يواصل الرئيس حسني مبارك مشاوراته العربية المكثفة لتحقيق انطلاقة في عملية السلام وفق مرجعيات واضحة واطار زمني محدد, حيث عقدت امس بالقاهرة قمة مصرية اردنية بين الرئيس مبارك والعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني ركزت علي التطورات الدولية والاقليمية ومستجدات الاوضاع العربية ووسائل تعزيز العلاقات الثنائية في كل المجالات التجارية والاقتصادية والسياسية والتجارية. كما ركزت مباحثات القمة المصرية الاردنية علي مسار عملية السلام وامكانية الدخول في مفاوضات مباشرة بعد توفير الاجواء المواتيه لاطلاق هذه العملية التفاوضية واستحقاقات بناء الثقة المطلوبة في قطاع غزة مثل انهاء حالة الحصار وتخفيف معاناة الفلسطينيين في الاراضي المحتلة. وكان الرئيس مبارك علي رأس مستقبلي العاهل الاردني عقب وصوله مطار القاهرة الدولي ثم اصطحبه الي مقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة, حيث بدأت علي الفور المباحثات الموسعة بين البلدين, حضرها من الجانب المصري الدكتور احمد نظيف رئيس مجلس الوزراء والسيد احمد ابوالغيط وزير الخارجية, والوزير عمر سليمان, وحضرها من الجانب الاردني سمير الرفاعي رئيس الوزراء الاردني, وناصر اللوزي رئيس الديوان الملكي, وايمن الصفدي مستشار العاهل الاردني, وناصر جودة وزير الخارجية, والفريق محمد الرقاد مدير المخابرات العامة, والسفير هاني الملقي سفير الاردن بالقاهرة. تأتي المباحثات المصرية الاردنية بالقاهرة استكمالا لمشاورات القمة الاخيرة بين الرئيس مبارك والعاهل الاردني بشرم الشيخ, كما استقبل الرئيس حسني مبارك امس برئاسة الجمهورية بمصر الجديدة الرئيس الفلسطيني محمود عباس, حيث بحث معه آخر تطورات الاوضاع علي الساحة الفلسطينية, خاصة مسار السلام ونتائج المفاوضات غير المباشرة مع الإسرائيليين ومدي امكان الدخول في مفاوضات مباشرة تقضي لاقامة دولتيين فلسطينية واسرائيلية علي ارض الواقع. وقد اطلع الرئيس الفلسطيني الرئيس مبارك علي نتائج محادثاته مع المبعوث الامريكي لعملية السلام جورج ميتشل في أحدث جولة له للمنطقة بهدف تهيئة الاجواء وتشجيع الاطراف المعنية بشأن الانتقال من المفاوضات غير المباشرة الي المفاوضات المباشرة. تأتي مباحثات الرئيس حسني مبارك مع الرئيس عباس في اطار الاهتمام الفلسطيني بالتشاور والتنسيق الدائم مع الرئيس مبارك حول الشأن الفلسطيني, وخاصة فيما يتعلق بالملف السياسي والوضع الداخلي في ظل مساعي مصر الحثيثة لإنهاء الانقسام ورفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة وتخفيف معاناة الفلسطينيين. حضر المباحثات المصرية الفلسطينية احمد ابوالغيط وزير الخارجية والوزير عمر سليمان وحضرها من الجانب الفلسطيني صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير, وعزام الاحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح, ونبيل ابوردينة الناطق باسم السلطة الفلسطينية. تأتي مباحثات الرئيس مبارك مع العاهل الاردني والرئيس الفلسطيني استكمالا لمشاوراته الاخيرة مع العاهل السعودي خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز, ومع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز, حيث شدد الرئيس مبارك علي الركائز الاساسية لعملية السلام وعلي ان هناك رغبة اكيدة في التوصل الي سلام باطلاق مفاوضات مباشرة, وذلك بعد ان اعطت لجنة المتابعة العربية الضوء الاخضر للرئيس ابومازن للانتقال من التفاوض غيش المباشر الي التفاوض المباشر. كما اكد الرئيس مبارك خلال تلك المشاورات ضرورة ان تكون هذه المفاوضات جادة ومستمرة وذات اطار زمني محدد ومرجعيات واضحة. وطلب الرئيس مبارك من بيريز العديد من الإجراءات المطلوبة من إسرائيل من قبيل بناء الثقة سواء في الضفة الغربية مثل وقف الاقتحامات ورفع الحواجز وتسهيل انتقال المواطنين وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني واستحقاقات بناء الثقة المطلوبة في قطاع غزة مثل انهاء حالة الحصار والذي يسبب معاناة لاكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني هم سكان القطاع. كما طالب الرئيس مبارك اسرائيل بعنصر ثالث بعد المرجعيات الواضحة والاطار الزمني الواضح وبعد تهيئة الاجواء لاجراء مفاوضات جادة لبناء الثقة يتمثل في اطلاق هذه المفاوضات وهو ضرورة ان يتوقف الجانب الإسرائيلي عن اي مواقف استفزازية تعرقل سير المفاوضات وتهدد بفشلها. متابعة سالم عبد الغني