مبيعات الكتب الإلكترونية زادت لأول مرة عن مبيعات الكتب المطبوعة. هذا ما أعلنته شركة أمازون أكبر موزع للكتب علي شبكة الإنترنت في العالم. بلغ حجم مبيعات أمازون في الإثني عشر شهرا الماضية6.57 بليون دولار مقابل4.65 بليون دولار في الإثني عشر شهرا السابقة بدأت أمازون في بيع الكتب الإلكترونية قبل أقل من ثلاثة أعوام فقط وكان هذا مصاحبا لإنتاج الشركة لمتصفح الكتب الإلكترونية' كيندل', الذي مثل وقتها ثورة في عالم القراءة. قبل أن تنقضي السنوات الثلاث كانت شركة أبل تخرج للأسواق تحفتها التكنولوجية' أيباد', التي دمجت فيها بين المتصفح الإلكتروني للكتب وكل الوظائف التي يقوم بها الكمبيوتر والتليفون المحمول مجتمعين تقريبا. نافس' أيباد'' كيندل' واحتل مكانته في السوق, لكنه بالمقابل نشط مبيعات الكتب الإلكترونية التي تعتبر' أمازون' أهم مروج لها, حتي وصل عدد الكتب الإلكترونية المبيعة إلي143 كتابا إلكترونيا مقابل كل100 كتاب مطبوع تم بيعها في الربع الثاني من هذا العام, بينما بلغت هذه النسبة180 كتابا إلكترونيا لكل100 كتاب مطبوع في الشهر الأخير من هذه الفترة. من المبكر إصدار تقدير نهائي لظاهرة مبيعات الكتب الإلكترونية, فعمرها مازال قصيرا من ناحية, ومستخدموها مازالوا أقلية صغيرة من ناحية أخري, والموضوع مازالت تختلط فيه الموضة التكنولوجية مع الاحتياج الحقيقي للقراءة. لكن المؤكد أن السنوات المقبلة ستشهد تعرض الكتب المطبوعة لمزيد من التهديد. الجانب السلبي في هذا التطور يخص منتجي الكتب في العالم, والذين بات عليهم التكيف وبسرعة مع هذا التحول, فكلما كان تكيفهم أسرع كانت خسائرهم أقل. الجوانب الإيجابية علي الجانب الآخر- كثيرة. فالأرجح أن يؤدي شيوع الكتب الإلكترونية إلي استعادة بعض الناس لعادة القراءة, خاصة من بين الأجيال الجديدة التي تكونت بينها وبين الكتب المطبوعة جفوة نفسية, في مقابل إقبالهم الشديد علي استهلاك كل ما هو إلكتروني. المؤكد أيضا أن أثر القراءة علي البيئة سيتراجع مع تراجع استهلاك الورق. والمؤكد ثالثا أن الكتب الإلكترونية ستحل مشكلة توفير مساحة للكتب, وهي المشكلة التي يعانيها كل محبي القراءة في العالم, فمرحبا بالتقدم التكنولوجي.