المعقدة في الشرق الأوسط التي استمرت عدة عقود حيث انها تؤدي إلي معاناة شعوب المنطقة.