تواصل نيابة شمال الجيزة تحقيقاتها في قضية سرقة لوحة زهرة الخشخاش من متحف محمود خليل بالدقي حيث استمعت النيابة إلي أقوال فتحي بسيوني عبدالسلام المشرف علي الإدارة الهندسية بالمتحف والذي قال إن الاستشاري علي رأفت أرسل له خطابا يطالبه فيه ببدء عمليات تطوير وترميم المتحف بسرعة نظرا لتردي حالته, وذلك في أبريل الماضي وأضاف أنه أرسل الخطاب في نفس اليوم إلي شركة المقاولون العرب لعمل دراسة للمتحف وأنه لم يتسلم الرد من شركة المقاولون العرب حتي الآن. وجهت النيابة له تهمتي الإهمال والاخلال بأداء واجبات وظيفته وإهدار المال العام, وقد استمرت التحقيقات معه حتي وقت مبكر من صباح اليوم. كما استمعت النيابة إلي أقوال ألفت الجندي مديرة الادارة المركزية بقطاع الفنون التشكيلية والتي أكدت عدم مسئوليتها عن تحديد أوجه الانفاق وحجمها بالنسبة للمشروعات الفنية والأثرية ومن ضمنها المتاحف مؤكدة أن محسن شعلان أخطأ بعدم إدراج متحف محمود خليل في خطة تطوير وإصلاح وترميم المتاحف. واستمعت النيابة الإدارية أمس إلي أقوال أحمد حماد مدير عام الشئون المالية والادارية لقطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة والذي أكد أن وزارة الثقافة استلمت المتحف بعد إعادة افتتاحه عام1995 وأنها أسندت عملية صيانة أجهزة المراقبة الالكترونية والأمنية بالمتحف لإحدي الشركات الخاصة غير أنها تقاعست عن تنفيذ عمليات الصيانة اللازمة, وقال إن السبب الرئيسي في حدوث السرقة تعطل الأجهزة والاهمال من المسئولين بقطاع الفنون التشكيلية إلي جانب عدم وجود قطع غيار لهذه الأجهزة المعطلة وعدم توافر الاعتمادات المالية اللازمة. وقد أمر قاضي المعارضات بمحكمة شمال الجيزة بتجديد حبس محمد عبدالصبور فرد أمن بالمتحف15 يوما علي ذمة التحقيقات لإهماله في تفتيش سائحتين روسية وإيطالية أثناء خروجهما من المتحف, حيث قال المتهم أمام قاضي المعارضات إن واجبات وظيفته تفتيش الزوار أثناء دخول المتحف فقط وليس أثناء الخروج.ومن جانب آخر, تقدم محامي محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة بطلب لرئيس نيابة الدقي لاستدعاء موكله والمحبوس احتياطيا في واقعة سرقة اللوحة وذلك لسماع أقوال جديدة له يؤكد فيها إدانته وإتهامه للوزير فاروق حسني بالإهمال والتسبب في الحالة المتردية للمتحف التي أدت لسرقة اللوحة وعدم توفيره المبالغ المطلوبة لإصلاح وتجديد الأنظمة الالكترونية لعدد من المتاحف ومنها متحف محمود خليل وعدم التفاته لمكاتباته بهذا الشأن. كما طالب شعلان بمواجهة السيدة ألفت الجندي بشأن ما صرحت به في أقوالها بأنها غير مسئولة بتحديد الصرف علي المشروعات وهو ما استنكره محسن شعلان مشيرا في طلبه إلي أن الخطة في الأعوام السابقة كانت موجهة لتطوير متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية( متحف حسين صبحي), وكذلك مكتبة البلدية لأنها كانت في حالة متردية للغاية وتم بشأنها طلب إحاطة من مجلس الشعب لخطورة حالتها وحالة مجموعة أمهات الكتب بداخلها, وكان لزاما علينا إنقاذ الموقف وقد وجهت الميزانيات والجهود لذلك. وأضاف شعلان أن متحف حسين صبحي له أهمية مثل متحف محمود خليل لاحتوائه علي بعض الأعمال العالمية والتي ظلت مخزنة ومهدرة في قبو تحت السلم وعرضة للرطوبة وللسرقة.وأشار شعلان إلي أن توجيه الميزانيات كان أيضا لإنهاء مخازن متحف الجزيرة العالمي بأرض الأوبرا وهو أهم من متحف محمودخليل الذي يحتوي علي260 قطعة فنية بينما الجزيرة يحتوي علي4000 قطعة فنية نادرة لأهم الأسماء في الفن العالمي وهذا المتحف أيضا أهمله فاروق حسني ولم يتبق الآن سوي متحف الحضارة والمتحف المصري الكبير وشارع المعز. واستنكر شعلان ان تظل المخازن في متحف الجزيرة تحت العمل عشرين عاما كانت التحف الفنية خلالها مخزنة بشكل أكثر من خطير وسيئ ولولا مجهوداته لانتهت تلك المخازن والتي تعتبر احدي وسائل حماية مجموعة متحف محمود خليل عند غلقه لتنقل إلي مخازن الجزيرة. وطالب شعلان في مذكرة سماع أقوال محمود بسيوني مدير عام الادارة الهندسية بحضور ألفت الجندي التي كانت تنسق معه خطة الميزانية الموجهة للتطوير في إطار اللوائح المالية وتوجهات الخطة الاستثمارية بالموازنة العامة.