أعرب الصيادون العائدون من تونس بعد احتجازهم هناك لمدة أسبوعين بتهمة اختراق المياه الإقليمية التونسية عن سعادتهم البالغة بالعودة سالمين إلي قريتهم برج مغيزل مركز مطوبس بكفر الشيخ. ووصل الصيادون أمس إلي بوغاز رشيد وتمت مراجعة أوراقهم وقام مركز شرطة رشيد بتحويلهم إلي النيابة التي قررت الإفراج عنهم بضمان محال إقامتهم بعد منتصف ليلة أمس. والتقي الأهرام المسائي بعدد من الصيادين العائدين, حيث أكدوا أنهم لقوا معاملة طيبة من السلطات التونسية. ويقول مختار عرفة(36 سنة) أحد الصيادين: توجهنا إلي مالطة لأن المياه هناك بها كميات كبيرة من السمك, وعند العودة فوجئنا بلنش تونسي يهاجمنا فحاول ريس المركب الهروب, إلا أن اللنش الحربي حاصرنا وتم إطلاق الأعيرة النارية وقام قائد اللنش بتحذيرنا عن طريق مكبرات الصوت بضرورة التوقف للاطلاع علي المستندات التي بحوزتنا, وبالفعل توقفنا, إلا أن قائد اللنش صمم علي أن نذهب إلي ميناء صفاقس, وهناك تم ربط المركب بجنازير في الميناء واحتجازنا. وقال الحاج حسن محمود(50 سنة): أنا أكبر صياد في المركب وكان نفسي نهرب بالمركب ولكن الريس قال لي إنهم ممكن يعطلوا المركب ولكنني كنت أعتقد أنهم يهددوننا فقط ولكن بعد أن تم إلقاء القبض علينا لم يعد أمامنا إلا الصبر. وأضاف محمد فرج مصطفي: كان معنا170 لوحة سمك ثمنها لا يقل عن60 ألف جنيه, وقامت السلطات التونسية بمصادرة كميات السمك, وعندما قلنا لهم إن هذا تعبنا وشقانا قالوا لنا: وهذا شغلنا.. طلبنا منهم الصناديق الفارغة اللوحات إلا أنهم رفضوا, وبرغم ذلك كانت معاملتهم لنا جيدة جدا ولم نسمع منهم كلمة واحدة جارحة, رغم الحراسة المشددة علي المركب وعدم السماح لأي صياد بمغادرته. ويوضح أيمن أحمد حمدين, ريس المركب, قائلا: السفارة المصرية في تونس أمدتنا بكل ما نحتاجه من مواد غذائية في رمضان.. وسمعنا أن السلطات التونسية هي التي دفعت غرامة الإفراج عنا, والحقيقة أن صاحب المركب الحاج أحمد محمد محمود هو الذي قام بدفع الغرامة وقيمتها45 ألف جنيه مصري أو أكثر قليلا(9 آلاف دولار) و(12 ألف دينار تونسي).. حيث كانت الغرامة في البداية120 ألف دينار تونسي وتدخلت السفارة المصرية هناك ليتم تخفيض الغرامة لتصل إلي12 ألف دينار تونسي, أي45 ألف جنيه مصري. أحمد عبده نصار, رئيس جمعية رعاية الصيادين بمطوبس وعضو الاتحاد الإقليمي للجمعيات الأهلية بكفر الشيخ, أكد أن الرحلة الواحدة تتكلف أكثر من50 ألف جنيه علي صاحب مركب الصيد, ناهيك عن الأسماك التي تمت مصادرتها وهي بمبلغ60 ألف جنيه تقريبا.. وهذا يوضح مدي الخسائر التي خسرها صاحب المركب والصيادون. وقدم الشيخ حمودة فهمي شيخ الصيادين بقرية برج مغيزل الشكر للسفارة المصرية في تونس والسلطات التونسية لحسن معاملتها للصيادين, بالإضافة إلي قبول تخفيض الغرامة إلي10% من قيمتها.